ينشغل الشارع الرياضي هذه الايام بقضية التعاقد مع مدرب اجنبي لقيادة منتخبنا خلفا للمدرب السابق راضي شنيشل حيث تكثر الاخبار المتقاطعة والمتناقضة احيانا فبينما يصرح المدير الاداري للمنتخب باسل كوركيس ويؤكد اتصاله بالارجنتيني كالديرون وطلب الاخير منه لبعض المعلومات عن دورينا ولاعبينا وعن رغبته باصطحاب طاقمه التدريبي المعاون وبينما يصرح السيد رئيس الاتحاد بان المفاوضات مستمرة مع المدرب وان اليوم سيكون حاسما وان المدرب طبقا للسيد عبدالخالق مسعود في ابو ظبي نفاجئ بوجود كالديرون في الدوحة يتفاوض مع احد الاندية القطرية!
فماذا يعني ذلك؟ اما ان يحاول كالديرون الضغط على المفاوض العراقي لابتزازه ببعض الامور او ان اتحاد الكرة لم يتصل به اصلا! وفي كلا الحالتين لايمكن تبرير هذا السلوك للطرف الذي تبناه وتصرف طبقا لسياقات غير مألوفة!
وبعيدا عن كون السيد كالديرون من الناحية الفنية خيارا مقنعا او غير مقنع فان التعاطي مع التسمية من جانب الاتحاد غير مقبول لانه سيلحقق الضرر بالنتيجة بمستقبل المفاوضات مع الخيارات الاخرى من الاسماء التي رشحتها لجنة المنتخبات وقد يعقد المقف معها فالسرية مطلوبة بمثل هكذا مواقف لتقوية مسار المفاوضت في مختلف مراحلها.
منذ استقال مدرب المنتخب الاماراتي واتحاد القدم هناك يتفاوض بسرية تامة مع مدربين اجانب لم يتم الكشف عن هوياتهم حتى اخر لحظات المفاوضات في حين هناك ضجة في الاعلام وفي مواقع التواصل الاعلامي تثار حول هوية المدرب الذي يتفاوض معه الاتحاد العراقي وقدراته الفنية وسجله التدريبي في عملية اخضعت قضية تسمية المدرب لمؤثرات خارجية ومواقف عاطفية قد تتسبب في وأدها وانهائها تماما.
ان من اهم شروط العمل الاحترافي في مجال التفاوض مع المدربين الاجانب هي ان تجري تلك المفاوضات على الاقل في مراحلها قبل النهائية بعيدا عن اعين الصحافة والاعلام لتجنب اخضاعها لامزجة عاطفية غير متوافقة مع الواقع وعليه كان حريا باتحاد القدم التكتم على الامر حتى يصبح حقيقة بعد ذلك يمكن ان يعرض على الاعلام والجمهور بكافة تفاصيله.
ظهور كالديرون في قطر احرج الاتحاد وربما سيدفعه للتخلي عنه والتحول الى الخيار الثاني وقد تتكرر الاحداث وتتشابه القصص وتمنعه زوجته من العمل في العراق فنجد انفسنا وجها لوجه امام ضحية اخرى من مدربينا المحليين اضطرارا هذه المرة وليس اقتناعا ونكون دفعنا الخروف وجزته معا!