المواجهــة الثانيــة مــع كوريـــا وفرصــة تغييـــر صــــورة المنتخب
علي المعموري – مونديال
يترقب الشارع الرياضي بحذر شديد الخطوات التحضيرية التي يتخذها الكادر الفني للمنتخب الوطني بقيادة راضي شنيشل حيث يقيم معسكرا اعداديا قبل السفر الى بيرث ولقاء الكنغر الاسترالي في اولى مبارياته في التصفيات الحاسمة المؤهلة الى روسيا 2018.
وبين مؤيد متفهم ومنتقد غاضب تشكلت ملامح الصورة لمنتخب يعشقه جمهوره حد الثمالة.. صورة يقول عنها المؤيدون انها لم تكتمل بعد وان جميع ماجرى هو مقدمات لما هو افضل وان الامور على السكة المطلوبة بينما ينظر الى نفس الصورة فريق اخر فيرى فيها نموذج قد تكرر لاكثر من مرة ليعبر عن الغموض والارباك وسوء التخطيط ويشكل مقدمة لنتائج سلبية وحيث ان الجميع ينطلق من شعور عالي بالحرص على النجاح فان جميع المواقف صحيحة وصحية ودليل على الوعي العميق لشارعنا الكروي.
كمتابعين نحترم جميع الاراء ونجلها ولكننا ننظر الى المشهد بطريقة تتجاوز البعد العاطفي او الموقف المتصل بقضية او شخص او اعتراض على امر قد حصل وبناء على هذا نجد ان الكادر الفني للمنتخب اجبر على النهج الذي اتبعه في الاعداد والتحضير خلال المرحلة الماضية والتي اعطت انطباعا مشوشا عن مستقبل المنتخب في التصفيات اعتمادا على نتائج مبارياته الاربعة مع الاوزبك وقطر وكوريا الشمالية اذ اضطر المدرب الى هذا الاجراء لعدم وجود اللاعبين الاساسين وليمنح الفرصة للجميع لاثبات مقدرتهم ومنافسة الاخرين على اللعب , وبعيدا عما سجله المدير الفني في مفكرته عن عناصره المحلية ودرجة نجاحها في التعويض عند الطوارئ نقول ان هذا الاجراء افضل من الجلوس وانتظار وصول اللاعبين الجاهزين.
غدا سنواجه المنتخب الكوري الشمالي مجددا ولكن في تشكيلة مختلفة اذ تكاملت العناصر الاساسية للمنتخب عدا بعض اللاعبين المحترفين في امريكا واوربا ومن المؤكد سيكون الاداء مختلفا والنتيجة ايضا عن تلك التي حصلت في المباريات الاربعة السابقة اذ لاوجود لاية اعذار اخرى لاستمرار مسلسل الهزائم حتى وان كانت المباريات بطابع ودي غير دولي.
تغيير صورة المنتخب لتنشيط وانعاش ثقة الجمهور الرياضي من الامور المهمة قبل المغادرة الى بيرث , هذه حقيقة يعرفها المدرب ومعاونوه واداريوا المنتخب فما كان سابقا لايجب ان يكون لاحقا لسقوط معظم المبررات وهذا لايعني الضغط على المدرب وفريقه بقدر مايشكل حافزا له وللاعبيه وللجمهور الذي التبست عليه عملية التحضير والاعداد الخاصة بالمنتخب بعد معسكرات اربيل واوزباكستان وكوالالمبور وهناك في بيرث اخر اللمسات قبل الانطلاق الذي نتمنى ان يكون مباركا وميمونا باذن الله.
المنتخب السعودي الذي سنواجهه بعد نحو اسبوعين ويواجه تايلاند في الاول من ايلول سيتجمع الاحد المقبل في الرياض ويطير الى الدوحة للدخول في معسكر قصير يواجه خلاله منتخب لاوس بمباراة تجريبية والتطرق لهذا من باب المقارنة ليس اكثر.
المطلوب من السيد شنيشل ومن لاعبيه هو اعتبار المباراة مع كوريا هي البروفة الاخيرة واللعب بمستوى يعيد لكرتنا هيبتها ويمحو الاثار السيئة التي رتبتها النتائج السابقة وهو امر ليس صعبا بوجود مجموعة من اللاعبين الشباب واصحاب الخبرة خصوصا بعد تجربة المنتخب الاولمبي والروحية التي لعب بها امام فرق مثلت ثلاث مدارس كروية بثلاث قارات.
ونحن ايضا مطلوب منا التوقف عن المطالبات والانتقادات وانتظار النتائج الرسمية لنكون سندا لفريقنا وان لاتتكرر مواقف بعضنا مع المنتخب الاولمبي فالاخطاء واردة ومحتملة والنتائج السلبية ايضا, فالخسارة لاتعني الخروج ولاتستوجب وضع الجميع تحت المقصلة.
نامل من جمهورنا الكريم التعاطي الحذر وبمسؤولية مع المنتخب ونتائجه على الاقل حتى نتجاوز لقاء السعودية في ماليزيا وبعدها يمكن تقييم النتائج.