مهمـــــة شنيـــشل والزبــــد الذي سيذهب جفـــــاء!

علي المعموري – مونديال
تمر كرتنا هذه الايام باوقات حرجة وهي تتهيئ للمشاركة في التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 فبعد الضغط الاعلامي والشعبي الذي نتج عن فشل المشاركة الاولمبية التي انتهت بنهاية مؤلمة جراء الخروج الغير مستحق تتجه الان الانظار صوب كتيبة المدرب راضي شنيشل التي ستتحمل مسؤولية الدفاع عن الوان الكرة العراقية وتغيير الصورة القديمة وتعزيز ما قدمه المنتخب الاولمبي من مستوى في مبارياته الثلاث حتى مع عدم تمكنه من الانتقال الى الدور الاخر.
هذه المشاركة المفصلية تستمد اهميتها من كون الاعداد والتحضير المقدم لها لم يتوافق مع قوة التنافس وشراسته في مجموعة وصفت بالحديدية كناية عن قوة فرقها وخبرتها في هذا المجال واسباب هذا التلكؤ متعددة بعضها متصل بتاثيرات المشاركة الاولمبية وبعضها لاسباب مالية واخر مسبباتها هو عدم تفريغ اللاعبين المحترفين في الاندية الخارجية.
ومع ضيق الوقت فان مدرب المنتخب قام بخطوات جيدة ولعب مباريات ودية من اجل تهيئة بعض العناصر المحلية المتاحة ودمجها مع من وقع عليه الاختيار من لاعبي الاولمبي ولاعبي المهجر والامور في هذا المسار يراها المراقبون جيدة حتة مع عدم كفايتها.
هذه المرحلة الهامة تتطلب الدعم والاسناد من الجميع من الاتحاد والحكومة والاعلام اضافة الى الدعم الجماهيري , اذ من غير المنصف ان نضع المشاركة وهي مهمة بعنوان الوطن تحت مشرط التشريح بحقيقه وبغير ذلك فنؤثر على فريقنا وعندما يفشل نستعمل معاول الهدم للطرق عليه.
نمتلك عناصر جيدة وكادر فني تمت تسميته تحت ضغط الجمهور والاعلام الذي اعتبره الانسب لقيادة كرتنا في هذه المرحلة وبما ان الامر قد تم طبقا لرغبتنا وهي رغبة لم تاتي بدوافع عاطفية او ناديوية انما بناء على معطيات وفرتها قيادة الرجل للمنتخب بمرحلة سابقة وبظروف صعبة ووقت قصير فان من الواجب ان ندعمه بقوة حتى يتبين لنا مسارنا في التصفيات على نحو دقيق خصوصا ان الرجل وعد بتهيئة منتخب للمستقبل بمعنى انه سيقوم بتغيير نمط البناء الذي اعتمدت عليه الكوادر الفنية السابقة عند صناعة المنتخبات بالاعتماد على لون واحد من اللاعبين واهمال الكثير من الكفاءات لاسباب باتت معروفة للجميع, شنيشل تعهد بانهاء هذا الاسلوب واعتبر المنتخب متاج امام الجميع ولم يعد حكرا على نوع او مجموعة من اللاعبين والمعيار الوحيد هو المقدرة والكفاءة وليس عوامل اخرى مما كان سائدا من قبل.
دعم المنتخب واجب على الجميع والاعتراض والتشويش الذي يتعرض اليه السيد شنيشل غير مقبول ولايتوافق مع المصالح العليا للوطن وسمعته ويدخل ضمن المحاولات الرخيصة التي تقوم بها بعض الاطراف البائسة من اجل افشال مهمته والتسويق لبعض الاسماء المستهلكة التي فقدت رصيدها في الشارع الرياضي ونسيها الجمهور.
نحن امام خيارين لاثالث لهما اما ان نقف مع منتخبنا ونعاضده ونقوم الاخطاء فيه بطريقة مهذبة او نقف ضده وندمر عملية البناء والنهضة الجديدة ولااظن ان احدا من اللذين ينظرون الى الامور بعين العقل سيختار الخيار الثاني.
ثقتنا كبيرة بلاعبينا وكادرهم ومهمتهم صعبة لكنها ليست مستحيلة بل هي ممكنة جدا ولو رجعنا الى التصفيات الاولية وتذكرنا كيف ان منتخبا مثل منتخب سنغافورة المغمور اغتصب نقطة من منتخب اليابان القوي في ارضه وامام جمهوره واجبره على التعادل لو تذكرنا ذلك سيكون من الممكن ان نفعل نفس الشيئ خصوصا ان الفوارق مع الاستراليين ليست كبيرة بدرجة مخيفة او مقلقة.
كل التوفيق لمنتخبنا.