الأخبار العربية

المنتخب الوطني العراقي ومرارة المقارنة مع نادي برشلونة

المهندس حسام المعمار – فريق الاحصاء / مونديال

ربما يكون هذا العنوان مضحكا للكثيرين او تكتبه بعض الصحف للسخرية، الا اني اكتب هنا بشكل جدي جدا لاني مؤمن بان نتائج العمل دائما ما ترتبط بسقف الطموحات للعاملين وبالتالي لو كان سقف طموحاتنا عاليا وهو منافسة احد الفرق العالمية الكبرى سيكون الفوز على المنتخبات الاسيوي مضمونا لدرجة كبيرة.

متابعة الارقام شيء علمي مهم يعكس شخصية كل فريق. الارقام تجسد حقائق على ارض الملعب لايدخل فيها اي مؤثرات اخرى النظرة الشخصية في الاعجاب والكراهية. متابعة اللاعبين كذلك يجب ان تخضع للارقام وخصوصا الدقة في التمرير. التمرير الناجح وتدوير الكرة في ارجاء الملعب والاحتفاظ بها هو العامل الاساسي للفوز في اي مباراة مهما كانت قوة المنافس.

نجاح التمرير يتطلب امرين: الاول هو الدقة في ركل الكرة باتجاه معين مقصود وهذا يعتمد على بالدرجة الاساس على تكنيك اللاعب نفسه ودرجة جاهزيته البدنية والنفسية. اما الثاني فهو الخيارات التي يوفرها لك زملائك اثناء امتلاكك للكرة وهذا يعتمد على عامل اساسي مهم جدا تركز عليه كرة القدم الحديثة وهو التحرك بدون كرة.

منتخبنا افتقد للامرين في مباراة الامارات التي خسرها بهدفين نظيفين. خصوصا التحرك بدون كرة الذي يعتبر تقريبا معدوم خصوصا بالثلث الامامي. فلننظر الى ارقام نادي برشلونه في 11 مباراة لعبها ضمن منافسات الدوري المحلي كما تشير الصورة ادناه.

 

نادي برشلونة قام بـ 6768 تمريرة كان منها 5890 تمريرة ناجحة! اي ما يعادل 615 تمريرة في المباراة الواحدة منها 535 تمريرة صحيحة. بينما عدد التمريرات لمنتخبنا لا يتعدى كحد اقصى الـ 300 تمريرة وهذا نادر جدا بينما عدد التمريرات في مباراة الامارات مثلا لم يتعدى الـ 250. هذا الكلي اما الصحيح فهو نصف العدد تقريبا.

اما في التمرير الطويل فمن المتعارف دقة التمرير تقل ولهذا تبتعد الفرق القوية مثل برشلونه وريال مدرير وغيرهم عن التمرير الطويل وتعتمد بشكل اكبر على التمرير القصير. ومع هذا فان نسبة التمرير الطويل الناجج لنادي برشلونه 67%. اما الطويل الذي ينتهجه المنتخب الوطني فاغلبه بالهواء ومعظمه مقطوع!

ثم الشيء الاهم بكل هذا وهو اتجاه التمرير… كلما كان الفريق يمرر اكثر الى الامام كلما كان اللعب هجومي وبامكانه توفير الفرص وكلما كان اللعب الى الوراء فيدل على فقدان الحلول وبالتالي ارجاع الكرة لعدم القدرة على الاختراق. ارجاع الكرات الى الخلف هو اقل النسب في تمريرات الفريق 15%. حيث ياخذ التمرير الى اليمين والى اليسار النسب الاعلى 57%. بينما التمرير الامامي وصل الى 28%. اما ارقام منتخبنا فللاسف كانت التمريرات الامامية 10% فقط حسب احصائيات الاتحاد الاسيوي المنشورة في موقعه الرسمي.

دقة التمرير لنادي برشلونه في نصف ملعبه حوالي 92% بينما دقة التمرير في نصف ملعبنا تصل الى 61%. اما دقة التمرير في نصف ملعب الخصم لنادي برشلونه تصل الى حوالي 84% بينما منتخبنا تحصل على 39%.

الفريق الناجح الذي يريد ان ينافس على كاس العالم يجب ان يعرف كيف يتحكم بالكرة وكيف يسيطر عليها. كما وعليه ان يتحكم برتم اللعب وسرعة المباراة ونحن وبهذه الارقام للاسف لايمكننا تجاوز التصفيات الى النهائيات. حينما يطالب المدرب بوقت ليعمل فهذا من حقه طبعا لكن عليه ان يعي بان اسلوب الكرة الحديث قد تغير وان مدرب المنتخب هو فلسفة خططية على اللاعبين ان يفهموها ويطبقوها على ارض الملعب والمنتخب الوطني ليس مكانا لتدريب الابجديات!

تحياتي لكم

%d8%a8%d8%b1%d8%b4%d9%84%d9%88%d9%86%d9%87

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى