اخر الأخبار

بضاعتكم فاسدة وعراقنا بريء مما تعرضون

بضاعتكم فاسدة وعراقنا بريء مما تعرضون

علي المعموري

يعتبر الخليجيون بطولات الخليج التي انطلقت قبل 47 عاما ولم تتوقف حتى في اصعب الظروف التي واجهت هذه المنطقة الحساسة من العالم يعتبرونها مهرجانا سياسيا واجتماعيا ورياضيا وقد استطيع التأكيد على ان البعد التنافسي المجرد في هذه البطولة لايمثل عندهم أولوية أو أهمية دون حضور الجوانب الاخرى في أي بطولة من بطولات الخليج ال23 التي انقضت او تكاد تنقضي بعد ايام.

والمتابع لمجريات البطولة الحالية يستطيع تلمس حقيقة التعاطي الخليجي مع هذه البطولة التي لم تقم اية نسخة من نسخها السابقة في اوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية مريحة لبلدانها مع الخارج او مع بعضها وقد يكون لهذه التقلبات في نمط العلاقة بين تلك الدول انعكاسات مؤثرة على طريقة تعاطي الاعلام الخليجي معها , فجميع دولها تنتقل بثقلها الاعلامي الى مكان البطولة وتقيم الديوانيات والمجالس واستديوهات الرأي طيلة فترة اقامة البطولة.

من بعد هذه المقدمة اود الدخول في توصيف ما يحصل في الجانب العراقي الذي هو من اكثر الدول المشاركة حاجة لعرض بضاعته التي تحمل هموم بلد تعرض لظروف صعبة ضربت جميع اركان ومفاصل الحياة فيه وعملية العرض هذه تحتاج الى (مسوقين) ماهرين قادرين على الترويج الايجابي لبلدهم وعلى نقل الحقيقة وبيان الواقع الذي تعرض لتشويه الاعلام الاصفر.

الذي حصل ورغم كثرة عدد المتهافتين من ابناء وطني على حضور تلك المجالس والبرامج الرياضية ذات البعد السياسي لم يستطتعوا رسم صورة واضحة عن حقيقة ما يعيشه مجتمعنا من تحولات ايجابية في الجانب الامني والاستقرار السياسي والاقتصادي والاهم في جانب التلاحم الاجتماعي الذي تمكن الاعداء من ضربه في فترة من الفترات , ولم يستطع هذا العدد من رياضيينا واعلاميينا تغير صورة العراق برأس ذلك الجلف الذي ساهمت احقاد ابائه على بلدنا بوضعه تحت اشد حصار شهدته البشرية على مر العصور فصدق سموم الاعلام الاصفر الذي يدعي عدم وجود (شوارع) في بغداد!

 

 شارع في العمارة

الحق ان لانلوم هذا الحاقد انما نلوم انفسنا اولاَ لأننا لم نعمل على احضار صورة واقعية عن بلدنا ولم نستدعي الاخرين لمواجهة ذلك الواقع فهل يستطيع السوري والاردني قول ما ذكر هذا (النكرة)؟ لانهما اطلعا على حقيقة الوضع عندما تم استضافة منتخباتهما في الوسط والجنوب.

ألم يكن جديرا بان يحضر المتهافتون على تلك المجالس صورا وافلاما عن واقع بلدهم وشوارعه ومدنه وملاعبه بدل ان يحضروا صور القتلى والجرحى الذين اوقعهم رصاص المنفلتين من اراذل القوم؟

ألم يكن اجدى للذين تصدروا المشهد ونصبوا انفسهم سفراء لرياضة العراق ان يتكلموا عن الواقع العراقي المتعافي بدل الاستجداء والسخرية؟

الم يكن جديرا بهؤلاء المطالبة بحق الجمهور العراقي في الحضور لمساندة منتخب بلده بدل انتقاد الوضع في العراق.

عذرا ايها السادة انكم عرضتم بضاعة فاسدة لاتعبر الا عن وضعكم وعراقنا بريء مما تعرضون!

شاعر في الكويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى