الشطرنج والسلة الأفضل في رياضتنا
كتب: الصحفي أحمد عبدالكريم حميد – مونديال
كانت الألعاب الرياضية والأندية قبل الأزمة المالية غارقة بالأموال سواء الأندية أو الإتّحادات أو غيرها مِن المؤسسات الرياضية الحكومية، الا انها بذرت هذه الأموال ولم تطور إمكاناتها الإدارية، الفنية والتنظيمية ولم تتصرف بها بالشكل الصحيح. وخلال السنوات 13 الماضية يمكننا ان نُحدد أفضل الإتّحادات الرياضية التي عملت ونجحت إدارياً وفنياً كـإتّحاد الشطرنج الذي استطاع تنظيم أكثر مِن بُطولة محلية، بالإضافة لإقامته بُطولات دولية ببغداد بمُشاركة لاعِبين مِن الدول العربية والأجنبية. ولم يقف الإتّحاد الشطرنجي عند هذا الحدّ، بل تعاقد مع مُدربين لتطوير إمكانات لاعِبينا ومواهبنا فوقع الأختيار عَلى المُدرب الأوزبكي أليكسي بآرساف والمصري سامح صادق مع الفئات العمرية. وبدأنا نجني ثمار هذا العمل أخيراً بحصد الميداليات العربية والتطلع للمُنافسات القارية والعالمية.
ولا يُحسب هذا النجاح لرئيس الإتّحاد السيد ظافر عبدالأمير فحسب، بل لكُلّ أعضاء الهيئة الإدارية والحُكام والأندية المتخصصة باللعبة والعمل الجماعي الذي لاحظناه طوال مراحل المُسابقات الشطرنجية. وتعزز هذا النجاح بالنتائج الرائعة التي حققها لاعِبونا في البُطولات العربية والآسيوية والمُنافسات العالمية والسعي للحصول عَلى الألقاب العالمية الشخصية ومنها اللقب الأعلى “غروسّماستر”.
وبالتأكيد، لا يمكن ان نتجاهل التطوّر والنتائج الجيّدة التي حققها إتّحاد كُرَة السلة الذي اعتمد عَلى تنظيم البُطولات المحلية والتعاون مع الأندية في رسم خارطة الطريق للنهوض بواقع اللعبة مِن خلال التعاقد مع لاعِبين أجانب والايفادة مِن المُدربين المحليين. واليوم نلاحظ، ان بُطولات كُرَة السلة بدأت تجلب أهتمام الجُمهور العراقي، ولا سيما بعد النتائج الأخيرة التي حققها مُنتخبنا الوطني في بُطولة آسيا وتأهله إلى التصفيات الحاسمة لكأس العالم. واستطاع رئيس الإتّحاد السيد حسين العميدي وزملائه في تغيير النظرة التي انطبعت عَلى اللعبة طوال العقود الماضية واعادوا كُرَة السلة إلى سابق عهدها وأفضل مما كانت عليه، وهم يسعون لتوسيع القاعدة والمُسابقات والتواجد بقوّة في البُطولات العربية والآسيوية.
وتعاقد الإتّحاد مع المُدربين الأجانب بهدف تحسين نتائج مُنتخباتنا وإمكانات لاعِبينا ومُقارعة المُنتخبات الآسيوية وتحقيق النتائج التي ينتظرها الشعب العراقي واحداث الفارق بين مُنتخبنا والمُنتخبات العربية التي كانت تتفوق علينا في السنوات الأخيرة. ونامل، ان تسعى بقية الإتّحادات بالبحث عن السبل التي ترتقي مِن خلالها بألعابها وفئاتها وان تقدم النجوم وتُفكر بالمُنافسات الدولية بعد ان ترتب البيت الداخلي وتضع البرامج لهذا الطريق الستراتيجي بعيداً عن التخبطات والتقاطعات والحُجج.
سؤالي: ما أسباب تلكؤ بقية الإتّحادات وتلاشيها عن المشهد المحلي والعربي والقاري؟ ولماذا لا تطالب اللجنة الأولمبية مِن الإتّحادات الأخرى العمل والارتقاء بالألعاب وبرياضيها؟ ولماذا تراجعت لعبة الساحة والميدان بعد ان توقعنا لها المُنافسة آسيوياً وعالمياً؟
أخيراً، ان الاهمال وغياب التخطيط والاستراتيجيات وضعف البُطولات وقلتها تتحملها بالدرجة الأوّلى الإتّحادات التي تشرف بشكل مُباشر عَلى هذه الألعاب، مكتفية ببُطولات بسيطة طوال الموسم وقلة الفرق المُشاركة وضغط أيّام المُسابقة بسبب ضعف الإمكانات المادية أو اسقاط فرض إقامة البُطولات. ويجب عَلى اللجنة الأولمبية والوزارة رفع الدعم المالي لإتّحادي الشطرنج والسلة وتقليل هذا الدعم عن الإتّحادات المتواضعة التي لم ترتق باللعبة وبالمُستوى منذ القرن المنصرم.