مونديال / يحيى السويد :
منذ شهر بالتمام والكمال وتحديدا منذ أن حقق المنتخب السوري الأول لكرة القدم تعادلا بحجم الفوز مع إيران في ختام الدور الثالث من تصفيات كأس العالم في روسيا 2018 منذ ذلك التاريخ وحتى الساعة لا صوت يعلو على صوت المنتخب ولا حديث إلا عن اقتراب تحقيق حلم الوصول للمونديال لأول مرة في تاريخ الكرة السورية ، حتى هناك من نسي الحرب الطاحنة التي تعصف بالبلاد منذ ما يقارب السنوات السبع ، ووجه كل همه واهتمامه لهذا الحدث.
وحقيقة فإن الوصول للملحق بحد ذاته إنجازا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، خصوصا في ظل ظروف بات يعرفها القاصي والداني ، وإنجاز كهذا. كان لابد لوسائل الإعلام المحلية المختلفة أن تبرزه وتتفن في نقله دعما للمنتخب لإعطائه جرعات معنوية قبل مواجهة استراليا مرتين في الملحق الآسيوي.
لكن أن يصل الحال بوسائل الإعلام المختلفة سواء المقروئة أو المرئية أو المسموعة وبدرجة أكبرالسوشيال ميدا أن تلبس ( بضم التاء) المنتخب ثوب الفريق المتأهل مبكرا أمر فيه من السلبية الكثير بل ومن شأنه أن يصدم الكثيرين إذا ما إنهزم المنتخب السوري لا قدر الله وحرم بالتالي من تحقيق حلم طال إنتظاره ، لماذا نسيتم أو تناسيتم المنتخب الأسترالي القوي والذي وبصراحة يتفوق علينا بكل شيئ بوضوح. ولماذا لم تمهدوا للجماهير السورية العاشقة لمنتخبها تقبل الخسارة في حال وقوعها لا سمح الله ، بدل أن توهموهم أن الفوز على أستراليا شبه مضمون ، كان حري بالجميع أن لا يكثروا من التفاؤل المفرط فالمنتخب الأسترالي قوي ومتمكن ولديه لاعبين يصنعون الفارق وبالتالي فهو صعب وأي نتيجة إيجابية تتطلب من لاعبي المنتخب السوري جهودا مضاعفة.
هذا لا يعني أن نخفي التطور الملحوظ جدا على المنتخب السوري الذي استطاع وبكل جدارة أن يفرض نفسه بقوة بين كبار القارة الصفراء ، وهو أثبت للجميع أن الإنجاز يولد من رحم المعاناة ، وبرأي لو توفرت له ربع الإمكانيات التي تمتلكها المنتخبات الأخرى لذهب أبعد من ذلك بكل تأكيد .
عموما نتمنى من كل قلوبنا أن يواصل نسور قاسيون تألقهم ويتجاوزوا الكنغارو الأسترالي ليصبح طريق روسيا معبدا وحتى موعد اللقاء في الثالثة والنصف عصر غد الخميس ندعوا الله بفوز منتخبنا والإقتراب أكثر نحو حلم طال انتظاره.