بعـــد نصــف المشـــوار هــل حقــا شنيشــــل هــو الاصلـــح؟

علي المعموري- مونديال
ثلاث قواعد ساقها السيد راضي شنيشل مدرب المنتخب الوطني لتكون عناوين لعمله مع المنتخب لمرحلة تمتد لثلاث سنوات كما يجاهر بهذا هو والاتحاد الطرف الثاني في العقد المدمر الغريب والغير محدد الاهداف الذي ربط بينهما, بناء منتخب والبقاء للافضل وتحقيق الاستقرار الفني هذه هي قواعد العمل التي يركز على التأكيد عليها شنيشل بعد كل اخفاقة تتحقق في التصفيات الحالية.
شعار بناء المنتخب الذي تعكز عليه شنيشل بادئ الامر والذي واجه انتقادات شديدة بسببه من قبل الجمهور والاعلام وحتى رموز ومسؤولي كرة القدم بالعراق قد فشل لان عملية البناء تستوجب الانطلاق من قواعد جديدة قواعد قابلة للتطور ولها عمر يسمح بالاستفادة منها لعشر سنوات قادمة لان عملية بناؤها قد تستغرق وقتا اطول من الوقت الذي يمتد اليه عقد شنيشل, اما وقد انشغل شنيشل بعناصر بعضها تجاوز الثلاثين من عمره فهو بهذا قد نسف عملية البناء تماما فضلا عن ان البناء لايجوز خلال التصفيات المونديالية المهمة.
من الجيد معرفة ان السيد شنيشل يتعاطى مع قاعدة الاصلح ورغم ان لاوجود لمعايير ثابته لتحديد الاصلح ضمن قواعد شنيشل سوى مزاجيته اوبعض المؤثرات الخارجية فان قوانين الطبيعة تفترض سقوفا زمنية لبيان الصلاحية بمعنى ان لايمنح وصف الاصلح بناءا على حركة واحدة او عدة حركات او دقائق معدودة من مباراة مع نادي يصارع في اسفل قائمة دوري اقل فنيا من عدد كبير من اندية دورينا.
شنيشل جرب اكثر من خمسين لاعبا في اربعة اشهر وكان يشرك في كل مباراة رسمية باربعة لاعبين جدد ويستغني عن عدد اخر ويجرب اكثر من سبعة لاعبين في المباريات الودية وبعد اربعة هزائم واداء هزيل استمر ممسكا بشعار الاستقرار والاصلحية والبناء وهي اوهام لم تعد تخدع احد من المتابعين.
القاعدة الاهم في معادلة شنيشل – مسعود هي ان الطرفان اعتقدا ان البقاء على كادر تدريبي واحد لمدة طويلة يحقق الاستقرار ويؤمن نتائج ايجابية وفي حقيقة الامر ان الاستقرار الفني واقع حال متحقق لان جميع المدربين المحليين احدهم يكمل الاخر وان شنيشل هو استمرار ليحيى ويحيى استمرار لاكرم والاخير لحكيم مع كامل تقديرنا لشخوصهم بحكم كونهم ينطلقون من مدرسة واحدة اكل عليها الدهر وشرب .
عملية البناء والاستقرار وعملية تدوير اللاعبين مجرد شعارات لخداع الجمهورالذي لايتعامل مع التفاصيل انما مع النتائج فلو قارنا جدلا بين انطلاقة شنيشل مع المنتخب العراقي وانطلاقة فان مارفيك الهولندي مع المنتخب السعودي سنجد ان الحاجة للخبرة الاجنبية في عملية الاستنهاض والبناء اكثر الحاحا وان امكانية العقل المحلي توقفت عن استقبال اي تطورات لانها عقلية جامدة غير متفاعلة مع التطورات.
اعتقد المنطق وبعد عدة تجارب فاشلة لمدربين محليين اصبحت الحاجة الى الخبرة الاجنبية ضرورة ملحة لايقاف التدهور في مستوى الكرة العراقية فالقضية لاتتعلق باسماء مدربين محليين او تتعلق بالسيد شنيشل او بمن سبقه انما تتعلق بالامكانيات العامة فلسنا افضل من اليابان ومصر والجزائروالصين والسعودية وايران وغيرها من الدول التي بنت كرتها دون الاعتماد على المدرب المحلي.
ان استمرار اللجوء الى الخبرات المحلية في تطوير كرة القدم العراقية سيطمرها وسيحولها الى حصالة لفرق الصف الرابع في القارة بعد ان تجاوزتنا فرق الصف الثالث ليس انتقاصا من المدرب المحلي الذي نكن له كل الاحترام لكن قدراته تجاوزتها الانطلاقات الرهيبة التي تحركت اليها كرة القدم في العالم
همسة.. بموجب قاعدة البقاء للاصلح وبعد نصف المشوار هل كان شنيشل هو الاصلح؟
ولنا عودة.