(المرء مخبوء تحت لسانه متى تكلم عرفته)
علي المعموري – مونديال
اصابتني الدهشة والذهول وانا اتابع لقاء السيد كامل زغير عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم وهو يتحدث في برنامج استوديو الجماهير الذي يقدمه الاعلامي حيدر زكي من قناة دجلة الفضائية حول قرار المحكمة الرياضية الذي ابطل نتائج انتخابات الاتحادات الفرعية بعد الطعن الذي قدمه رئيس نادي ميسان السابق .. ان يوضح السيد زغير وجهة نظره او موقف اتحاده كما فعل خلال نفس البرنامج السيد رئيس الاتحاد الملا عبدالخالق مسعود فهذا امر طبيعي ومن حقه مثلما هو من حق الاطراف الاخرى ولكن بطريقة غير التي شاهدها ملايين المتابعين للبرنامج وباسلوب غير الاسلوب الذي لاحظناه فالسيد زغير تكلم على طريقة (الجايخانات) او المقاهي وليس بطريقة مسؤول خصوصا انه مجمل جديثة لم يكن يخص فكرة النقاش بقدر ما كان عبارة عن تحدي وسباب وكلام اكثر من فارغ عبر عن مواقف متشنجة عندما اخذ يهاجم الاشخاص ويخبط الحابل بالنابل ويتحدى بطريقة (طرزانية) ثم يربط دولا باشخاص فيقول (فلان مثل امريكا …الخ)
وانا اتابع هذا اللقاء عرفت كيف تدمرت كرة القدم في العراق وغسلت يدي منها تماما فللادارة رجالها واصولها ونتائجها اما ان يدار اتحاد القدم وفق هذه الطريقة المضحكة فهذا انتحار كروي ادعو الله ان يزيل عن كرتنا هذا الغمام لترى النور من جديد بعد ان تغسل روحها من الطوارئ والادران!
حقيقة انا حزين جدا وقد لاحظت كيف كان الضيف الاخر رفقة زغير يزفر الما وهو يستمع الى ما استمعت اليه ويقينا انه توصل لاستنتاجات ابعد مما توصلت اليه.
خبرتي علمتني ان اميز بين من يقول الحق ومن يدعيه ومارأيته هو نمط ثالث غير هذين النمطين نمط يفرض الحق بعصبية مفرطة وبالتهديد!
العمل الاداري له شروط ومتطلبات والمسؤولية تفرض نمطا من التعامل المرن الهادئ المتزن!
بالتاكيد كل من تابع اللقاء تيقن من ان السيد زغير صاحب سطوة في الاتحاد ويخضع العملية الكروية بالكامل لمزاجه وسلطانه وكان واضحا عندما كان يرد على رئيسه بنفس اللقاء وقد تفطن مقدم البرنامج لذلك وتخلص من الرئيس بشكره وتوديعه بعد ان طلب منه الانتظار.
المسؤولية لباقة ومرونه وكياسة والاهم القدرة على التعاطي مع الوقائع بنفس هادئ بعيدا عن الانفعال كما لاحظ العراقيون مساء امس.
