الأخبار العربية
لهذه الأسباب…فرحتنا لم تكتمل!

فلورا رعد – مونديال
كما هي العادة … انشطرت الاراء بين مؤيد ومعارض لما جاء في مباراة اليوم امام المنتخب التايلندي.. في الواقع لابد من الاشارة الى إعجابي الشديد بمنتخب تايلند الذي قدم اداءً جيداً امام منتخبي السعودية والامارات وقبلها امام منتخبنا بقيادة المدرب السابق يحيى علوان .. ولا اخشى القول بأنني كنت متخوفة من نتيجة هذه المباراة بحسب متابعتي لهذا المنتخب في هذه التصفيات .. لكن حالما بدأت المباراة, حتى تلاشت تلك النظرة التي كنت قد كوّنتها حول المنتخب التايلندي خلال مبارياته السابقة..! ظهر اليوم منتخب تايلند بأداء متواضع جداً لم يستطع من خلاله ان يشن هجمة واحدة منظمة على المرمى العراقي واكتفى بالتسديدات العشوائية والفاقدة للتركيز والتخطيط..! النقاط الثلاث التي حصل عليها منتخبنا اليوم أعادت الامل لمشوار التصفيات التي تضرر مساره كثيراً في اخر ثلاث مباريات من هذه المرحلة من التصفيات. ولأن الفوز دائماً ما ينسينا الاخطاء فلابد من التشديد عليها ودراستها بصورة سليمة قبل لقاء الامارات الذي سيحدد مصير المنتخب في المشوار المونديالي!
قبل كل شيء لابد من الاقرار بأن افضل أداء للمنتخب في هذه التصفيات كان امام المنتخب الياباني فبالرغم من الخسارة الظالمة التي تعرض لها منتخبنا الا ان المستوى الفني كان اعلى وارقى ولا مجال حتى للمقارنة! ما ادهشني في مباراة اليوم هو كمية الفرص الضائعة والتي لم تكن بتلك الصعوبة فمن غير المعقول ان ينفرد أربعة مهاجمين بحارس مرمى الخصم وبالنهاية تذهب الكرة الى الخارج؟؟؟ لو كان هذا المستوى امام فرق اخرى مثل اليابان واستراليا والامارات لحلت علينا كارثة حقيقة! هناك اخطاء فنية قاتلة حصلت في هذه المباراة تحتاج الى معالجات فورية قبل لقاء الامارات المرتقب الذي لابد من حسمه لصالح العراق كي يختم منتخبنا هذه الجولة بستة نقاط وخمسة اهداف على اقل تقدير تعيد له امل المنافسة في جولة الاياب!
من عوامل النقص الواضحة لدى منتخبنا هو غياب بعض الاسماء المؤثرة امثال جيستن ميرام وعلي حصني وياسر قاسم الذي لابد من الاستقتال على عودته للمنتخب وتتبع ظروفه التي حالت دون تواجده مع التشكيلة الاساسية واقترح على الكابتن راضي شنيشل إشراك اللاعب بروا نوري في الدقائق الاخيرة من كل مباراة إستعداداً للانسجام مع باقي اللاعبين ومتأكدة بأنه سيكون له دور بارز خصوصاً إذا ما لعب في مركزه الاساسي وبكامل إستعداده. فهذه الاسماء المذكورة تستطيع استغلال الهجمات وتسجيل الاهداف من انصاف الفرص على عكس ما نشاهده في مباريات المنتخب من تشتت وتسرع يلازم لاعبينا في منطقة جزاء الخصم يحول دون إستغلال المساحات الفارغة التي يخلقها لاعبونا بالضغط المستمر على دفاعات الفرق الاخرى!
لابد من الاشاراة الى الوضع البدني للمنتخب الوطني بعد غياب مدرب اللياقة الاسباني السيد كونزالو رودريدغز الذي احدث نقلة نوعية بمستوى اللياقة البدنية للاعبي منتخباتنا فأكبر المصائب التي تواجد الفريق في الفترة الحالية هو الارهاق الشديد في الشوط الثاني وتحديداً بعد الدقيقة 70 من كل مباراة وما يثبت صحة كلامي هو ان المنتخب العراقي خسر جميع مبارياته في الدقائق الاخيرة اذا لم تكن في الوقت الضائع! إذا كانت عودة الاسباني ممكنة فسوف يكون تواجده مع المنتخب مهم جداً لاسيما بعد ان اعلن كونزالو على صفحته الرسمية في الفيس بوك فور انهاء عقده مع الاتحاد العراقي بعد اولمبياد ريو عن استعداده الدائم للعمل مع المنتخبات العراقية.
بصورة عامة كسبنا من هذه المباراة ثلاث نقاط مهمة ولكن في الوقت نفسه علينا ان نكسب الملاحظات التي قد تغير حال المنتخب الى حال افضل فمباراة اليوم -بعيداً عن نتيجتها- لم تكن لائقة ابداً بإمكانيات عناصرنا فمن غير المعقول ان يصمد الدفاع التايلندي امام منتخبنا – حتى الدقائق الاخيرة- وهو بتسعة لاعبين بعد طرد احدهم وإصابة الاخر.. وهناك عامل مشترك في اغلب مباريات الفريق وهو الاداء الجيد في الشوط الاول والتراجع المخيف في الثاني.. اوعز الاسباب للياقة البدنية لكن التكتيك الفني له دور ايضاً بهذا المجال!
ملاحظة مهمة وقبل ان يبدأ البعض بإطلاق التهم بعدم الحيادية وإستخدام مفردات غير لائقة كـحاقدين ومـضغوطين, لابد من التنويه الى اننا عندما نرشد الكادر التدريبي الى خطأ ما فهو يعني اننا نوجهه الى نقطة ضعف قد لا يلحظها اما اذا جاملنا وسكتنا عن الاخطاء فهذا يعني اننا نساهم بكارثة كبرى في طريقها الى الساحة … المنتخب العراقي حسنته الوحيدة من هذا اللقاء هو النقاط الثلاث والاربعة اهداف التي قد تصنع فارقاً فيما بعد .. اما الاداء فعليه الف علامة استفهام ولابد من الاشارة لذلك لكي لا نصبح من المطبلين للاخطاء لأن ذلك يسبب فيما بعد في الوقوع بالمحظور وضياع الحلم!
كونوا حياديون في طرحكم وفي الوقت ذاته احرصوا على ان يكون الانتقاد مصححاً للمسار وليس العكس!
فبعض اللاعبين ظلمتهم الاقلام بالتطبيل قبل ان يظلموا انفسهم امثال علي عدنان الذي لم يقدم حتى الان المرجو والمطلوب.
دمتم محبين للوطن وعاشقين لكرته
و#شكراً_للطلي