طرق لعب غيرت وجه الكرة العالمية ( 1 ) الكاتيناتشو

محمد ابراهيم / مصر – مونديال
توجد في تاريخ الكرة العالمية طرق لعب كانت علامات فارقة فاجأت من رآها وحيرت المنافسين ومنحت من ابتكرها الشهرة وأعطت من أجادها التفوق والتتويج. ومن بين هذه الطرق ثلاثة غيرت كرة القدم العالمية بعد إختراعها سنلقي عليها الضوء.
أول هذه الطرق هي الكاتيناتشو وتعني بالإيطالية المزلاج والشائع لدي الناس أن الإيطاليين أول من ابتدع هذه الطريقة لكن الحقيقة أن أول من لجأ لها مدرب نمساوي يدعي كارل رابان عام 1932 كان يدرب فريق سويسري إسمه سيرفيت وكان فريقاً ضعيفاً ولا يستطيع مجاراة باقي الفرق في الدوري فلجا الي خطة تعتمد علي الدفاع المطلق وكانت تسمي وقتها بالسلسلة. واعتمد فيها علي طريقة 5-3-2 ومشتقاتها ففي حالة الدفاع تكون 1-4-2-2-1 أو 3-2-2-3 أو 1-4-4-1وفي الهجوم تصبح 4-1-2-2-1 أو 4-1-2-3 أو 4-5-1 حيث كان يعتمد علي الليبرو المعروف خلف خط الظهر عند الدفاع وكان يستخدمه كصانع لعب في حالة الهجوم حيث تعود إليه الكرة عند قطعها ليبدأ الهجمة. وقد برع في هذه الطريقة وتعاقد معه الإتحاد السويسري لتدريب المنتخب وأقصى بها المنتخب الألماني في كأس العالم 1938.
وكانت البداية الحقيقية للكاتيناتشو في إيطاليا عام 1947 ومن المفارقات الصارخة أن الذي تبناها مهاجم يدعي نيريو روكو وكان يلعب في مركز الجناح والذي تولي الإدارة الفنية لفريق صغير يسمي ترييستينا وكان هذا الفريق قد احتل المركز الأخير في الموسم الذي قبله لكنه لم يهبط لأسباب سياسية. وحقق روكو بهذه الطريقة نجاحا مبهرا حيث حل ثانياً خلف تورينو البطل وخسر 8 مباريات طوال المسابقة طبق خلالها طريقة 1-3-3-3 هجوميا بالرسم التكتيكي1-3-3-2-1و دفاعيا 1-4-4-1 أو 1-4-3-2 بوجود 3 مدافعين ومن خلفهم الليبرو ولكن بمهام دفاعية فقط هذه المرة وعندما يفقد الفريق الكرة يعود أحد لاعبي الوسط للخلف ليصبح قلب دفاع ثالث ويكون هناك ليبرو وأمامه 4 مدافعين واجبه الأساسي تغطية المساحات الخالية وراء الدفاع.
وكانت ذروة نجاح الكاتيناتشو في الستينات عندما تولى روكو تدريب الميلان وحقق بهذه الطريقة الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا مرة و أول لقبين للروزونيري في دوري الأبطال ومرتين كأس الكؤوس الأوروبية وكأس الانتركونتينتتال.
أيضا مع الأرجنتيني هيلينو هيريرا مدرب الانتر الذي حقق هو الآخر سبعة بطولات 2 دوري الأبطال و2 الانتركونتينتتال و3 الدوري الإيطالي. وطبق الرسم التكتيكي 1 -3-4-2 هجوميا و 1-4-3-2 دفاعيا حيث يعود لاعبو الوسط الأيمن لمركز الظهير وتصبح 5-3-2. وتجمع هذه الطريقة بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية من خلال تقدم لاعبي الوسط علي الاطراف كأجنحة في حالة الهجوم ووجود مهاجم متأخر ومهاجم صريح.
وفي قمة نجاح الطريقة تلقت ضربتين كانتا بداية النهاية لها فمع ظهور طريقة 4-2-4 الهجومية البحتة خسر الانتر امام سيلتيك الاسكتلندي لقب دوري الأبطال عام 1967 و بعدها ب 3 أعوام خسر المنتخب الإيطالي الذي كان يطبق الكاتيناتشو من مناخب السامبا الذي كان يلعب 4-2-4 في نهائي كأس العالم 1970 ثم اندثرت الطريقة شيئاً فشيئاً حتي اختفت تماماً بظهور الكرة الشاملة.