كيـــــف خــــرج (السيــــــــد) عــــــن طــــــــوره؟
علي المعموري – مونديال
راضي شنيشل قبل ان يكون مدربا للمنتخب هو رياضي عراقي يحب كرة بلده ويتسلح كغيره من العراقيين بالغيرة وحب الوطن فضلا عن صفاته الشخصية الاخرى التي اشاد بها معارضيه قبل مؤيديه, هذا المدرب المتزن الهادئ ذات الطباع الحسنة التي دفعت بمحبيه الى ان يطلقوا عليه وصف (السيد) كناية عن حسن سلوكه واتزانه رأيناه البارحة يخرج من طوره ويواجه الحكم الكوري الظالم ويوبخه بعصبية كبيرة وقطعا شنيشل لم يكن يتصرف بهذه الحدة لو لاشعوره بالحيف والغبن الذي تعرض له فريقه الذي يحمل امال شعب كبير وجمهور يتابع بشغف كبير على يد هذا الحكم الذي سرق الامل العراقي بطريقة دراماتيكية لايمكن ان تصنف على انها (اخطاء عادية) لانها عبارة عن سلسلة من الاخطاء المؤثرة التي اسهمت بتغيير النتيجة لصالح الفريق الياباني الذي لم يصدق انه سيغادر الملعب وفي رصيده نقاط المباراة..
وفي موقف ليس ببعيد لم نكن بحاجة الى فطنة عالية لنتمكن من ملاحظة الغصة والعبرة التي خنقت لاعبنا الدولي سعد عبدالامير وهو يتحدث الى مراسل القناة الناقلة بصوت غلبه الحزن لضياع نتيجة ما كان يجب ان تضيع.
لانريد التطرق الى الامور الفنية ونقول هذا اخطأ وذاك اصاب لكنا بصدد تثبيت حالة نتشارك بها مع لاعبينا وكادرهم هي عندما يستفز العراقي في سمعة وطنه وفي النيل من حقوقه فلا حواجز لديه لتحول بينه وبين غاصبي حقه.. هي الغيرة والحرص والايثار وهي المعدن الاصيل لشعب حفر الصخر باظافره ليثبت للاخرين انه حي.
لايمكن ان يفسر موقف شنيشل ولاعبيه وخلفهم جمهورنا الكريم الا ضمن الوصف اعلاه فالحرص والتمسك بالحق ومقاومة الظلم والظالم من ابرز سجايا العراقيين, فعندما تستفز العراقي سيتحول الى بركان.
تحية للاعبينا ولكادرهم الفني.. لاتحزنوا يكفي ان خصمكم اعترف باغتصاب حقكم فما كتبته صحفهم وما صرح به رجال اعلامهم من ان لسوء التحكيم دورا في تفوقهم الذي وصفوه بالدراماتيكي وهي تصديق على ظلمكم.
