اخر الأخبارالأخبار العربية

هو من صنع نحسه

محمد إبراهيم – مونديال

منذ زمن طويل والكثير يتساءلون لماذا لم يأخذ الأرجنتيني هيكتور كوبر مكانته بين كبار الأسماء في عالم التدريب رغم نجاحه اللافت الذي حققه مع فالنسيا والإنتر وبعد أن كان قاب قوسين أو أدنى في أكثر من مرة من تحقيق أهم لقب في العالم على مستوى الأندية ألا وهو دوري أبطال أوروبا.
والحقيقة أن السبب الرئيسي في ذلك ظهر جليا خلال هذه الحقبة التي يتولى فيها قيادة منتخب مصر وهو عشقه لفن تحنيط اللعب والجمود والبعد عن المجازفة أو أخذ زمام المبادرة حتى أمام أضعف الخصوم.
كوبر دائما ما ينجح وبقوة في البدايات إذا ما إمتلك عناصر مميزة كما حدث مع الفراعنة طوال الفترة الماضية ثم يبدأ المنحنى في الهبوط لأنه يفتقر إلى الشجاعة الهجومية ويميل إلى الحفاظ على النقطة التي يدخل بها المباراة أكثر من أن يبحث عن الثلاث الممكنة وهذا بالطبع ليس في قاموس الأبطال بل هي سياسة إن قادت للنجاح مرة تبعدك عنه عشرات المرات ولا يمكن أن تؤدي في النهاية لمنصات التتويج وهذا ما يبرر لخسارته لكل الألقاب التي نافس عليها مما جعل البعض يعتقد أنه “منحوس”.
كما أن هيكتور يبني خطته بإستمرار على إستراتيجية دفاعية بحتة لا تتغير تتطلب لياقة بدنية قياسية لا تتوافر عند معظم لاعبي العالم خاصة في المنطقة العربية وهذا يؤدي الى إرهاق لاعبيه ذهنيا قبل أن يرهقوا بدنيا. كما أن ذلك يقتل الإبداع في نفوس اللاعبين المهرة ويشعرهم بالملل ويستنفذ طاقاتهم مما يفقده على المدى الطويل أهم أسلحته الهجومية كما حدث في مباراة أوغندا الاخيرة.
ويعد غياب الإبداع والجمود الفكري من أهم عيوب أسلوب الأرجنتيني الذي يقدم دائما أداءا معلبا وطريقة لعب مقروءة ومحفوظة للمنافسين فهو غير قادر على إيجاد البدائل في حال نجح المنافس في تعطيل مفاتيح لعبه ولا مستعدا للمجازفة بالهجوم مهما كان المنافس ضعيفا حتى لو كان على مشارف الهزيمة.
وأخيرا فإن أراد كوبر أن يغير من واقعه الذي عاشه طوال مشواره التدريبي الممتد منذ سنوات ليست بالقصيرة وأن يصبح عراب الكرة المصرية وأن يحقق حلم انتظره المصريون عقودا طويلة بالوصول إلى كأس العالم يجب عليه أن يبتعد عن فن التحنيط الذي يعشقه بدءا من مباراة أوغندا المقبلة وإلا سينتهي مشواره التدريبي كما هو الأن خالي من أي رقم في خانة البطولات وسيستمر اللقب الذي صنعه بيده وأطلق عليه طويلا “المنحوس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى