شهد شاهد من اهلها:شهد اخطأ في تعامله مع مباراة الدنمارك ولم يستفد من معلومات الاسباني ماركيز

يكتبها عدنان لفتة/ موفد اتحاد الصحافة الرياضية
البحث عن الاحلام والامجاد كان شعار البعثة الرياضية العراقية لأولمبياد ريو المؤلفة من 55 شخصا بين لاعب ومدرب واداري واعلامي بخمس العاب هي كرة القدم والتجذيف ورفع الاثقال والجودو والملاكمة.
الانظار كالمعتاد تتجه الى فريق كرة القدم القادم الى البرازيل بمنهاج اعدادي يقترب من المثالية وهو يضم بين زواياه 5 معسكرات تدريبية في برشلونة الاسبانية وميونيخ الالمانية وكالمار السويدية والجزائر وساوباولو شهدت خوض 7 مباريات تجريبية.
اللجنة الاولمبية وفرت كل سبل النجاح للفريق على مستوى الاعداد والتجهيز والرعاية المالية والمعنوية حتى بعد وصوله الى مقر اقامته في العاصمة برازيليا حيث جهزت طباخا عراقيا لتوفير وجبات طعام على الطريقة العراقية وتخليص اللاعبين والاداريين ومدربيهم من مشاكل البحث عن طعام حلال ووجبات غذائية مناسبة.
مشاعر قلقة
قبل بدء رحلة الاولمبياد كان الملاك التدريبي بقيادة عبد الغني شهد قلقا للغاية حاملا عبئا ثقيلا سببه الاعداد الايجابي الطويل الذي يلغي كل ذريعة للتعثر والاخفاق والامر الثاني الخيارات التي وضعها في اختيارات اللاعبين الثمانية عشر المؤهلين فنيا وبدنيا وذهنيا ومعنويا للمنافسات الاولمبية واراد المدرب من خلالها ايجاد التشكيلة الافضل التي أستقر فيها على اللاعبين : محمد حميد وفهد طالب لحراسة المرمى واحمد ابراهيم وعلي فائز ومصطفى ناظم وسعد ناطق وضرغام اسماعيل وعلاء مهاوي وهوبير مصطفى لخط الدفاع وسعد عبد الامير وأمجد عطوان وعلي عدنان وعلي حصني وهمام طارق ومهدي كامل ومهند عبد الرحيم وحمادي احمد وشيركو كريم للهجوم.
ووضع على لائحة الطوارئ اربعة لاعبين هم الحارس كرار ابراهيم واللاعبين محمد معن وبشار رسن وعمار عبد الحسين.
الخيارات تلك اثارت بعض الجدل فالبعض رأى ان بشار رسن وعمار عبد الحسين كانا ينبغي ان يكونا ضمن لائحة الـ 18 ويقدما اضافات مهمة للفريق في مواقع مختلفة يجيدان اللعب فيها افضل من اسماء اخرى لم يكن لها اي حضور او ووجود في التشكيل ( هوبير مصطفى مثالا).
المدرب اعلن مرارا انه كان مضطرا الى خياراته فهو محكوم بهذا العدد القليل من اللاعبين وبلا شك انه كان يتمنى الاستفادة من اسماء اخرى حتى من اولئك الذين ابعدهم دون ان يمنحهم الفرصة التي يستحقونها فعليا: لاعب الزوراء حسين علي ولاعب الطلبة المنتقل الى الشرطة حديثا عبودي طارق عزيز.
اول الاخطاء
الخطأ الاول والابرز الذي ارتكبه المدرب عبد الغني شهد واعضاء الجهاز الفني هي في طريقة التعامل مع المباراة الاولى المهمة مع الدنمارك التي كان ينبغي ان يدخلها شهد بشعار الفوز فقط والجرأة الهجومية كونها المفتاح لربع النهائي .
شهد كان يبدو خائفا من الفريق الدنماركي وكان يعتقد انه اقوى فرق المجموعة مع البرازيل مع ان المعلومات التي وصلت البعثة ان الفريق لم تكتمل صفوفه الا بصعوبة نتيجة رفض الاندية الحاق لاعبيها لبطولة ليست في اجندة الفيفا وان لاعبيه حضروا على شكل دفعات.
الحذر المبالغ فيه من الفريق الدنماركي المتواضع القى بظلاله على اسلوب الفريق العراقي الذي كان متحفظا لا يولي اهمية قصوى للجوانب الهجومية في لقاء كان من المهم حسمه بكل شجاعة.
اين المعلومات؟
المستشار الاسباني تينيتن ماركيز قدم حزمة كاملة من المعلومات عن منتخب الدنمارك تتضمن معلومات عن كل اللاعبين وطريقة لعبهم ونقاط ضعفهم وبرسومات تخطيطية لأدائهم داخل الملعب.
معلومات مثل هذه تشكل كنزا ثمينا لأي مدرب لإيجاد الاسلوب الناجع للفوز وكسب النقاط الثلاث. للأسف لم نجد تعاملا حقيقيا مع تلك المعلومات او استثمارا لها يرجح كفة فريقنا الذي يحتاج لوضع مساره على طريق لرسم التأهل الذي كان يجب ان يضعه المدرب ومساعدوه بحسابات التخطيط والقراءة الفنية الواعية عبر رسم التكتيك المناسب لهزيمة الدنمارك وجنوب افريقيا لكسب 6 نقاط كافية بإيصالنا الى الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة البرازيل.
الاستغراب ان احد اعضاء الجهاز الفني قال : نحن لا نملك المعلومات الكافية عن منتخب الدنمارك!!
التردد والخوف ورهبة المباراة الافتتاحية عوامل كنا نتمنى تجنبها في صفحات البناء النفسي والمعنوي ..اضف الى ذلك ضرورة تعبئة اللاعبين من اجل الفوز والتأكيد على القيمة العليا بضرورة القتال لنيل النقاط الافتتاحية.
اجراءات امنية مشددة
الفريق العراقي كبقية فرق المجموعة الاولى والمشاركين في مسابقة كرة القدم حظوا بإجراءات امنية مشددة من قبل الجانب البرازيلي اذ ترافق حافلة الفريق طائرة هليكوبتر لمراقبة سير الحافلة المسبوقة بدراجات بخارية لرجال امن يتولون تفريغ الطريق المؤدي الى مكان التدريب او ملعب المباراة اضافة الى سيارات عسكرية مدججة بالسلاح تصاحب الفريق في تحركاته علما ان البرازيل اصلا استبقت الامور قبل انطلاق الاولمبياد بتقسيم شوارعها الى ممرات خصص احدها بالكامل وهم الممر الايسر لتحركات البعثات والفرق الاولمبية لأبعاد الفرق عن زحامات الشوارع التي تعاني منها البرازيل عموما.
توزيع الادوار
رئيس البعثة الاولمبية سرمد عبد الاله تقاسم الادوار مع زميله المدير التنفيذي للجنة جزائر السهلاني حيث تولى عبد الاله مهمة مرافقة منتخب القدم في العاصمة برازيليا لمتابعة كل تفاصيل مشاركته وتذليل العقبات التي قد تقف امامه بينما يتواجد السهلاني في القرية الاولمبية في ريو دي جانيرو للأشراف على الالعاب الاخرى في التجذيف ورفع الاثقال والملاكمة والجودو يساعده المسؤول الاداري هيثم عبد الحميد.
قبل المباراة
وبعد ساعات من وصوله الى برازيليا أجتمع رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي مع اعضاء المنتخب الاولمبي مطالبا اياهم ببذل قصارى جهودهم لأجل الوطن وشعبنا المتلهف لكل نتيجة طيبة منهم تسعده وتخفف عنه حجم المعاناة التي يمر بها..حمودي ركز على ضرورة ان يعمل الجميع في كتلة واحدة مدربين ولاعبين واداريين واعدا اياهم بتكريم خاص لكل فوز يحققونه بل انه وعدهم بسيارة لكل منهم في حال الحصول على احد الاوسمة الثلاثة في الاولمبياد
مشاكل المباراة الاولى
عقبات عدة ظهرت على الواجهة قبل مواجهة الدنمارك فقد وضع المدرب شهد تشكيلة اولية اثار فيها بعض الاستفهامات من خلال تردده في تسمية مدافع اليمين فقد كان قلقا من اشراك علاء مهاوي الذي لم يضعه في حساباته لمباراة الدنمارك وطلب من مصطفى ناظم القيام بهذه المهمة الا ان مصطفى اعتذر قائلا انه يفضل البقاء في الصفوف الاحتياطية على ان يزج بمركز غير المركز الذي اعتاد اللعب به كمتوسط دفاع او لاعب ارتكاز وكانت المؤشرات انه سيدفع بهمام طارق مدافعا لليمين وان يضع علي فائز واحمد ابراهيم كقلبي دفاع لكن المفاجأة انه استبعد فائز لاحقا وكلف مصطفى ناظم بمهمة قلب الدفاع.
والامر الثاني هو اصابة مدافع اليسار ضرغام اسماعيل وحينها اعلن طبيب الفريق غالب الموسوي انه يحتاج الى عشرة ايام للراحة قد تكلفه الابتعاد عن التشكيلة والمباريات وبعد فحوصات مع الاطباء البرازيليين قالوا انه يحتاج الى راحة امدها 24 ساعة وبعدها يمكن تحديد مشاركته من عدمها الا ان الطبيب رفض حرصا على سلامة اللاعب وهو ما اعلنه قبل المباراة. ليتم بعدها مشاركته اساسيا برغم التحذيرات من اشراكه وبعد علاجات طبية وبدنية قام بها في غضون ساعات قليلة!!
العقبة الثالثة في التشكيلة كانت في الاعتماد هجوميا على حمادي احمد وشيركو كريم والاستغناء عن مهند عبد الرحيم اعتمادا على مردودات حمادي وشيركو في المباريات التجريبية مع الجزائر وكوريا الجنوبية.
شجار قبل المباراة
المدرب عبد الغني شهد طلب من طبيب الفريق التوصية بوجبات طعام خاصة صبيحة يوم المباراة نظرا لان موعد مباراتنا الاولى كان في الواحدة ظهرا بتوقيت البرازيل،، الوجبة الخاصة تتضمن اضافة لحوم ومواد بروتينية كي لا يتأثر اللاعبون بدنيا لطول الفترة الفاصلة بين الفطور الصباحي والظهيرة التي لن يتسنى لهم فيها تناول طعام الغداء.
موعد الفطور تغير اكثر من مرة ومعه لم ينفذ ما طلبه المدرب الذي فوجئ بوجود افطار صباحي طبيعي خال من اية اضافات بروتينية ليستشيط غضبا بوجه الطبيب موجها له انتقادات لاذعة رد عليها الطبيب بالدفاع عن نفسه قائلا بانه لا يسمح بحصول ذلك وان شهادته العلمية اعلى مما يملكه اي شخص في الفريق.
الصراخ والجدال حدث امام اللاعبين في مطعم الفندق وبطريقة مؤسفة من الطرفين اللذين ارتكبا الخطأ في التعامل بهذه الصورة وكان عليهما تهدئة الموقف وعدم الانجرار الى خلاف لم يكن له ما يبرره في وقت نحتاج فيه الى الهدوء والتركيز على المباراة.
تصرف المدرب والطبيب معا قوبل بالرفض من الجميع لأنه كان متوترا، متشنجا، خاليا من الكياسة واللياقة الادبية ولا يراعي اسم العراق والمهمة التي جئنا من اجلها لتمثيل الوطن بأجمل صورة ممكنة.
مقاعد البدلاء
الخلاف الثاني الذي حصل كان في تحديد الاشخاص المسموح لهم بالتواجد على مقاعد البدلاء خاصة وان شهد لن يكون بمقدوره الحضور فيها لحرمانه على خلفية طرده في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع مع قطر ببطولة اسيا دون 23 عاما في الدوحة.
اللجنة المنظمة كانت تمنح بطاقات خضراء الى جانب بطاقة الاعتماد الرسمية للمتواجدين في مقاعد البدلاء وقد تحديد هؤلاء الاشخاص بكريم فرحان المدير الاداري للفريق وحيدر نجم مساعد المدرب وحبيب جعفر المساعد الثاني وصالح حميد مدرب حراس المرمى وغوانزالو مدرب اللياقة البدنية وخوزيه المعالج الطبي فقرر المدرب شهد ان يكون المساعد الثالث حيدر جبار متواجدا مكانه لكي يتولى عملية نقل التوجيهات الطارئة بين المدرب شهد والمساعد حيدر نجم ..وقد اعترض الدكتور غالب الموسوي على عدم السماح له بالجلوس معتبرا ان وجوده ضروريا واكثر اهمية من اطراف اخرى حيث دخل في جدال حامي الوطيس مع رئيس البعثة سرمد عبد الاله معترضا على وجود حيدر جبار مشككا ومتهما بعدم سلامة الاجراءات المتبعة فيها.قائلا: ان البطاقة بيعت لحيدر!! ( يقصد بطاقة التواجد في منطقة البدلاء) وهو ما اعترض عليه عبد الاله والمدرب عبد الغني شهد ووجدوا فيه تجاوزا من الطبيب عليهم خاصة ان الطبيب تعامل معه بتوتر مبالغ فيه وحساسية مفرطة لموضوع لا يستحق اصلا كل هذا الخلاف!
الدكتور رفض الذهاب للمباراة والاجواء كانت مشحونة بينه وبين المدرب شهد وبقية اعضاء الجهاز الفني الذين اصابهم الامتعاض لما حدث داخل معسكر الفريق.