المواجهة مع استراليا وضرورة تجاوز الشد النفسي

علي المعموري – مونديال
يتابع جمهورنا الرياضي هذه الايام تحضيرات منتخبنا الوطني بكرة القدم للمواجهة الاصعب في التصفيات الحاسمة المؤهلة للمونديال الذي ستنظمه روسيا العام بعد المقبل, تحضيرات بدأت بمعسكر اربيل مرورا باوزباكستان وقطر وماليزيا وانتهت بمدينة بيرث الاسترالية رحلة تبدو طويلة ومناسبة ومقارنة مع نظرائنا من فرق المجموعة الثانية هي الافضل لكن مخرجاتها من النتائج وان كانت غير معول عليها تعطي صورة باهتة ومشوشة عن مستقبل الفريق في التصفيات.
الفريق الاسترالي الذي سنواجهه من الفرق القوية في القارة خصوصا عندما يلعب على ارضه الا ان التفوق عليه ليس مستحيلا ويتطلب قراءة دقيقة لنقاط قوته وضعفه وقبل ذلك يفترض ان نعرف نقاط قوتنا وضعفنا عندها سنتمكن من تحقيق التوازن المطلوب معه.
من خلال متابعتنا لمباريات المنتخب الاسترالي وهو تحت قيادة المدرب الوطني انجي بوستيكوغلو تبين انه يعتمد وبشكل اساسي على تكتيك 4-2-3-1 يقوم بتحويره خلال اللعب الى اكثر من تكتيك بالاعتماد على مرونة اطرافه فيلعب 4-4-2 و3-4-3 وفي الغالب يتبع نهجا انكليزيا يعتمد القوة والالتحام والضغط في الوسط لسحب اطراف الخصم واتاحة الفرص لجناحيه برفع الكرات العرضية للمهاجمين بعملية فنية تعتمد على البناء الجسماني الذي يتفوقون به على لاعبينا فيقومون بنقل الكرة الى الامام وتحقيق الزيادة العددية بالانتشار وسط ملعب الخصم.
سيلعب الاستراليون الذين خططوا جيدا لهذه المواجهة مهاجمين منذ البداية لتسجيل هدف مبكر , هدف سيربك منتخبنا ويجعلهم يتفادون الاسلوب المتراجع الذي يعتقدون ان فريقنا سيلجأ اليه لقتل طموحهم وهو ذات الاسلوب الذي واجهنا به البرازيل وهذا اكثر ما يؤرق الاستراليون في تلك المواجهة.
فمثلما لكل فريق نقاط قوة له عيوبا متى ما اكتشفناها ولعبنا بطريقة لاتغفل تلك العيوب سنقلل من فرضية تفوق ذلك الفريق.
البطئ في البناء والتحضير وكذلك التمركز بخط واحد ووجود فراغات في الثلث الدفاعي هي ابرز عيوبهم ومن الممكن تحويل هذه النقاط الى مشكلة فنية تمنع الاستراليون من تنفيذ خططهم وتسمح للاعبينا بامتلاك السيطرة وتحييد الجمهور كما فعلنا مع راقصي السامبا في ريودي جانيرو.
شنيشل وفي المباريات الودية الاخيرة اعتمد اسلوب لعب يميل الى الدفاع بانتهاج تكتيك 4-5-1 وهذا الاسلوب فشل فيما يبدو في اتجاهين اتجاه الهجوم واتجاه الدفاع فكان منتخبنا يتلقى اهدافا اخرها هدفين في فاصل زمني قصيرة مثلما حصل في اخر مباراة مع التاكيد على ان الفريق لعب مقوصا من ثمانية لاعبين محترفين اساسيين.
باعتقادي ان منتخبنا مثل منتخب استراليا يجب ونحن نواجهة ان نحرمه من نقاط تفوقه وابرزها سيطرته على الوسط والاندفاع عبر الاجنحة فنقوم بعملية تدوير للكرة تقتل رغبتهم وتمتص تركيزهم وتجعلنا نتحكم برتم المباراة باضافة لاعب ارتكاز ثالث لمنع الاستراليين من ارسال الكرات العمودية الى عمق دفاعنا وهذه احد مميزاتهم مع التاكيد على لاعبي الطرف بالضغط على اجنحة الفريق الاسترالي لحرمانه من التوغل ورفع العرضيات.
ان التفكير بالدفاع لوحده امر غير مجدي خصوصا ان منتخبنا لديه لاعبين جيدين قادرين على الوصول الى جزاء الخصم وضربه.
النقطة الاهم التي على المدرب شنيشل ومعاونوه التركيز عليها هي معالجة الشد النفسي لدى اللاعبين من اسم وقوة الخصم وتهيئتهم للمحافظة على تركيزهم فكرة القدم لاتأبه كثيرا للارض والجمهور والاسم والتاريخ وغيرها بقدر ما تعطي لمن يمتلك عوامل التفوق .