اللعب الدفاعي وتدهور الحالة الهجومية لمنتخباتنا

علي المعموري – مونديال
تعاني كرتنا من ندرة الاهداف المسجلة في المباريات التي يخوضها منتخبنا الوطني الامر الذي اثار تساؤلات عدة لدى الاوساط الرياضية ومعظم المتابعين وجمهور الكرة وقد عزا البعض هذه المشكلة الى عدم وجود اللاعب الهداف القادر على صناعة الاهداف دون النظر بعمق الى هذه المشكلة التي قد لاتقتصر على منتخباتنا انما على معظم المنتخبات في المنطقة بسبب لجوء المدربين الى تكتيكات تعتمد البعد الدفاعي بدرجة كبيرة على حساب البعد الهجومي وهي فلسفة خاطئة فالهجوم خير وسيلة للدفاع كما هي القاعدة الكروية المعروفة.
ان صناعة اللاعب الهداف تعتمد بالدرجة الاساس على الدوري العام في البلد وبالتالي فان مدرب المنتخب سيكون مجبرا على اختيار افضل النتاجات الكروية التي يفرزها الدوري في موسم كامل فكيف نحصل على هداف في المنتخب ولقب هداف الدوري منح للاعب سجل (10 اهداف) في حين ان هداف الدوري سابقا يصل مجموع اهدافه في الموسم الى مايزيد عن ضعف هذا الرقم.
الاعتماد على الموهبة لوحدها لايمكن ان يصنع هدافا فعملية تكوين المواهب وصقلها تحتاج الى الكثير من العمل كما تحتاج الى التوظيف الايجابي خلال المباريات.
في المباراة الاولى التي لعبها منتخبنا الاولمبي اشرك المدرب مهاجمين احدهما على الطرف الايمن والاخر في عمق الخصم فجعل المسافة بينهما واسعة جدا واحرق اي امكانية لتسجيل الاهداف بوقت كان يفترض ان يلعب الاثنان بمسافة متقاربة ليتمكنا من اختراق دفاعات الخصم وفتح ممر للتهديف.
معظم فرقنا اندية ومنتخبات تعطي واجبات دفاعية للاعبي الوسط وهذا الاسلوب يقلل من فرص مهاجمة الخصوم والسبب تخوف المدربين من الخسارة فيلجاون الى التركيز على المهام الدفاعية على حساب الواجب التهديفي فيبقى المهاجم وحيدا وسط عدد من المدافعين.
يعتقد البعض ان شحة الاهداف بسبب عدم وجود هداف قادر على خلافة المهاجم يونس محمود وهو ظن فيه تجني على الواقع فمع اهمية الكابتن يونس وامكانيته التهدفية كلاعب قناص الا ان عدم استدعائه الى المنتخب هو خيار مدرب ووجوده بعد مرحلة نضوب مهاراته وانخفاض لياقته لايغير من الموقف شيئ انما الذي يغير هو تغيير عقلية المدربين وجعل تكتيكاتهم تعطي الجانب الهجومي اهتماما اكثر فيتخلوا عن اللعب الدفاعي ليتمكنوا من تسجيل الاهداف .
في مباراة منتخبنا الثانية مع كوريا الشمالية لعب المدرب بطريقة 4-5-1 وواضح انه ركز على عدم تلقي هدف وهذه تصرف خاطئ خصوصا انها مباراة ودية.
نحتاج لكي نسمح بظهر هدافين مميز الى تبني النهج الهجومي الذي يوفر فرصا اعلى للمهاجمين بضرب الشباك وان لايركز مدربينا على الواجبات الدفاعية على حساب الشق الهجومي.