العراق وحكام آسيا

إحسان كريم ديبس – مدير ورئيس تحرير وكالة سبورت كَرام
بغض النظر عن مستوى منتخبنا الوطني الذي يبدو أنه مازال دون مستوى الطموح، بل أنه لم يظهر ولو بجزء من إسمه وتاريخه ، مع وجود أكثر من لاعب لا يستحق أن يكون ضمن تشكيلة اسود الرافدين ، وبغض النظر عن استمرار فشل المدرب راضي شنيشل في تحقيق نتائج إيجابية لمنتخبنا الوطني منذ استلام مهمة قيادته الأخيرة، وعدم قدرته على قراءة المباراة بصورة دقيقة، سيما في شوط المدربين ، إلا أن الحق يجب أن يقال، بأن عدم حصولنا على نقطة واحدة من الجولات الثلاث التي خاضها منتخبنا الوطني من التصفيات الحاسمة والمؤهلة لمونديال روسيا ، كان بسبب الأخطاء التحكيمة ( المقصودة ) بوجهة نظري، من حكام آسيا الذين قادوا مباريات أسود الرافدين .
لا أود كغيري أن يتعكز على عصا الحكام وإن كانت هذه المرة حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار، ولكن المتايع المحايد يدرك تماماً أن هناك من يود أن لا يكون العراق رابحاً في مباراة واحدة في هذه التصفيات، وإذا ما أحسنا الظن بأن الأخطاء التي يرتكبها حكام آسيا طبيعية حالهم حال جميع حكام القارات الآخرى، إلا أن لي الحق بالتساؤل عن سبب ارتكابها كثيراً وبوضوح ضد المنتخب الوطني العراقي وبصورة دائمية ؟!
فعدم أحتساب ركلة جزاء واضحة لأحمد ياسين في مباراة استراليا من قبل الحكم الإيراني ( علي رضا ) والتي كان من الممكن أن تجعل نتيجة المباراة للعراق أو على الأقل لن يخرج منها خاسراً، وإحتساب ركلة جزاء ثانية مشكوك في صحتها كثيراً من قبل الحكم القطري ( خميس المري ) في مباراتنا ضد السعودية في آخر دقيقتين من عمر المباراة بعد أن كان العراق متقدما بهدف حتى الدقيقة 81، أمران يدعوان للشك، وزاد الحكم الكوري الجنوبي ( دونج جين ) الذي قاد مباراتنا مع اليابان ( الطين بلة ) بعد أن احتسب هدفاً أول لليابان مو وضعية تسلل واضحة ، ولم يكتفِ بذلك ليضيف ( 6 ) دقائق كوقت بدل ضائع مع أن جميع المتابعين لم يشاهدوا وقت ضاع أكثر من 3 دقائق على أبعد حد، وفي الوقت الذي كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة من الوقت المحتسب الإضافي ، وبدل أن يحتسب خطأ ضد اللاعب الياباني الذي مست الكرة يده، راح واحتسب خطأ ضد اللاعب العراقي قريباً من منطقة الجزاء الذي جاء منه الهدف الثاني لليابان وضاعت نقطة أخرى للعراق .
كل ذلك يدعو حقيقة للشك بأن العراق واقع تحت مطرقة الحكام الآسيويين الذين مازالوا يظلمونه في كل محفل كروي، وكأن هناك أوامر واتفاق مسبق بأن العراق لا يمكن أن يكسب نقطة من حكم آسيوي .
المشكلة الكبرى أن الإتحاد العراقي لم تكن له من كل الأحداث ( عبرة ) كي يحتج ويطالب بحكام معروفين بحياديتهم على المستوى الدولي، وضعفه مكن هؤلاء الحكام ومن ينسبهم للتلاعب بمشاعر الملايين الذي ينتظرون فرحة الإنتصار من أسود الرافدين، ولم نر منهم تحركاً حقيقياً قبل أي مباراة سيما ان العراق يعاني بشكل دائم من ظلم التحكيم الآسيوي .
طبعاً هذا لا يعني أن الحكام وحدهم من كانوا سبب عدم الحصول على أي نقطة من الجولات الثلاثة، فكما ذكرت في مقدمتي بأن منتخبنا مازال بعيداً عن التطوير الحاصل في الكرة، بحيث استغربت كثيراً من اكثر من لاعب لا يجيد المناولة الصحيحة، بل لا يجيد تسكين الكرة لا في صدره ولا في قدمه، مع أن معظمهم خاض العشرات من المباريات الدولية، ولكن لا اجد تفسيراً لتراجع مستواهم يوم بعد آخر ، والحال نفسه للمدرب الذي وضعنا ثقتنا به كمتابعين السيد راضي شنيشل، إذ مازال بعيد جداً عن الخطط الحديثة والمتطورة وبصراحة بت اشك انه تنقصه الشجاعة كثيراً في مثل هكذا محافل .
ختاماً اعتقد أن المنظومة الكروية في العراق باتت في أمس الحاجة للتغير، وأكررها مجدداً ، كرتنا بحاجة لخبرات أجنبية متطورة والبقاء على ماهو عليه يعني أن كرتنا ستتراجع كل ما تقدم الزمن .