الاعلام الرياضي …بين التنظير والتهريج ..!

الاعلام الرياضي …بين التنظير والتهريج ..!
مونديال – أحمد عيدان
قبل انطلاق مونديال 1994 باسابيع قليلة تساءل احد الصحفيين قائلا (( هل ستبقى ملابس حكام المباريات سوداء )) …!
تلقى الفيفا الرسالة واجاب على الفور انه لا يوجد مانع من تغيير الوان ملابس الحكام ليكون مونديال امريكا شاهدا تاريخيا على اختفاء الالوان السوداء الكئيبة لحكام الكرة …!
التنظير من اهم وظائف الاعلام الرياضي لا سيما المرئي منه من خلال الطرح العلمي البعيد قدر الامكان عن الشخصنة ومهاجمة هذا الشخص او ذاك من اجل غايات ليست سليمة على الاغلب ….!
من حقك طبعا كاعلامي ان تنتقد وتعبر عن رايك وتقول ما تراه صحيحا عبر رؤية مسبقة للحدث وعبر قراءة رصينة لما بعد الحدث بعيدا عن ادعاء الوطنية او عدم ادعاءها فكرة القدم ليست وسيلة للاعلامي ليعبر عن حبه لوطنه كونه ومن المفترض انه محب لوطنه اصلا لهذا فان الحديث عن حب الوطن من خلال هجوم رخيص وبطرق تفكير بدائية على الاخرين وتصويرهم على انهم السبب الرئيسي للخسارات دون اي نقد علمي للمنظومة الكروية المنهارة اصلا وكيفية اعادة تاهيلها امر هو اقرب الى التهريج ..!
المهرج كما هو معروف عنه يعمل على جلب اثارة اكبر قدر من الناس مستخدما عبارات وايماءات وحركات وعبر مساعدة ( مهرجين ) اخرين سرعان ما ينتهي تاثيره بمجرد ان يختفي عن اعين الناس ..!
لهذا فان من اهم الاشياء التي على المهرج ان يفهمها انه يجب ان يستمر في اثارة الاخرين وبسرعة قبل ان تنساه الناس والى الابد ….!
الاعلام وظيفة نبيلة ليس من اساسياته جلب الاثارة والانتباه بل هو اقرب الى المصباح الذي ينير الطريق للاخرين كي يفهموا ما يجري بصورة غير مشوشة لا تشوه مخيلتهم …اما القفز هنا وهناك واثارة المشاكل بعيدا عن معالجة المشاكل الموجودة اصلا فهو وظيفة المهرج ….فاهلا بالمهرجين فالزمن هو زمنكم ولو الى حين …!