تدخلات الجمهور تصعب مهمة شنيشل في اختيار اللاعبين

علي المعموري – مونديال
ظاهرة طفت على سطح رياضتنا في السنوات الاخيرة وخصوصا في مجال كرة القدم ولها انعكاسات مدمرة وتداعيات خطرة اذا ما لم يتم التنبيه والتنويه عنها تلك هي الضغط الذي يمارسه الجمهور على مدربي المنتخبات والذي يصل في حالات كثيرة الى مستوى التدخل في الامور الفنية وترشيح بعض الاسماء وتسويقها بطريقة لاتتناسب مع دور الشارع في دعم المنتخبات ومؤازرتها بطريقة واقعية محايدة.
وليت الامر انحصر بالجمهور وحده انما تعداه ليصل الى شرائح اكثر توازنا بالتعاطي مع الاحداث الكروية بحكم تخصصها وعلميتها تلك هي المنابر الاعلامية ورجالات الصحافة وبعض اللاعبين والمدربين وهذه الظاهرة تستوجب الوقوف عندها وحصر تاثيراتها حتى لانجني منها ثمارا لاتخدم طموحاتنا ولاتنسجم واحلامنا في تحقيق نتائج لافته خصوصا ونحن في مرحلة حرجة من مراحل التاهل للمونديال القادم.
خطورة تلك الظاهرة تكمن في كونها تنطلق من منطلقات تطبع عليها السبغة العاطفية المعتمدة على الانتماء الى النادي والمنطقة وامور اخرى توضع بدلا عن العنوان الوطني الشامل لتلك المنتخبات.
تقديم العاطفة في تقييم الجانب الفني للفرق والكوادر يجعل من نهاياته متقلبة , فالسيد راضي شنيشل مدرب المنتخب الوطني الذي يقود الفريق في اصعب مهمة يتعرض الان لمختلف الضغوطات من اجل استدعاء لاعبين او التخلي عن اخرين هو الاخر قد تمت تسميته تحت ضغط الجمهور الذي كان اعتبر ان شنيشل الانسب من بين المدربين المحليين لقيادة المنتخب الوطني.
التدخلات التي تمارس على المدرب فيما يخص خياراته في انتداب اللاعبين امر غير مقبول لانه يقوض امكانية المدرب ويقلص خياراته في مواجهة الخصوم ولان الامور والرؤى تختلف من شخص لاخر فان ما يستدعيه المدرب من لاعبين ينطلق فيه من مصلحة الفريق وحاجته الفعلية وليست لاجل ارضاء هذا اوذاك خصوصا ان المدرب يهمه ان ينجح وهو يبحث عن ادوات تساعده على النجاح وعليه من غير المعقول ان تفرض عليه قناعات لاتحقق مصلحته كمدرب ولامصلحة الفريق وتقلل من تركيزه.
كرة القدم في السعودية اصابها الوهن في العشر سنوات الاخيرة جراء تبدل الاولويات لدى الجمهور فتقدم النادي على المنتخب وتاثر بالتالي مردود المنتخب وقد يتكرر ماحصل في السعودية عندنا اذ عندما يكون الولاء للنادي اكبر من الولاء للمنتخب الذي يمثل الوطن فان مستوى الخطورة سيرتفع الامر الذي سيدمر عملية البناء الكروي.
لايمكن التعاطي مع مهاجمة المدرب وهو يقود المنتخب باصعب مهمة لمجرد انه لم يستدعي لاعبا او قرر الاستغناء عن لاعب لاسباب تتعلق بالجانب الفني وتسويق تلك الهجمات على انها مواقف حرص لان الحرص يقتضي الدعم والوقوف عند حدود اختصاص كل مكلف بخدمة وهذا يشمل الجميع.
جمهورنا حريص على انجاح مهمة المنتخب بكل تاكيد لكنه يندفع كثيرا ويؤثر على تركيز المدرب.
الانتقاد مطلوب لكن في حدود الواقع فلو سمحنا لانفسنا باختيار تشكيلات الفرق فاننا سنجد ان لدينا الكثير من نقاط الاختلاف في تلك التشكيلات.
لاعبون قدامى يحاولون فرض رؤيتهم على المدرب بتوجيه انتقادات غير منطقية للمدرب بما يعتبر تدخلا في الجوانب الفنية التي هي من صلب مهام المدرب وواجباته.
ليكن شعارنا دعم المنتخب ومؤازرته حتى يتبين نتائج عمله وعند ذاك يمكن ان ننتقد لكن ان نسب المدرب ونقزمه قبل ان يباشر مهمته فهذا امر غير معقول .