الأخبار العربية
المشاركة الاولمبية مابين العقم الهجومي والفشل التدريبي والاعتزال اللا مسؤول

فلورا رعد – مونديال – جريدة رياضة وشباب
أعتدنا على الخروج من البطولات بضجة اعلامية كبيرة يسبقها غضب جماهيري معتاد الامر الذي يجعلنا نعايش الحدث لفترة طويلة وكأنه وليد اللحظة مما يؤدي الى الانشغال بأمور لا تتطلب منا الوقوف عندها حتى . فبدلاً من إلقاء اللوم على هذا وذاك من لاعبي او اداريي المنتخب كان الأجدر بمن يدّعي الولاء لعلم العراق أن يبحث عن المتسببات الاساسية التي أدت الى هذه النتائج التي قد يراها البعض “مشرفة” ولكنها في الاساس كارثية, وسأقنعكم بذلك!
نبدأ حيث البداية.. لوهلة شعرنا بأن التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات الاولمبياد والتي اوقعتنا قرعتها مع كوريا الجنوبية واوزبكستان والمنتخب اليمني, تضاهي قوة النهائيات من حيث مستوى الفرق وليست “الأسماء”. المباريات الثلاث التي قدمتها فرق مجموعتنا في نهائيات ريو دي جانيرو لم ترتقي الى مستوى البطولة الامر الذي جعل محللي كرة القدم يطلقون على مجموعة البلد المستضيف مسمى “مجموعة التعادلات”.
ظهر المنتخب الاولمبي في مباراته الاولى مع الدنمارك بهيئة الطرف الاقوى وسيطر على معظم اوقات المباراة لكن المشكلة الازلية التي تعاني منها منتخباتنا وهي العقم الهجومي حالت دون التسجيل في مرمى الخصم بالرغم من وجود تشديدات واجماعات اعلامية وفنية على ضرورة الفوز بهذه المباراة كونها مفتاح التأهل لعلمنا المسبق بضعف امكانيات المنتخب الدنماركي مقارنةً بكتيبة الاسود وبأنه الحلقة الاضعف في المجموعة لكن اللاعبين افتقروا الى من يعزز هذه الثقافة والقناعة لديهم مما ادى الى التهاون في بعض اوقات المباراة من قبل بعضهم. الغريب بالامر هو اننا خرجنا بنقطة سلبية مع الدنمارك بشكل يوحي الى ان الامر كان مخططاً له وكأن الدنمارك بعبع البطولة!
الحسنة الوحيدة التي تحسب لعبد الغني شهد ليس فقط التعادل مع البرازيل وانما الاداء الهائل الذي قدمه لاعبينا طول المئة دقيقة التي جمعتنا بالبلد المستضيف. لولا افتقار المنتخب لرأس حربة او ما يسمى باللمسة الاخيرة لكنا قد خرجنا منتصرين نظراً لخطورة بعض الفرص التي هددنا بها المرمى البرازيلي. المباراة التي سيخلدها التاريخ استطاعت ان تبرز امكانيات العديد من اللاعبين الشباب الذين قد نعول عليهم مستقبلاً في محافل كبرى امثال علاء مهاوي وسعد عبد الامير واحمد ابراهيم ومصطفى ناظم وسعد ناطق وعلي حصني وغيرهم.
في الوقت الذي كنا نحتفي به بالظهور المذهل للمنتخب ضد السامبا صُدمت الجماهير العراقية بعدم تكليل الاداء المتكامل امام الفريق الافريقي بهدف فوز ينقلنا من عالم الخيال الى الواقع الجميل! كوني لا اؤمن بالحظ في عالم كرة القدم لذا اوعز اسباب التعادل الى عدم امتلاك المنتخب الاولمبي لرأس حربة وصاحب اللمسة الاخيرة فمن غير المعقول ان يكون لديك اكثر من 35 هجمة موزعة على الشوطين دون ان يتمكن احد الحاضرين من استغلال المساحات التي كان يخلقها المنتخب الافريقي لنا والتي لم يقدم على استغلالها احد!
اطويت صفحة الاولمبياد ليس على الصعيد الكروي فحسب بل على باقي الرياضات الاخرى المشاركة في هذا المحفل العالمي الكبير…الفرق بيننا وبين من خرج معنا من المنافسة هو انهم يجلسون الان على طاولة مستديرة واحدة يشخصون عليها الاخطاء ويضعون فوقها الحلول والتخطيطات المستقبلية لتفادي مثل هذا الخروج المبكر لاحقاً … اما اذا كنتم تسألونني عما يشغلنا في الوقت الحالي فأقول لكم بأن لكل المعنين ليلى وكل منهم يغني عليها!
أظن بأنها الفرصة المواتية التي استطيع ان اتسائل من خلالها حول اللغز المحير الذي عجزنا عن حله وهو اما آن الاوان للوقوف ضد آفة التزوير؟؟ نطالب دائماً بإساس رياضي سليم في الوقت الذي نكافح فيه على إخفاء ظاهرة التزوير في اعمار اللاعبين فكيف ننجح في بطولة تدور فكرتها حول النمو السليم لرياضيي العالم لما هم دون الـ 23 عام بينما نجد ان اغلب لاعبي منتخبنا الوطني تجاوزت اعمارهم الحقيقة الـ 27 عاماً؟ يظن البعض بأن التستر والمشاركة بهذه الافعال اللا اخلاقية هي “خدمة” للوطن ولا يدرون بأن اعظم المصائب التي حلّت على رؤوسنا سميت ايضاً بتلك التسمية!
من الامور التي تحتاج الى معجزة لكي تصل الى المعنين بالطريقة المطلوبة هي إقناع الاتحاد بأن المدرب المحلي لا ينفع للمشاركات العالمية لأن كل مدرب يحتاج ما لا يقل عن 50 بطولة دولية ليعي فكرة المشاركة والتنافس مع منتخبات مبنية على اسس سليمة..لذلك ارجو استيعاب ان استدعاء المدرب الاجنبي لقيادة المنتخبات الوطنية هو اختصار للوقت والجهد والوعي الثقافي الذي سوف لن يكتسبه المدرب المحلي حتى بالسنوات الضوئية ليس لقلة امكانياته بل لعدم توفير الاساس الصحيح للمدربين ايضاً … وطالما ان القانون يسمح لنا بإستدعاء مدربين اكفاء على مستوى عالٍ يصنعون الفارق بوقت قياسي فلمَ الاعتراض؟ مدرب اللياقة الاسباني السيد غونزالو روديغز وحدة استطاع ان يعد الفريق بدنياً في فترة استثنائية وبطريقة حديثة فهل لكم ان تتصوروا كيف ستكون نتائج المنتخب اذا ما حصلنا على فريق فني اجنبي متكامل؟
بعد كل اخفاقة اكرر مقولة ان الجماهير العراقية هي الوحيدة التي تتحمل عبء الخسارة ومن المؤسف ان يأتي أحد اللاعبين الذي صنعته الجماهير العراقية نفسها ويسمح لنفسه ان يقيم سلوكيات جمهور عريق اكبر من عمر اجداده على ردة فعل ابدوها بعد مشاهدة منتخبها وهو عاجز عن التسجيل في مرمى فرق هزيلة وكأنه متفضل باللعب لمنتخب العراق الذي هو قادر على انجاب اجيال كاملة فلولا العراق والجماهير العراقية لما حلمت حتى بزيارة دولة اوروبية ويبقى الوطن اغلى من كل الاسماء علماً ان اسباب الاندفاع نحو هذه الخطوة غير معروفة فقد سبق ان رفض اللاعب الجلوس مع بقية اللاعبين في دكة الاحتياط عقب استبداله من قبل المدرب وتوجه مباشرة الى المنزع فهل كان يعلم بهذا التوقيت بتجاوزات الجمهور عليه في هذه الاثناء؟ علما انه حصل على الفرصة الكاملة بنتفيذ كافة ركنيات المنتخب والضربات الحرة دون تسجيل اي هدف ! لذلك المراوغة بهذا الشكل الغريب لا تجدي نفعا وشكراً للاعبين الكبار الذين تحملوا مسؤولية الخسارة ولم يهددوا بالاعتزال او الانتحار امثال محمد حميد وسعد عبد الامير وغيرهم من الغيارى المقاتلين ودمتم.