البرازيليون اعجبوا باداء مهاوي وعلي عدنان وشهد اعتقد بامكانية الفوز عليهم
مونديال
بغداد ـ عدنان لفتة
الحقيقة المرة التي لم يفطن لها لاعبو المنتخب الاولمبي واعضاء الجهاز الفني هي انهم أضاعوا فرصة تاريخية في الظهور على مسرح الحفل الافتتاحي لأنها مناسبة لن تتكرر لأغلبهم طوال عمرهم ولعل ما يعزز ذلك مشاهدتنا للاعبي المنتخب الاولمبي الدنماركي وهم يغادرون بنفس طائرتنا من برازيليا الى ريو دي جانيرو للمشاركة في حفل الافتتاح برغم انهم يخضعون لنفس الظروف التي تواجه فريقنا في الاستعداد للجولة الثانية من مباريات المجموعة الاولى.
الوفد العراقي المشارك بحفل الافتتاح وان كان صغيرا الا انه كان مبتهجا ولا سيما الملاكم وحيد عبد الرضا الذي نال شرف حمل راية العراق الغالية في استعراض الفرق المشاركة ولم ينزعج اعضاء الوفد من ساعات الانتظار الطويل لعلمهم باهمية الحدث التاريخي الذي يشاركون فيه.
لاعب التجذيف محمد رياض شارك في اليوم التالي بفعاليات فردي الثقيل ولم يتمكن مجاراة منافسيه واغلبهم من ابطال العالم لكنه كان شجاعا في المحاولة والتحدي وهو ما اهله للحصول على توقيت جيد والحلول في المركز الخامس المؤهل لخوض غمار تصفيات افضل الخاسرين، محمد شاب طموح متفائل ورغم صغر سنه لكنه كان واثقا من نفسه، لم تفارقه الابتسامة في خوض منافسات فعاليته وهو يلقي التشجيع من رئيس اتحاده عبد السلام خلف ومدربه الفرنسي داساري الذي توقع له وخطط لكي يصل الى ربع النهائي وهو ما حققه فعليا البطل الشاب الذي يمثل مشروع بطل مستقبلي للتجذيف مع اكتساب المزيد من الخبرة وممارسة احدى الفعاليات المناسبة لوزنه وقدراته.
تدريبات خاصة
المدرب شهد وبقية اعضاء الجهاز الفني شاهدوا مباراة البرازيل مع جنوب افريقيا وسجلوا ملاحظاتهم على اداء اللاعبين البرازيليين الفردي والجماعي وبدات مساعيهم لإيجاد العلاجات لمباراة غاية في الصعوبة لا تقتصر صعوبتها على مواجهة فريق مليء بالنجوم والمهارات بل في مواجهة جمهور حاشد يزيد على 70 الف متفرج يعيش حرجا بالغا وهو يرى السيلساو في موقف لا يحسد عليه امام منافسين لم يكن يهتم به او يخشاهم من قبيل العراق وجنوب افريقيا. التركيز كان واضحا على عناصر الخط الدفاعي وحارس المرمى محمد حميد حيث بدأت تدريبات حميد تأخذ منحى مختلفا باشراف مدربه الشجاع الواثق من نفسه صالح حميد وذلك بالتدرب على الطريقة التي يسدد بها نيمار الكرات وكيفية اختياره زوايا التسديد عند مواجهة الحارس ، والامر ينطبق ايضا على المهاجمين غابرييل بربوزا وغابرييل جيزوس. اسلوب الجهاز الفني العراقي ركز على الجوانب المعنوية في تحفيز اللاعبين واشعارهم بخطورة الموقف وضرورة ان يتعاملوا مع لقاء البرازيل بكل التفاني والايثار حيث تمت مشاهدة مباراة جنوب افريقيا التي لا يضم فريقها عناصر كأولئك الذين تضمهم تشكيلة منتخبنا. وبالفعل كانت اجواء الحماسة تسيطر على اللاعبين ومدربيهم لتعويض ما حدث في مباراة الدنمارك واستثمار الارباك والضغوطات الجماهيرية التي يعاني منها البلد المنظم المحاصر من جمهوره الغاضب ووسائل اعلامه المنتقدة لأسلوب المدرب روجيريو ميكال الذي يراه العديدون غير مؤهل لقيادة فريق بحجم البرازيل.
اعجاب وسائل الاعلام
الصحفيون البرازيليون اعجبوا كثيرا بأداء لاعبنا علي عدنان وتسديداته الهائلة امام الحارس الدنماركي لذا ركزوا في اسئلتهم الى المدرب روجيرو عن كيفية ايجاد الحلول لتلك التسديدات وضرورة مراقبة هذا اللاعب كما اعجبوا بشجاعة لاعب الوسط همام طارق الذي لعب كمدافع يمين ، ولم يقتصر الاعجاب على الصحفيين البرازيليين فزملاء همام داخل معسكر المنتخب الاولمبي كان يغبطونه على ادائه اللافت وتفوقه بدنيا طوال مراحل الاعداد وفي المباراة الافتتاحية لذلك كانوا يمازحونه باستمرار : همام ماذا ستلعب الان بعد ان لعبت في كل المراكز ؟ كان همام يبتسم ويرد عليهم سألعب حارسا للمرمى بدلا عن محمد حميد!!
دعم السفارة العراقية
السفارة العراقية في برازيليا دخلت على خط الدعم والمساندة للمنتخب الاولمبي قبل مواجهة البرازيل حيث اقامت دعوة عشاء على شرف اعضاء الوفد برعاية السفير أرشد عمر اسماعيل ولم تقصر في دعم اللاعبين ومدربيهم طوال تواجد منتخبنا في الاراضي البرازيلية السفارة العراقية حيث بذلو جهودا كبيرا من خلال التواجد اليومي مع الفريق والمساهمة في دعم الحضور الجماهيري من خلال توزيع الاعلام والفانيلات الى الجماهير العراقية .
يوم تاريخي
اليوم العراقي لمباراة منتخبنا الاولمبي مع البرازيل سيظل مطبوعا في الذاكرة بعد الاداء المذهل والبطولي للاعبي فريقنا بمواجهة الفريق الاعظم في الكرة العالمية، اداء لم يتوقعه اغلب المراقبين بل حتى معظم المتابعين العراقيين الذين كانوا يتوقعون هزيمة فريقنا بناء على الرغبة البرازيلية بالتعويض بعد خسارة نقطتي جنوب افريقيا، لاعبونا كانوا في الموعد وقدموا اداء ملحميا بفضل اسلوب محكم رسمه المدرب عبد الغني شهد وزملاؤه في الجهاز الفني، فقد احسنوا التعامل مع اللاعبين وتهيئتهم نفسيا وبدنيا وفنيا لمواجهة من العيار الثقيل. فريقنا لم يرعبه امتلاء مدرجات ملعب برازيليا بالمشجعين الداعمين لفريقهم ابتداء من الحارس المتألق محمد حميد الذي كان شوكة في عيون مهاجمي البرازيل وهو يتصرف بثقة متناهية في الذود عن مرماه وقيادة لاعبيه لمزيد من التماسك او في الخط الدفاعي الفولاذي المؤلف من احمد ابراهيم ومصطفى ناظم وضرغام اسماعيل وعلاء مهاوي الذي انتزع الاعجاب وزرع الحسرات في نفوس مشجعي البرازيل وهو يقف كالطود الشامخ امام مهارة المهاجم الخطير نيمار ، شهادة ولادة مهاوي كتبت في يوم مباراة البرازيل التي جعلت صحفيي البرازيل يقفون مندهشين لشجاعة هذا اللاعب الصغير امام نجم فذ يمثل مستقبل الكرة البرازيلية. ماذا نقول عن لاعبي الوسط سعد عبد الامير وامجد عطوان وسعد ناطق وعلي عدنان وشيركو كريم ومهند عبد الرحيم الذي كاد يدخل التاريخ بكرة ردتها العارضة. المدرب شهد تفوق تكتيكيا على المدرب روجيرو الذي انزعج جدا من طريقة امتصاص الوقت وتهدئة وتيرة اللعب وساعدنا في زيادة المعنويات ان المشجعين البرازيليين انقلبوا على فريقهم باكرا بل كان مدربهم لا يستطيع توجيه لاعبيهم لان الصفير ينطلق نحوه ما ان يحاول الخروج للمنطقة الفنية.
صدقت التوقعات
قبل لحظات من المباراة كان اغلب اعضاء الوفد يعيشون قلقا شديدا خشية تعرض منتخبنا لهزة عنيفة بمواجهة البرازيل فريقا ومشجعين ولا انسى مطلقا خلال لحظات صعودنا الى اماكن الصحفيين تهكم احد الاعلاميين البرازيليين واسمه (لوسيو) حينما شاهد بطاقتنا التعريفية وهي تشير الى العراق قال : اليوم سنهزمكم بثلاثة على الاقل..وكرد فعل عفوي : قلت له نلتقي بعد المباراة وسترى!! طبعا في قرارة نفسي كنت ادعو الله ان لايخيب فريقنا في هذا اليوم ويرحم بكرتنا في يوم عصيب.. الحمد لله ان فريقنا كان مفخرة للجميع بادائه القتالي وروحه المعنوية واسلوبه المتوازن رغم ثقل الدقائق الـ 100 التي عشناها بعد ان اضاف الحكم الروماني هاتسيغان 3 دقائق في الشوط الاول و 7 دقائق في الشوط الثاني لم تهتز فيها جنبات فريقنا الذي ظل صامدا قويا ..
أجمل المؤتمرات
اجمل المؤتمرات الصحفية كان لعبد الغني شهد بعد مباراة البرازيل حيث حضر والبسمة على وجهه ورد بكل ثقة على اسئلة الصحفيين البرازيلين الغارقين بثيابهم من هول الصدمة والاحراج فرد على سؤال لاحدهم : هل شعرت بامكان الفوز على البرازيل مع مرور وقت المباراة فاجاب: نعم بعد الدقيقة 10 استقر اداؤنا كان يمكن ان نسجل من محاولات عدة سنحت لنا ردت العارضة فيها كرة خطيرة لمهند عبد الرحيم وكاد امجد عطوان يضع كرة رائعة في الشباك ايضا لكننا كنا ننفذ اسلوبا متوازنا بين الدفاع والهجوم وبانضباط تكتيكي تعاملنا فيه بواقعية مع مجريات اللقاء وقرانا المباراة جيدا بعد مشاهدة مباراتي البرازيل مع اليابان وجنوب افريقيا ووفقنا في تحقيق ما سعينا لأجله.
ولم ينقطع الصحفيون البرازيليون عن الاشادة والاعجاب بما قدمه لاعبو العراق وسألوا شهد عن اسرار ما حدث وكيف تفوقتم تكتيكيا على البرازيل: قال السر في روحية لاعبينا وتفانيهم من اجل وطنهم ورغبتهم بإسعاد شعبنا العظيم الذي كان ساهرا الى الصباح من اجل متابعة المباراة وقلوبهم جميعا معنا ومع اجواء المباراة ، احاسيس اللاعبين ومشاعرهم كانت في كيفية اهداء فرحة لشعبنا الصابر والحمد لله منحنا الله ما نستحق بعد اداء رائع وبطولي تفانى فيه الجميع كجسد واحد.
مكافأة فورية
اللجنة الاولمبية خصصت مكافأة فوز(1000 دولار ) لجميع لاعبي المنتخب الاولمبي ومدربيهم بعد انتهاء مباراة البرازيل تثمينا لما قدموه من اداء مذهل وروح عراقية جعلت العراق على كل لسان في اروقة الاولمبياد ولم تنقطع فيها التهاني على رئيس اللجنة رعد حمودي ورئيس البعثة سرمد عبد الاله حيث عاش الجميع اجمل ليلة في البرازيل وهم يحتفون ويحتفلون بالتعادل ( الفوز) المتحقق امام البرازيل.
اكثر من نال الثناء والتقدير والاشادة كان الشاب علاء مهاوي بعد مهارته وجدارته في إيقاف النجم الكبير نيمار اذ يتغنى الجميع بادائه ويتمنى الجميع التقاط الصور معه بل كان السرور مرافقا للجميع وهم يقرؤون ردود الافعال على مواقع التواصل الاجتماعي لما فعله مهاوي امام نيمار وكيف وضعه بجيبه.