الكثير من محبي الفريق الملكي الاسباني لم يكونوا مع قرار رئيس المرينغي بيريز بتسمية المدرب الفرنسي من اصول عربية زين الدين زيدان مديرا فنيا للفريق الاشهر في العالم على خلفية نتائجه مع مدربه السابق بينيتيز في الموسم قبل الماضي خصوصا ان زيدان لم يحقق نتائج كبيرة مع الفريق الثاني للريال في ذات الموسم وقد اعتبرت التسمية مجازفة كبيرة غير ان الايام والاسابيع التي اعقبتها اثبتت غير ذلك واكدت بطلان التحفظات التي ابدتها اطراف كثيرة من رجال الاعلام ومن الجمهور الواسع الذي يدين بالولاء للقلعة المدريدية البيضاء.
بدأ زيدان بداية هادئة استطاع من خلالها جمع النقاط ورميها في سلة فريقه فأشعل المنافسة مع الغريم الكاتالوني قبل ان يترك له بطولة الليغا ويكتفي بالظفر ببطولة دوري الابطال الاوروبية.
وفي الموسم الماضي تمكن زيدان من قيادة الريال الى الفوز بالبطولتين معا الليغا والابطال قبل ان يعقبهما بكأسي السوبر الاوروبي والاسباني وحقق نتائج وارقام كبيرة وكثيرة منها انه لم يتعرض للهزيمة في 40 مباراة متتالية ومنها عدم خسارته على ملعب البرسا وغيرها من النتائج اللافتة.
زيدان الذي عمل مساعدا للايطالي كارلو انشيليوتي ثم مدربا للفرق الثاني في الريال تمكن من تكوين نهجا تدريبيا خاصا به اعتمد فيه على المداورة وتوزيع الادوار والاماكن والمساواة في منح الفرص وكل هذه الاساليب ساعدته على التفوق في الكثير من مفردات التدريب على خصوم لهم خبرات طويلة ومن بينهم من عمل بامرتهم قبل سنوات قليلة.
تمكن زيدان بفضل منهجيته الجديدة في ادارة الريال من ضبط ايقاع لاعبيه في المستطيل وفي الدكة ولم يهتم لاسمائهم او مبالغ عقودهم انما اعتمد على مردوداتهم الفنية التي من خلالها يستطيع تحقيق نتائج طيبة فوزع اللعب على الجميع حتى لايشعر احد لاعبيه انه خارج الاهتمام او بعيد عن ملاحظة مدربه وعمل من هذا النوع تتعامل به مع لاعبين سوبر ونجوم كبار يحتاج الى شجاعة قرار كما يحتاج الى قوة شخصية وعدم القلق او الخوف وهكذا فرض زيدان اسلوبه واسس لفريقين بمستوى واحد وهذا احد اسباب تفوقه على نظرائه واخرهم البرسا الذي خطف منه زيدان لقب السوبر باسهل طريقة واقل الخسائر واثار الرعب في الجانب الكاتالوني.
“خضنا المباراة بشكل جيد وأشركنا لاعبين صغار.. لدينا الكثير من العمل مع هذه المواهب الصغيرة وسنحاول دائماً تحقيق الأفضل.. الفريق لعب بشكل جماعى رائع وحسب الخطة المرسومة لهم”. هكذا رد زيزو على اسئلة الصحفيين عندما سألوه عن مقدار القلق الذي انتابه وهو يشرك لاعبين صغار امام فريق كبير مثل برشلونة ويهزمه بسهولة كبيرة.
لايهمنا زيدان ولا فريقه مع كامل احترامنا لهما بقدر ما يهمنا الدرس الذي قدمه لنا زيدان المدرب والذي نامل ان يحتذي به مدربينا وان يتخلوا عن الصيغ التقليدية في التدريب من اجل تقديم نماذج من التكتيكات التي تفاجئ الخصوم وتربك صفوفهم كما يفعل زيدان الذي بدأ يتقدم صفوف المدربين العالميين ليكون احسنهم.
زيدان قدم درسا مجانيا لكل من يريد الاستفادة من تجارب غيره ويخضعها للواقع ليختط لنفسه نهجا يفرض فيه الاحترام على الجميع.
نتمنى ان يقف مدربونا كثيرا ويتأملوا التجربة الزيدانية في التدريب وان يغادروا الخوف من النتائج ويتخلوا عن الاساليب الكلاسيكية التي اصبحت مكشوفة للجميع وعندما يفعلون سيصبحون في المراتب الاعلى من الاهتمام والترحاب.