تسببت الخسارة الكبيرة التي تعرض لها منتخب الناشئين الذي مثل العرب في مونديال الهند في المباراة الاخيرة امام منتخب مالي تسببت بصدمة كبيرة للشارع الرياضي الذي كان يعول كثيرا على تحقيق نتائج افضل مما تحقق.
الاثار التي تركتها تلك الهزيمة تتجاوز البعد الرقمي للمباراة او الجانب الفني الذي يتصل بمغادرة البطولة لان الخسارة كنتيجة في اي مباراة امر وارد وطبيعي جدا خصوصا عندما لاتقبل نتيجة تلك المباراة القسمة على اثنين.
فأي متابع بسيط يستطيع ان يشخص الخلل في عملية اعداد وتحضير هذا المنتخب وهو خلل لم يظهر في مباراة مالي انما توجت نتائجه فيها بصرف النظر عن التبريرات التي جرى تسويقها بعد المباراة ورمت في مجملها بالاسباب على “الظروف” وسوء”التحضير” ولاادري من المسؤول عن هاتين المشكلتين في قضية منتخب الناشئين خصوصا عندما يطرح الشارع الرياضي الكثير من الاستفهامات حول نقطة يعتقد انها شكلت عناوين لمستوى هزيل ظهر عليه المنتخب من حيث الاداء الفردي والجماعي.
قبل انطلاق البطولة اعتبرنا مجموعة منتخبنا من اصعب المجاميع ولما بوشر في التباري اتضح انها مجموعة عادية وان نظام البطولة سهل على الكثير من الفرق للانتقال الى الدور الثاني بدليل ان المنتخب المكسيكي انتقل معنا وفي رصيده نقطتين فقط ما يسقط نقطة التباهي التي سجلت علينا باعتبار وصولنا الى الدور الثاني يعتبر انجاز كما قرأنا من تصريحات المعنيون بشؤون هذا المنتخب.
بعد ان ضمن المنتخب الانكليزي الانتقال الى دور ال16 رفقة منتخبنا دخل مباراته معنا بتشكيل مختلف عن تشكيله الاساسي فأراح 9 من لاعبيه واشرك البدلاء في حين اجرى منتخبنا تغييرات طفيفة وبدا ان القائمين عليه اهتموا لتحقيق نتيجة ايجابية حتى مع عدم مؤثريتها على وضع الفريق في البطولة كونها تحصيل حاصل فعمد السيد قحطان جثير الى اجراء تغييرين دفعة واحدة قبل ان تطلق صافرة الشوط الثاني وكأن المباراة حاسمة ونتيجتها مؤثرة فتخلى عن خياره في اراحة نجمه ومهاجمه الوحيد محمد داوود وابعاد امكانية حصوله على الانذار الثاني وفقدان فرصته في المشاركة في دور ال16 وهو التفكير المنطقي لولا التراجع عنه واشراكه ليقع بعدها في المحظور وليخسر نتيجة لذلك المباراة وجهود اللاعب في المباراة التالية ومن هنا كانت بداية النهاية مع البطولة.
لانريد الغوص في تفاصيل اكثر عن طريقة الاداء والادارة الفنية لانها معروفة لكننا سنركز على الدروس التي من المفترض ان نخرج بها من هذه المشاركة.
كثيرة هي المشاركات التي تنتهي بالفشل لاسباب مختلفة والفشل في الرياضة لايعني النهاية والقوي هو من يصنع من الانتكاسة مقومات النهوض غير ان ما يحدث في واقعنا امر مختلف وغريب فعقب كل فشل او خروج نسمع نفس المبررات “سوء الاعداد وقلة المباريات وغيرها من الاعذار” دون ان يعرض اصحاب التبريرات تساؤلا حول من المسؤول عن هذه المعوقات؟ واذا كنا نعتقد اننا غير قادرين على تحقيق اهدافنا فعلام المبالغة واطلاق التصريحات التي تدغدغ مشاعر الجماهير لتأتي بعد ذلك النتائج مخيبة للامال ومخالفة لكل الوعود التي اطلقت قبل ساعات من اطلاق التبريرات التي ذكرت في اعلاه.
الفريق ذاته تنتظره مشاركة قريبة في فئة الشباب وترحيل نفس المشاكل ونفس المبررات لن يكون مقبولا لان من يصدق الان ان الاعداد كان ضعيفا لن يصدقه بعد ان خاض الفريق مباريات قوية في البطولة وعليه يفترض ان يتم تدارك الاخطاء والعمل على اصلاح الامور قبل ان (يضيع الخيط والعصفور) لان الانتكاساة امام الانكليز اكثر مرارة وتاثيرا من الخسارة امام مالي بدون ان نغوض في التفاصيل ونحدد الاسباب فهي كثيرة غير ان المصلحة العامة تقتضي الالكتفاء بالاشارة العابرة بسبب كوننا لانرغب بالتاثير اكثر على عملية اصلاح مفترضة لواقع هذا الفريق قبل ان يدخل منافسات الدوحة ويتوج بصدارتها.