عادت النشاطات الرياضية في مُحافظة الأنبار بعد تحرير مدن الرمادي وَتأمين الطرق وإعادة النازحين إليها. وَشاركت بعض أندية الأنبار في مُسابقات كُرَة القدم، الكُرَة الطائرة وَألعاب القوى وَكانت النتائج متباينة. (مونديال) استطلع آراء أهل الشأن الرياضي في الأنبار الذين تحدّثوا عن عودة نشاطات أنديتهم وَما تحتاجه في الموسم المُقبل.
أوّل المُتحدثين كان لاعِب نادي “الطلبة” الأسبق وَالمُحترف في الدوري السوري محمد عبد جديع، اذ قال: “عودة النشاط الرياضي لم يكن مُلبياً للطموح لا للرياضيين وَلا للجُمهور، لكن اردنا ان نُعيد النشاط كبادرة أوّلى بعد تحرير مدن الأنبار وَشاركنا في دوري الدرجة الأوّلى كما شاركت أندية: “الحبانية” بالكُرَة الطائرة وَالأندية الأخرى بألعاب القوى. النشاط الفاعل في الأنبار حالياً هُوَ فقط الفرق الشعبية وَالبُطولات الخاصّة بها التي تجلب الشباب وَالجُمهور. بالتأكيد، النتائج لا تأتي إلا عبر التخطيط الصحيح وَللأسف الشديد لا توجد ستراتيجية رياضية لكي نلمس نتائج للأندية التي تمثل المُحافظة وَتكتفي بالمُشاركة فقط. نحتاج إلى تغيير جذري في القيادات الرياضية وَخاصّة رؤساء الأندية الأنبارية وَتكوين دوري كُرَة قدم حقيقي بين جميع أندية الأنبار ابتداءً مِن فرق الفئات السنية إلى الفريق الأوّل لكي تكون قاعدة سليمة لتقديم مجموعة مِن اللاعِبين وَتقديم فرق قادرة عَلَى المُنافسة وَتحقيق النتائج”.
وَتحدّثَ الحكم الإتّحادي بكُرَة القدم حميد إسماعيل، قائلاً: “لم تقدم كُرَة القدم مُستوى مقبولاً عَلَى صعيد أندية الأنبار بمُشاركتهم بالمرحلة الثانية مِن دوري الدرجة الأوّلى وَهنالك اهتماماً كبيراً عَلَى مُستوى الفرق الشعبية مِن الشبان وَالجُمهور بعد غياب المسؤولين عن الاهتمام بالمُسابقات الرسمية التي تُقام في الأنبار. قدمَ فريق الكُرَة الطائرة لنادي “الحبانية” الشيء الكبير رغم غياب الاهتمام مِن مجلس المُحافظة وَعدم توفير الأموال الكافية لدعم مُشاركة النادي وَوصوله إلى دوري النخبة إلا ان النادي حقق انتصارات فاقت التوقعات. في ألعاب القوى برزَ أكثر مِن لاعِب وَحصدوا أوسمة متنوعة في بُطولة العراق عَلَى مُستوى الشباب، لكننا نطمح لتحقيق الميداليات عَلَى مُستوى المُتقدمين. لم يلتمس الجُمهور الأنباري شيء جديد عَلَى مُستوى المُحافظة إلى حدّ الآن وَهذا يجعل الرياضيون وسط عدم رضا الجماهير وَغياب دعم مجلس المُحافظة وَضعف إدارات الأندية، وَالرياضي الأنباري يمتلك الكثير، لكن لا يوجد اهتمام به لا معنوياً وَلا مادياً. تحتاج الأنبار لوجوه شابة وَقيادات جديدة هدفها تطوير العمل الإداري وَقيادة الرياضة الأنبارية وَخدمة شريحة الشباب وَهذا التغيير يشمل الجميع في الأندية وَالإتّحادات الفرعية وَمَن هم في قيادة الرياضة الأنبارية. وَلا ننسى ان نذكر ان الأنبار لا تمتلك ملاعب ذات أرضية صالحة للعب وَلا توجد قاعة رياضية. التغيير يجب ان يكون سريعاً وَإلا الرياضة في الأنبار تتجه نحو الانحدار لا الصعود وَالمُنافسة”.
وَاعربَ رئيس نادي “الفهد” الرياضي فارس الفهداوي عن رأيه، قائلاً: “عودة النشاط الرياضي بعد تحرير مدن الرمادي وَضواحيها كان في ألعاب معدودة وَهي: كُرَة القدم، الكُرَة الطائرة وَألعاب القوى وَنعده مكسباً كبيراً للرياضة وَالأندية الأنبارية. وَنتطلع في الموسم المُقبل للظهور بشكل أفضل بعد ان وصلَ فريق نادينا بكُرَة القدم إلى المرحلة الثانية لدوري الأوّلى وَجمعنا أربع نقاط وَحصدَ لاعِبا النادي ميداليتين في بُطولة العراق بألعاب القوى. بالرّغم مِن غياب البنى التحتية وَغياب الدعم المادي وَقصر مُدّة الإعداد، لكن نحن راضون عما قدمه نادينا وَنثمن النتائج التي حققها نادي “الحبانية” وَوصوله إلى دوري النخبة بالطائرة. تحتاج رياضتنا إلى تغيير أغلب المسؤولين لانهم اصبحوا عالة عَلَى الرياضة الأنبارية منذ سنوات طوال وَيجب ان يعطوا الدور للاخرين لكي يخدموا الأنبار وَشبابها. يتحتم عَلَى وزارة الشباب وَالرياضة وَالحكومة المحلية إعادة إعمار البنى التحتية لأنديتنا وَتوفير ملاعب وَقاعات رياضية لانها الركيزة الأساسية لبِناء رياضة حقيقية وَعلينا ان نهتم بالفئات السنية لانها الرافد الوحيد وَالأهم لأندية الأنبار وَالمُنتخبات”.
وَاختتم مُدرب حراس نادي “الأنبار” بكُرَة القدم جليل إسماعيل الاستطلاع، قائلاً: “مِن الجميل ان تعود الحركة الرياضية بالأنبار بعد التحرير وَبعد هذا الدمار الذي طال البنى التحتية الرياضية فيها. نُشيد بمُشاركة أندية “الرمادي”، “الفهد” وَ“الأنبار” بفرق كُرَة القدم وَكما نُثمن مُستوى فريق “الحبانية” بالكُرَة الطائرة وَتحقيقهم لنتائج جيّدة بدوري النخبة وَكذلك نُهنّئ رياضيي ألعاب القوى عَلَى الأوسمة التي حصدوها في بُطولة العراق. بصراحة، النتائج هذه لم تكن مُلبية لطموح الجماهير الأنبارية وَلاسيما في لعبة كُرَة القدم. تحتاج الرياضة الأنبارية إلى اهتمام كبير وَمتابعة المسؤولين عليها مِن دُون استثناء مِن السيد المُحافظ وَمستشار الرياضة وَيتحتم عَلَى الحكومة المحلية توفير أبسط الأمور وَهي الملاعب، وَللأسف لا يوجد ملعباً واحد يليق بالرياضة الأنبارية وَلا قاعة رياضية تحتضن فرق الألعاب الأخرى”.