بايرن “العجوز”

محمد إبراهيم – مونديال
صحيح أنها كانت مباراة ودية وصحيح أن الهزيمة رغم ثقلها ليست نهاية الكون لكن أن تستقبل شباك العملاق الألماني بايرن ميونيخ رباعية كاملة بتلك السذاجة الدفاعية وأن يعجز خط هجومه عن إحراز ولو هدف واحد في شباك فريق لا يزال في مرحلة التكوين حتى ولو كان إسمه الميلان فإن ذلك ما يدق ناقوس الخطر في رأس كل محبي العملاق البافارى في شتى أنحاء العالم.
وبالرغم أن الميلان أشرك تقريبا فريقين مختلفين على مدار المباراة عكس البايرن الذي لعب بمجموعة أقل بكثير من اللاعبين إلا أنه استطاع أن يكشف كل عيوب الفريق الألماني المتراكمة عبر الزمن والتي تزيد من بروزها على السطح طريقة لعب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
ومنذ الموسم الماضي مع قدوم كارليتو والبايرن يبدو كرجل عجوز ثقيل الحركة أنهكته أمراض الشيخوخة وعوامل الزمن فالإدارة البافارية أهملت منذ فترة ليست بالقصيرة إيجاد البديل الكفء لعدة مراكز واكتفت بجلب إما لاعبين صغار السن مثل ريناتو سانشيز وكومان أو بدلاء على مسافة كبيرة من مستوى الأساسين مثل البرازيلي رافينيا والاسباني بيرنات.
كما أن هناك بعض المراكز بها نقص واضح فمن هو البديل للحارس مانويل نوير أو لهوملز وبواتينج في قلب الدفاع؟ ومن هو لاعب الارتكاز الصريح والقلب النابض للبايرن ؟ فيدال وألكانتار لاعبين مساندين بأدوار هجومية وريناتو سانشيز يفتقد الخبرة. فهل يعقل أن يكون أحد عمالقة أوربا بلا قلب؟
وهناك مجموعة أخرى من اللاعبين قل عطاءهم الفني والبدني بحكم عامل السن وأصبح الفريق لا يتحمل اشراكهم جميعا في تشكيلة واحدة مثل روبن وريبيرى وخابى مارتينز.
أما من يضع أمام إسمه مليون علامة استفهام فهو توماس مولر الذي يسير على خطى بودولسكي في مرحلة تراجع مستواه قبل أن يغادر البايرن. ولكن مع مولر المسألة تتخطى مرحلة تراجع أو عدم توفيق وتبدو متعلقة أكثر بالدوافع والطموح وأمور أخرى خارج المستطيل الأخضر.
ثم تأتي مسئولية أنشيلوتي فالفريق يتسم ببطء شديد ولعب مقروء ومعلب ولياقة اللاعبين ضعيفة للغاية حتى بالنسبة لبداية موسم.
كما أن على الإيطالي إعادة التفكير في طريقة 4-3-3 التي يعشقها والتي بدا منذ الموسم الماضي أنها لا تتماشى مع مجموعة اللاعبين الموجودة في الفريق فلا هو يمتلك قلبى دفاع أقوياء ويمتازون بالسرعة ولا هو يمتلك لاعب الارتكاز السوبر صاحب المجهود البدني الكبير القادر على قطع الكرات وصناعة اللاعب كما هو الحال مع كاسيميرو مثلا في الريال أو بوسكيتس في برشلونة.
لقد تجمعت كل تلك الأخطاء على العملاق البافارى فجعلته يبدو كالكهل المسن الذي ظل يتلقى اللكمات من شاب صغير كل ما يفعله أنه يتحرك أمامه وحتى بلا سرعة.
وهذا ما فعله الميلان ولم يقدر عليه البايرن مجرد الحركة لذا على الجميع أن يستفيق قبل أن تتفاقم الأمور وتتحول من مجرد كبوة جواد إلى مرض عضال يصعب علاجه.