الكرة اليابانية والنمط التكتيكي المستهلك

علي المعموري – مونديال
بعد ان انتهت المشاركة اليابانية بمونديال البرازيل 2014 واحتلاله المركز الاخير في مجموعته بنقطة واحدة والكرة اليابانية تعاني من الجمود التكتيكي وتتعرض الى نتائج لاتتوافق مع مكانتها في كرة اسيا في العقدين الاخيرين اذ اجبرهم السنغافوريون على تقاسم نقاط مباراتهم معهم التي جرت في اليابان في اطار التصفيات الاولية المؤهلة الى الادوار الحاسمة للمونديال المقبل, ثم جاءت نكبة سايتاما عندما اجهزت الامارات على الساموراي بهدفين لهدف في عقر داره في مباراة لم يصدق اليابانيون انها حقيقة.
المنتخب الياباني يعتمد على تكتيك واحد منذ العام 2006 ولحد الان اي منذ مرحلة ما بعد الاسلوب البرازيلي الذي اعتمده زيكو وتسبب بخسائر كبيرة في مونديال 2006 عندما استلم المنتخب الياباني البوسني اوزيم خلفا لزيكو حيث اعتمد التمرير القصير والبناء البطيئ للهجمة من الخلف والاعتماد على ظهيري الجنب في صناعة الاهداف وفي المساندة الدفاعية واستمر هذا الحال حتى اليوم ولم ينتبه اليه احد حتى مع تعرض الفريق لخسارة امام كولومبيا في المونديال السابق قوامها 4-1. وقد استمر هذا التكتيك الذي مكن اليابان من الفوز بكاس اسيا 2011 والتاهل لكاس العالم مرتين 2010 و2014 ولم يتغير حتى مع تعاقب خمسة مدربين على تدريب المنتخب الياباني وهم البوسني اوزيم والياباني تاكيشي اوكادا والايطالي البيرتو زاكيروني والمكسيكي خافيير اجيري واخيرا البوسني وحيد خاليلوزيتش.
ان التطور الذي حصل في بعض المنتخبات الاسيوية قد جعلها تحفظ هذا التكتيك وتفككه بسهولة وهذا ما حصل مع المنتخب الاماراتي الذي ارهق اجنحة اليابان واستنزف قواهم جراء الضغط العالي الذي مارسه لاعبي الامارات , اليابان تلعب بخطة 4-2-3-1 حيث يتمركز هوندا في الوسط وعلى يمينه كيوتاكي وعلى الجناح الايسر كاجاوا وواجب هذا الثلاثي تقديم الاسناد لراس الحربة الوحيد اوكازاكي وكذلك العودة الى الخلف للمعاونة في الدفاع الامر الذي يستنزف طاقاتهم وخصوصا طرفي اللعب كاجاوا وكيوتاكي.
اليابانيون الان يطالبون المدرب باحداث ثورة تكتيكية ومغادرة الاسلوب الذي لعبوا فيه طوال سبع سنوات وهو اسلوب نمطي مكشوف اصبح بامكان اي فريق اخر التعاطي معه بسهولة خصوصا اذا كان يمتلك ادوات مميزة تتمتع بحظور ذهني وبدني جيد.
يقول كاجاوا بعد مباراة الامارات لاحد الصحف اليابانية “شكلت في مركز الوسط مع زملائي كيوتاكي وهوندا جبهة هجومية، ولكن دائماً أسأل نفسي ماذا نحتاج لإضافته في مهمتنا لنتمكن من إنجاز المهمة بنجاح، قد يكون تغيير الخطة حل مناسب”.
من جانبه لخص البوسني وحيد خاليلوزيتش مدرب المنتخب الياباني اسباب تراجع منتخبه امام الامارات بالقول “الفريق المنافس، قدم مستوى أفضل الليلة، وكنا بحاجة للتفوق أكثر في المواجهات الفردية، وكانوا أفضل تنظيمًا، ونحن كنا نعرف كيف يلعبون، لكن هناك لاعبين أو ثلاثة في الإمارات كانوا على أعلى مستوى وكانوا لاعبين رائعين، وأنا يجب أن أتقبل ما حصل في المباراة”.
الذي حصل للكرة اليابانية في الفترة الاخيرة وبعد كابوس الامارات دفع الصحف اليابانية لفتح ملف المنتخب والمساهمة في شرح اسباب التراجع وفي هذا يشترك الجميع في المشكلة انطلاقا من احساس عميق بان الموضوع يخص الجميع وعلى الجميع المساهمة في القاء الضوء عليه.