اخر الأخبارالدوري العراقي

الامكانات المهارية و الذهنية للاعبينا كفيلة بحسم المواجهة مع فيتنام

الامكانات المهارية و الذهنية للاعبينا كفيلة بحسم المواجهة مع فيتنام

تحليل/ علي النعيمي

تتجه انظار عشاق الكرة العراقية اليوم إلى مباراة منتخبنا الأولمبي ضد نظيره الفيتنامي لحساب الدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا تحت 23 عاما المقامة حالياً في الصين وسنخصص هذه الوقفة الفنية للحديث عن الفريق الأحمر الذي لم يأت تأهله محض الصدفة، بل جاء عن طريق التخطيط وستراتيجية البناء التي وضعها المدير الفني ورئيس لجنة التطوير في الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم الألماني هانز يورغن گيدا المتواجد حالياً مع بعثة فريقه لدعم المدرب الكوري الجنوبي بارك هانغ سيو الذي يشرف على تدريب المنتخب، لذا بات على الجهاز الفني لأسود الرافدين التعامل بذكاء مع أدوات الفريق المنافس الذي يجيد النزعة الدفاعية بشكل مثالي ويعقد مفاتيح اللعب على المنتخبات التي واجهها، بسبب انضباطه الخططي والدقة في تطبيق واجبات الضغط والمراقبة من ثم القطع في جميع ارجاء الملعب.

الخبير الكوري
يشرف على تدريب المنتخب الأولمبي الفيتنامي المخضرم بارك هانغ سيو الذي يعد من اشهر مدربي بلاد الشمشون وسبق له العمل مساعدا للمدرب الهولندي هيدينك وكانت له تجارب عديدة مع المدربين الألمان كما اشرف على تدريب مساعد مدربنا الحالي عباس عبيد عندما كان محترفا في كوريا الجنوبية، أشرف هذا المدرب خلال الأشهر الماضية على هذه المجموعة من اللاعبين ووصل معهم الى أسلوب محدد في اللعب و هو الدفاع الصارم مع تفعيل الهجمات المرتدة باقل عدد من النقلات إذ تعتمد فلسفته تطبيق دفاع المنطقة وتعقيد اللعب على الفرق المنافسة وعلى حامل الكرة وغلق المسافات في الخلف ودائما تجد ان الضغط والرقابة مع الاسناد بالقرب من منطقة الـ 18 ياردة وبالتالي فانه من السهولة بمكان قطع الكرات وتحويلها الى المرتدات وقد يؤدي هذه الأدوار جميع اللاعبين وفي أي منطقة من مناطق اللعب وبشكل منسق، لتضييق مسارات اللعب مع تراجع عشرة لاعبين الى الوراء لاسترداد الكرة السريع والتحول الى الامام عن طريق تحرك ثلاثة لاعبين أحد الجناحين من الطرف مع المهاجم الذي عادة ما يتحول الى محطة ومن ثم يأتي لاعب ثالث من الخلف لتطوير الهجمة.

نظام لعب
انتهج المدرب سيو خلال مبارياته الثلاث السابقة نظام لعب 5-4-1 يتألف من اللاعبين: الحارس بوي تين بالرقم 1 وخط الدفاع مكون من خماسي الدفاع فو فان تاين بالرقم 17 ، دو داي موين بالرقم 11 ، تران تونغ بالرقم 21 ، بوي دونغ بالرقم 4 ، الظهير الايسر فان هو بالرقم 5 لخط الوسط ، كونغ هاي بالرقم 19 ، لونغ ترونغ بالرقم 6، فام ديوك بالرقم 8، كونغ فونغ بالرقم 10، او فان تون بالرقم 9 في الامام وهاك دوك تشنغ بالرقم 13 كما يلجأ المدرب الفيتنامي هانع الى البدلاء الظهير الايمن فام ماين بالرقم 2 او لاعب الوسط فان دوك بالرقم 14 للقيام بادوار متعددة في وسط الملعب او زميله بوي تونغ وسط ارتكاز بالرقم .20.

الزون الدفاعي
عند العودة الى التحليل الرقمي لمواجهات المدرب سيو الثلاث سنجد أنه يمنح الفرق الأخرى الحيازة والاستحواذ على الكرة والتحضير في ثلثه الدفاعي والرهان على التنظيم في الخلف وغلق المساحات واجبار المنافس على تدوير الكرة لإيجاد الثغرات او اللجوء الى الكرات الهوائية التي يتقن مدافعو فيتنام التعامل معها ببراعة شديدة وهذا ما ارهق الفريق الكوري الجنوبي الذي راهن على هذا الأسلوب وقد نجح في واحدة ونفس الكلام يقال عن المنتخب السوري الشقيق بسبب مهارات الارتقاء كما ان أي مهاجم يتحول الى المحطة سيكون مصيدة سهلة للملازمة الفردية وعزله عن بقية اللاعبين، في حين لجأ المنتخب الأسترالي الى التحضير البيني والكرات القصيرة لكن الفريق الأصفر لم يمتلك ذلك اللاعب المهاري الذي لديه القدرة على ضرب الدفاع الفيتنامي، لذلك عانت معظم المنتخبات من عقدة البناء واختراق الدفاع بسهولة رغم الفوارق الفنية الكبيرة، فعلى سبيل المثال كانت حيازة المنتخب الفيتنامي في مباراة استراليا التي كسبها بهدف نظيف بنسبة 24.7 %، وفي مواجهة كوريا الجنوبية بلغت نحو 28.8 % وفي لقاء سوريا وصلت الى 41.8 %،في حين كان معدل الالتحامات الناجحة لمواجهاته الثلاث بمعدل 52 % وتفوق على منافسيه في المواجهات الهوائية بمعدل 58 % وذات الكلام يقال عن استرداد الكرات إذ مالت لكفته أيضا بفضل التطبيق الصارم للواجبات الدفاعية.

مفاتيح لعبه
يعد الظهير فو فان تاين بالرقم 17 أكثر اللاعبين اشتراكا في الهجمات من الجهة اليسار، بيد ان صانع اللعب الحقيقي في الهجمات المرتدة هو كونغ هاي بالرقم 19 الذي يغير مركزه في جهتي اليسار واليمين، وهو عادة ما يفتح اللعب امام زملائه في طرفي الملعب.. في حين يقوم كل من المهاجمين كونغ فونغ 10 وفان تون بالرقم 9 بتبادل مركزيهما ونفس الكلام يقال عن اللاعب هاك دوك تشنغ بالرقم 13 الذي يشركه في الشوط الثاني بالتحول من مهاجم وحيد في الامام الى جناح في جهة اليسار التي تعد الأكثر نشاطا في الفريق الفيتنامي خلال مبارياته الثلاث الماضية، وفي بعض الأحيان يهاجم بثلاثة مهاجمين فقط، يطبقون الضغط في الامام بفترات متقطعة، لكن ما يميز الفريق الآسيوي هو قدرته على الوصول الى مرمى الخصم بأقل جهد وبأقل عدد من اللمسات او اللعب المباشر باتجاه العمق عن طريق الكرات الهوائية كذلك ان طريقة انتقاله من الدفاع الى الهجوم بشكل أسرع من الفريق الماليزي، في الختام نقول ان الفريق الفيتنامي منظم في الشق الدفاعي أكثر من الهجومي ويراهن على جماعية الأداء أكثر من مهارات لاعبيه مع السرعة في المرتدات.. لكن تبقى الامكانات المهارية والخططية والذهنية للاعبي منتخبنا الأولمبي هي الأفضل لان لدينا أكثر من لاعب يمتاز بالمهارة والسرعة بالإضافة الى الحل الفردي واتخاذ القرار بسبب التمثيل الدولي والخبرة المتراكمة واللعب تحت الضغط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى