الأخبار العربية

احداث ملعب النجف من المستفيد؟

علي المعموري

كرة القدم من الممارسات الاجتماعية التي تعبر عن حيوية المجتمع ورقيه وهي بالتالي تشكل احد اهم ملتقيات الثقافات المتنوعة وعندها تزول جميع الفوارق الطبقية والاجتماعية والعرقية هي باختصار عابرة لكل ما يؤدي الى الفرقة والكراهية حتى مع كونها تعتمد المنافسة بما يترافق معها من تعصب وتشنج على ان لا يتجاوز حدوده المقبولة من الطرف الاخر.

وضعنا هذه المقدمة لتكون مدخلا للحديث عن الاحداث التي حصلت خلال مباراة النجف واربيل امس وما اعقبها من مواقف واجراءات لاتصب باي شكل من الاشكال في صالح كرتنا وهي تنتظر قدوم لجنة الفيفا لتقييم ملاعبنا تمهيدا لرفع الحظر عن كرتنا.

لا نريد تهوين ما حصل ولا تهويله بقدر مانريد تقويضه ومنع تكراره لان فيه ضررا ليس على مستقبل الكرة في العراق فحسب بل على النسيج الاجتماعي بشكل عام الامر الذي يفرغ كرة القدم من محتواها الانساني والاخلاقي كجامع للشعوب وموحد للمجتمعات كما لانريد ان ندعي ان دورينا منفلت لدرجة خطيرة لايمكن علاجها وفي هذا الصدد لعلي لاابالغ اذا قلت من الكثير من البلدان في العالم والمحيط الاقليمي تشهد ملاعبه اسوء بكثير مما يحصل عندنا والفارق هو في التعاطي وردة الفعل لا اكثر.

الذي حصل في ملعب النجف لا يصنف كعمل من اعمال العنف لعدم وجود تصادم اواشتباك انما هي هتافات فيها حط من المنافس واساءة لخلفيته الاجتماعية والعرقية.

من اكبر مشاكلنا في الشرق هو تعاملنا مع النتائج دون النظر الى مسبباتها عند المعالجات فتكون معالجاتنا قاصرة ومعقدة للامور اكثر من كونها رادع لها , فالحوادث بغض النظر عن نوعها وشكلها وعناوينها تقع عندما تتوافر ظروف حدوثها وعندما لا يكون الردع منسجما مع الفعل المنحرف يصنف كردة فعل.

جميع انديتنا محترمه وجميع محافظاتنا محترمه وجميع مكونات مجتمعنا محترمه وعلى الجميع ان يفهم ان ازدراء الخصم وتسفيهه باي شكل لا يخدم بلدنا ولا يقوي من وحدتنا ولا يعزز من انسانيتنا.

الجميع يتحمل مسؤولية ما جرى ويجري وسيجري من سلوكيات دخيلة على مجتمعنا تبعث البغضاء بين ابناء شعبنا .

لو كانت الهتافات التي حصلت في ملعب النجف حصلت في بلد اخر وهي بالتأكيد حصلت وتحصل لكان التعاطي معها تم بطريقة اخرى مختلفة عما تم عندنا لان المبالغة في ردة الفعل لاتخدم الحل انما تؤجج الوضع اكثر وتزيد من التخندق وتكون انعكاساتها السلبية اكثر مما يجب.

اعتقد ان الحساسية المفرطة في التنافس وتجاوزها للروح الرياضية غالبا ما تتسبب بمشاحنات خصوصا عندما يتم تثوير المدرجات بسبب خطأ تحكيمي او اعتراض مدرب او لاعب اوايا من مكونات المنظومة الكروية وان احد اهم الحلول لتجاوز هذه الامور هو في السيطرة على سلوكيات الساحة قبل المدرجات لان الجمهور في غالبيته عاطفي وتأجيجه لايحتاج الى الكثير من العناء.

في الوقت الذي فيه نستهجن وندين اي تصرف يسيئ لكرتنا ووحدة وطننا فاننا نعتقد ان على الادارات في الاندية وفي الاتحادات ان تكون اكثر انتباها عند المعالجة وان تتجاوز معالجاتهم ردة الفعل والأخذ بالاعتبار كل ما يؤدي الى التهدئة بالابتعاد عن المبالغة في التعاطي مع الوقائع والمخالفات حتى نسيطر على الاثار لان الشدة لاتخدم الحل دائما ولاتدعم مسعى منهجي للتخلص من هذه العادات.

كل ما يحصل في ملاعبنا يحسب على كرتنا ويؤثر فيها خصوصا عندما تكون تحت انظار الاخرين وبعضهم لايريد لها الخير وعلى هذا نتسائل من المستفيد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى