حرام ريو وحلالها ! هشام السلمان

هشام السلمان موقع مونديال
من يتطلع جيدا لحجم المشاركة العراقية في الدورة الاولمبية التي تنطلق يوم الخميس في ريودي جانيرو بالبرازيل , يقف عن حقيقة لاتقبل الجدل وهي ان المشاركة العراقية في هذه الدورة تحديدا جاءت على خلاف ما كانت عليه المشاركات السابقة للعراق كدولة من ناحية عدم وجود بطاقات مجانية وحجم المشاركة المتمثل بخمس فعاليات وعدد البعثة العراقية المقبول نسبيا والذي يمثل البلد في الدورة الاولمبية باعتبارها حدث عالمي كبير كان قد تواجد فيه العراق قبل اكثر من نصف قرن عندما ظهر لاول مرة في الدورة الاولمبية في لندن عام 1948 تلك المشاركة الخالدة التي اعلنت عن ولادة اولى المشاركات العراقية في الدورات الاولمبية تحت ظروف متسارعة اسهم فيها عدد من الرموز الخالدة للرياضة الاولمبية العراقية منهم اكرم فهمي واسماعيل محمد وعبيد المضايفي والصحفي عبد الرزاق نعمان الذي يعد اول صحفي عراقي يرافق وفدا عراقيا في الدورات الاولمبية كل ذلك التاريخ المفعم بحب العراق ورياضته والحرص على كتابته من قبل من كان يسهم في انضاج فكرة المشاركة الاولى في الاولمبياد .. تاتي المشاركة العراقية اليوم في اولمبياد ريو 2016 تختلف جذريا عن المشاركة التي سبقتها في لندن 2012 والتي كانت فقيرة في كل المقاييس , فالعراق الذي يكاد يصل تعداد سكانه الى اربعين مليون نسمة لايشارك في دورة اولمبية تقام كل اربع سنوات تتسابق اليها دول العالم بشتى الطرق والمنافسات والتصفيات الا بوفد رياضي لايتعدى تعدادة الاصلي والحقيقي من الرياضيين سوى بثمانية اشخاص سبعة منهم كانوا يومها يشاركون بالبطاقات المجانية التي تمنحها اللجنة المنظمة للاولمبياد للدول التي يعجز رياضيها من الحصول على بطاقات المشاركة الاولمبية من خلال التنافس في التصفيات المؤهلة للاولمبياد والرياضي الثامن يشارك بعد ان استفاد من مصائب قوم ابتلوا بالمنشطات فاختير للمشاركة بعد حرمت اللجنة المنظمة مشاركة اصحاب المنشطات , بل حتى المنتخب الاولمبي العراقي غاب عن دورة لندن لاسباب غامضة لم تعلن حتى اليوم بعد ان غابت عنه الرعاية والاهتمام على العكس هو حاصل اليوم للمنتخب الذي سيمثلنا امام الدانمارك في اولى المباريات .. فكان هذا حرام لندن وحلال ريودي جانيرو من ناحية المنتخب الاولمبي بينما صعود اربعة لاعبين عراقيين اليوم في دورة ريودي جانيرو ببطاقات تاهيلية بعيدا عن البطاقات المجانية التي كانت تشكل الحرام على اللجنة الاولمبية العراقية ايام دورة لندن 2012 التي لم تستطع ان تؤهل لاعبا واحدا الى الاولمبياد قبل اربع سنوات ما يؤسف عليه اليوم وفي هذه المشاركة وبالرغم من تواجد اربعة لاعبين بمختلف الالعاب منها الجودو والملاكمة والتجديف ورفع الاثقال ومنتخب كرة القدم الذي يضم افضل لاعبي المنتخب الوطني العراقي , اقول ما يؤسف عليه ان الشارع الرياضي العراقي لايتفق ولا يتوقع ان يتحقق للعراق وساما اولمبيا واحدا على الاقل يضاف الى الوسام اليتيم الذي حققه الرباع العراقي عبد الواحد عزيز في اولمبياد روما 1960 بالرغم من تواجد لاعب برفع الاثقال مع الوفد العراقي المشارك في الدورة الاولمبية الحالية بل وبرغم من المدة الزمنية الطويلة التي تفصلنا اليوم عن الوسام الاولمبي الوحيد المتحقق قبل 56 عاما وهذا حرام دورة ريو الاولمبية بالنسبة للمشاركة العراقية .. الستم معي ؟