اخر الأخبار

اربعون عاما على واقعة ملعب اريامهر في طهران

مونديال – تقرير علي المعموري

اقيمت النسخة السابعة عشرة من بطولة شباب اسيا بكرة القدم في ايران للفترة من 15 – 28 نيسان من العام 1979 بمشاركة ثلاثة عشر فريقا من مختلف دول القارة قسمت على اربعة مجموعات وكما يلي

المجموعة الاولى :العراق وبنغلادش والهند

المجموعة الثانية :ايران وسنغافورة وافغانستان

المجموعة الثالثة : هونك كونج واليابان والبحرين

المجموعة الرابعة :كوريا الجنوبية وماليزيا وسوريا والاردن

كانت هذه هي المشاركة الثالثة للعراق في هذه البطولة فقد شارك في النسخة التي اقيمت في الكويت عام 1975 وفاز بها مناصفة  مع المنتخب الايراني بعد تعادلها بدون اهداف في المباراة الختامية.

وفي النسخة التي نظمتها تايلاند عام 1976 اخفق منتخبنا الشبابي في المحافظة على لقبه وخسر مباراته امام كوريا الشمالية بفارق ضربات الجزاء الترجيحية.

وفي هذه النسخة ورغم الاعداد الفقير الا ان القائمين على المنتخب حرصوا على ان تكون هذه المشاركة مميزة وبطريقة فاعلة تختلف من حيث النتائج عن المشاركة التي سبقتها فتم تسمية المدرب اليوغسلافي آبه للاشراف على المنتخب يساعده المدرب الوطني نصرت ناصر وتم تجديد الفريق بالكامل فلم يبقى من العناصر التي شاركت في النسخة السابقة سوى المهاجم حسين سعيد.

معسكر داخلي

يوم 21 اذار 1977 انضم الفريق بمعسكر داخلي تخللته عدة مباريات تجريبية طلبها الكادر الفني الذي يعرف صعوبة المهمة التي اوكلت اليه وقد خاض الفريق عدة مباريات تجريبية قبل السفر لايران فواجه المنتخب العسكري على ملعب الشعب وانتهى اللقاء سلبيا , تم التقى مع نادي الجيش قبل ان يخوض مباراة ثالثة مع احد اندية الدرجة الاولى وهي اعلى مراحل الدوري انذاك.

المغادرة الى ايران

يوم 9 نيسان غادر الفريق الى العاصمة الايرانية طهران بوفد رأسه محمد صالح العزاوي نائب رئيس اللجنة الاولمبية العراقية في وقتها وضم الوفد ماهر البياتي مديرا للفريق والمدرب اليوغسلافي آبه ونصرت ناصر مساعدا للمدرب والدكتور سمير سعدالله طبيبا للفريق والمرحوم طارق حسن صحفيا مرافقا للوفد وثمانية عشر لاعبا هم: سلام علي وكاظم ناصر واياد محمد علي ويحيى مجيد وسعدي توما وهادي الجنابي وطارق طاهر وعبدالامير احمد وحسين لعيبي وصالح نجم  ومهدي جاسم ووميض خضر ونجاح عبدالجبار وحسين حسن ومهدي عبدالصاحب وجبار حميد وحسن فاضل وعدنان كاظم.

الفــوز عـــلى الهنـــد

في الخامس عشر من نيسان 1977 وبعد مباراة افتتاج البطولة بين الفريق الايراني والمنتخب السنغافوري خاض منتخبنا الشبابي مباراته الاولى امام المنتخب الهندي على ملعب الامجدية بطهران وقدم الفريق الهندي شوطا مثاليا وادى بشجاعة وخرج من الشوط الاول للمباراة بشباك نظيفة, نتيجة دقت ناقوس الخطر واقلقت الجميع في معسكر منتخبنا غير ان منتخبنا نزل الى الشوط الثاني بشكل ثاني ولعب بطريقة مختلفة وسجل وابلا من الاهداف في المرمى الهندي افتتحها حسين سعيد بهدف عند الدقيقة 52 قبل ان يعود مرة اخرى ويزور الشباك الهندية بهدف ثان عند الدقيقة 56 من المباراة.

وفي الدقيقة 69 من المباراة تمكن المهاجم مهدي عبدالصاحب من اضافة الهدف الثالث ليعزز من فوز منتخبنا ويؤكد احقيته في الاستحواذ على نقاط المباراة فيما سجل البديل جبار حميد الهدف الرابع لتنتهي المباراة بنتيجة عريضة وضع بها منتخبنا قدمه في الدور ربع النهائي للبطولة.

بنغلادش ثاني الضحايا

البطولة بالمنتخب البنغالي اذ قدم الفريقين مستوى طيبا وكالعادة سيطر شبابنا على مجريات الامور واكدوا علو كعبهم في القارة في هذه الفعالية .

ورغم المستوى الجيد الذي ظهر عليه المنتخب البنغالي الا ان منتخبنا تمكن من الخروج من الملعب بعد نهاية الشوط الاول وفي سلته هدفا بتوقيع مهاجمه الفذ حسين سعيد وسجله عند الدقيقة الخامسة من اللقاء.

وفي الشوط الثاني استمر الحال على ماهو عليه من حيث السيطرة العراقية على مجريات المباراة حتى تمكن هادي الجانبي من تعزيز الهدف الاول بهدف ثان قبل ان يضيف زميله مهدي عبدالصاحب هدفا ثالثا انهى به اللقاء ونقل المنتخب الى دور ربع النهائي متصدرا لمجموعته.

مباراة ربع نهائي البطولة

يوم الجمعة الموافق 22 نيسان 1977 لعب منتخبنا الشبابي مباراة ربع نهائي البطولة امام المنتخب الافغاني الذي احرز المركز الثاني في المجموعة الثانية.

وكعادته افتتح مهاجمنا حسين سعيد التسجيل في المرمى الافغاني في الدقيقة الخامسة من اللقاء قبل ان يتمكن الفريق الافغاني من العودة الى المباراة بهدف اعاد الكفة وعادل فريقه, هذا الهدف ساهم في استفزاز فريقنا واثارت همته فسجل حسين سعيد هدفين متتاليين قبل ان يضيف هادي الجنابي الهدف الرابع والذي انهى به شوط المباراة الاول.

وفي الشوط الثاني وبعد ان اطمئن منتخبنا على نتيجة المباراة وضمن الانتقال الى دور نصف نهائي البطولة لعب بحذر وهدوء لتفادي الاصابات خصوصا ان لاعبي الفريق الافغاني لعبوا مع منتخبنا بخشونة مفرطة ورغم هذا فقد ابى لاعبونا الا ان يسجلوا هدفا خامسا في المرمى الافغاني.

مباراة نصف النهائي

الاثنين الموافق 25 نيسان 1977 شهد اللقاء قبل النهائي لمنتخبنا امام المنتخب البحريني وقد حسمها شبابنا بالفوز بثلاثة اهداف نظيفة تناوب على تسجيلها حسين سعيد د.23 وحسين لعيبي د.46 ووميض خضر د.47 وقدم فريقنا عرضا رائعا ومثيرا واضاع عدة فرص للتسجيل بسبب تسرع اللاعبين وقد ساهم هذا الفوز بانتقال المنتخب الى المباراة النهائية للبطولة ومواجهة البلد المنظم واقوى فرق اسيا لهذه المناسبة وشريكنا في اول القابنا بها.

نهائي البطولة

في اليوم الاخير من هذه المشاركة وفي مساء الثامن والعشرين من نيسان 1977 التقى منتخبنا الشبابي  بالمنتخب الايراني على ملعب اريامهر الايراني بحضور جماهيري كبير جدا امتلأت به مدرجات الملعب الذي يتسع لمئة الف مشجع يتقدمهم راعي النهائي نجل شاه ايران وقتها, منتخبنا قبل ان يواجه الايرانيون يدرك تماما صعوبة المباراة ليس من الناحية الفنية وحسب انما من ناحية الملعب والجمهور واحتمالية تعاطف الحكام وامور اخرى , كما يدرك ايضا ان جمهوره الكبير لايريد الشراكة مع الايرانيين كما تقتضي انظمة ولوائح البطولة وكما حصل في نسخة الكويت مع نفس الفريق القوي.

تألفت تشكيلة منتخبنا لهذه المباراة من اللاعبين سلام علي لحراسة المرمى وللدفاع عبدالامير احمد واياد محمد علي وسعدي توما وحسن فاضل وللوسط وميض خضر وهادي الجنابي  ومهدي جاسم وللهجوم حسين سعيد وحسين لعيبي ومهدي عبدالصاحب.

ابتدأت المباراة بضغط ايراني على منتخبنا وهو امر طبيعي عندما تلعب على ارض الخصوم وامام جماهيرهم لكن فريقنا كان متماسكا ولم يهتز حتى عندما سجل الايرانيون هدفهم الاول مع انطلاقة المباراة بوقت قليل قبل ان يتمكن المهاجم حسين لعيبي من معادلة النتيجة عند الدقيقة التاسعة والعشرين من المباراة.

وقبل ان ينتهي الشوط الاول من اللقاء سجل مهدي عبدالصاحب هدفا ثانيا لينهي هذا الشوط فريقنا وهو متقدما بهدفين لهدف وليزرع الرعب في نفوس الايرانيين الذين وجدوا انفسهم بمواجهة صعبة لم يكونوا يتوقعونها بهذه الندية.

شوط الحسم

وفي الشوط الثاني ورغم تحسن اداء منتخبنا ومواصلته اللعب بثقة الا ان الايرانيون تحصلوا على ضربة جزاء مشكوك بصحتها عادلوا من خلالها نتيجة المباراة لتصبح هدفين لكل فريق ليعود هاجس اقتسام البطولة ويخيم من جديد ليس على منتخبنا وحسب انما في صفوف الفريق الايراني,

وبعد دقائق سجل مهاجم منتخبنا وهدافه الاول حسين سعيد هدفا ثالثا ليعلن عن تقدم منتخبنا بالنتيجة مرة اخرى.

وبينما كان الجميع يعتقد ان الامور قد حسمت للعراقيين خصوصا وان الفريق الايراني يلعب تحت ضغط الجمهور والنتيجة فوجئ الجميع بهدف ايراني ثالث اعاد الامور الى نقطة البداية ليعود هاجس اقتسام اللقب ويخيم من جديد..

وبينما تهيئ الجميع لصافرة النهاية تحصل منتخبنا على ضربة حرة مباشرة في منتصف ملعب الفريق الايراني تصدى لها المدافع اياد محمد على وارسلها مقوسة الى جزاء الايرانيين وقبل ان تصل الحارس لكزها حسين سعيد برأسه فغالطت الحارس الايراني وعانقت الشباك واعلنت عن تفرد عراقي باللقب القاري وسط ذهول الجمهور الايراني الكبير الذي حضر اللقاء لتكتب حكاية من حكايا الزمن العراقي الجميل.

تحدث مدرب الفريق اليوغسلافي آبه بعد المباراة وقال كنت واثقا من الفوز وقد التقيت مدرب الفريق الايراني وهو يوغسلافي ايضا وقال لي سنفوز عليكم وقلت له انك تبالغ سنقاتل من اجل ان نهزمكم وهذا ما حصل.

مهاجم منتخبنا الشبابي حسين سعيد حصل على لقب هداف البطولة بتسعة اهداف وسجل على جميع فرق البطولة واول لاعب يسجل هاترك في تلك البطولة بمرمى افغانستان.

راعي البطولة نجل الشاه الايراني بدا مأثرا بالنتيجة خلال توزيعه الميداليات قام بتسليمها دفعة واحدة لقائد الفريق وليس بتقليد اللاعبين فرديا كما جرى العرف.

سيارة لادا

وحظي الفريق بتكريم رئيس الجمهورية احمد حسن البكر الذي أوعز بتقديم سيارة ( لادا ) موديل 1977 لكل لاعب من لاعبي منتخب الشباب , وأوعز بإرسال طائرة خاصة إلى طهران صباح يوم الجمعة 29 نيسان 1977 لنقل الوفد إلى بغداد , كما استقبل رئيس الجمهورية أعضاء الفريق في القصر الجمهوري في الساعة الحادية عشرة قبل ظهر يوم الاثنين الأول من آيار 1977 وتسلم أعضاء الفريق سياراتهم بعد انتهاء المقابلة .

هكذا اسدل الستار على اقوى مشاركة كروية عراقية واكثر نهائي اثارة حيث كتب التاريخ الكروي من تلك اللحظات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى