حوارات

صادق موسى: بولندي منحني الفرصة وإبعادي قسرياً عن مونديال المكسيك آلمني

13479369_10154300770919704_554147207_n

لاعب منتخبنا الوطني السابق.. صادقـ موسى : بولندي منحني الفرصة وإبعادي قسرياً عن مونديال المكسيك آلمني
حاوره/ فلورا رعد – عثمان عبد الله – خاص بمونديال
برز بسرعة واختفى بالسرعة نفسها، تميز بقوة أدائه وضرباته واندفاعه العالي في الالتحامات مما كان يعرضه لإصابات كثيرة تسببت في إنهاء مشواره الدولي بسرعة كبيرة.. مشواره مع المنتخب تميز بعدة انجازات.. صادق موسى يكشف أوراقه لجمهور الكرة العراقية بعد طول غياب.
* أين أنتم الآن؟
– حالياً أعمل في قطر مدرباً لنادي ناشئين الخريطيات.
* عرفكم الجمهور من خلال نادي الجيش، ومنه أخذتم مكانكم في صفوف المنتخب الوطني، فماذا شكلت لكم تلك الفترة؟
– أكيد كانت البداية مع نادي الجيش عندما تم اختياري من قبل المدرب البولندي (ڤوجك) للانضمام لصفوف الفريق وخلال هذه الفتره شارك نادي الجيش في بطولة (مارحليم) في اندونيسيا، وكنت ضمن الفريق، ولعبنا اربع مباريات وكنت هدافاً للبطولة، حيث سجلت (اربعة) أهداف، وكذلك توجت بلقب أحسن لاعب في البطولة، وعند العودة تم إسناد مهمة تدريب منتخب الشباب الى الكابتن حازم جسام الذي قام باستدعائي للعب في بطولة كأس فلسطين للشباب عام (١٩٨٢)، وحصلنا على البطولة المقامة في المغرب.
* ماذا أضاف المدرب البولندي كوجك لصادق موسى؟
– المدرب البولندي أعطاني الثقة، وأنا لاعب صغير بالسن مقارنة مع باقي اللاعبين الذين كانوا يمثلون الفريق، وخاصة في منطقة الوسط امثال ضرغام الحيدري ووميض خضر وعلي حمود وهاشم رويض وغيرهم، وأنا ممتن له لانه منحني الدعم الكامل.
* عام 1984 كان الأكثر توهجا لكم من خلال بطولة الخليج وتصفيات ونهائيات لوس انجلوس، فما سر اختفائكم بعد هذا التاريخ؟
– هذا صحيح فقد كان موسماً حافلاً بالبطولات، حيث كانت هناك بطولة الحليم السابقة، وأحرزنا المركز الاول فيها، وكذلك تأهلنا الى تصفيات لوس أنجلس في سنغافورة وتمكنا من بلوغ نهائياتها، وكلامكم صحيح فقد اختفيت لفترة من الرمن عندما اجريت لي عملية في الكاحل الأيمن، بعد ان تحاملت على الإصابة من بطولة الخليج والتصفيات، ولسوء الحظ أصبت مرة أخرى بالمكان نفسه في الدقائق الاخيرة عند تنفيذي لإحدى الضربات الحرة.
* مباراة العراق وكوريا الجنوبية الحاسمة في سنغافورة، هل ما زالت عالقة في ذاكرة صادق موسى؟ وهل تتذكر تسديداتك القوية في تلك المباراة والتي صدها الحارس الكوري؟
– مباراتنا مع كوريا الجنوبية مباراة لا تمحى من الذاكرة لانها شهدت تأهلنا الى التصفيات، بالاضافة الى ان هذه المباراة حملت توقيع هدف عدنان درجال الذي لا ينسى، وبالنسبة لي فقد كنت فعلاً من المتميزين بالتسديدات القوية، لكن مع المنتخب كنت اشغل مركز وسط يسار، وأنا في الأساس كنت ألعب بوسط الملعب، الأمر الذي ادى الى ابتعادي عن التهديف نسبياً نظراً لطريقة اللعب التي كانت حينها على شكل ٤-٣-٣.
* لم تظهروا بالمستوى المطلوب في نهائيات لوس انجلوس، فلمن تعزو الأسباب؟
– ظهرنا بمستوى لا بأس به ضد كندا وتعادلنا في المباراة الثانية، وأيضاً لعبنا ضد الكاميرون وخسرنا بهدف وحيد، وجاء الهدف من مسافة بعيدة عن المرمى، ولكني لم اشارك في المباراة ضد يوغسلافيا بسبب الاصابة التي حلت بي أنا وخليل علاوي، مما أدى ذلك الى نزول لاعبين بديلين في جهة واحدة هما حسام نعمة وعلي حسين، وأحد اهم أسباب تلك الخسارة هو ابلاغ الراحل عمو بابا بأنه قد أقيل من منصبه.
* في مباراة العراق والكاميرون في نهائيات لوس انجلوس هل تتذكرون الضربة الحرة التي سددتموها وأبعدها الحارس انطوان بيل؟
– نعم، أتذكر تلك الضربة الحرة غير المباشرة التي سددتها في الدقائق الأخيرة من وقت المباراة، وخلال التسديد تعرضت الى الإصابة من قبل احد لاعبي منتخب الكاميرون.
* فوزكم ببطولة الدوري مع نادي الجيش موسم 1983-1984 ماذا شكل لكم حينها، خاصة ان نادي الجيش لم يكن يملك أية قاعدة جماهيرية؟
– عام ٨٢-١٩٨٤ كان يعني لي ولجميع لاعبي نادي الجيش الشيء الكثير، فحينذاك بدأ الجمهور العراقي وباقي الاندية الجماهيرية تحسب ألف حساب لفريقنا، ولكن كما تعرفون فنادي الجيش لم تكن لديه قاعدة جماهيرية غفيرة، حيث اقتصرت جماهيرنا على أهلنا واصدقائنا، وهم النسبة القليلة جداً مقارنةً مع جماهير اندية الزوراء والشرطة والطلبة والقوة الجوية.
* عمو بابا هل هو المدرب الوحيد الذي أنصف صادق موسى؟
– إذا كان على صعيد المنتخب، فنعم عمو بابا أنصفني. أما على الصعيد المحلي فالمدرب البولندي فوجك لم يظلمني قط.
* 25 مباراة دولية هي حصيلة صادق موسى مع المنتخب، هل شكل هذا الرقم كل طموحاتكم أو انكم كنتم تتمنون الاستمرار في المشوار الدولي؟
– لم يكن هذا الرقم طموحي، ولم أكن ساعياً اليه، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وبالطبع كنت أتمنى الاستمرار في مشواري مع المنتخب لاني لم ألعب سوى ثلاث سنوات تقريباً، لكن الإصابة كانت عائقاً في طريقي.
* امتلك نادي الجيش تشكيلة ممتازة في فترة الثمانينيات جعلت منه رقما صعبا أمام الفرق الجماهيرية، فكيف شق صادق موسى طريقه وسط كل تلك الأسماء؟
– امتلك نادي الجيش تشكيلة ممتازة، ومن ارقى اللاعبين، وكان اللاعب الذي يريد ان ينضم لهذا النادي عليه ان يجتهد بالتدريب وان يتميز عن باقي زملائه ليضمن له مكاناً في التشكيلة الأساسية، هذا بالاضافة الى ان يكون موهوباً وصاحب مهارات فريدة.
* هل مارستم التدريب في العراق بعد ان اعتزلتم بصمت؟
– مارست التدريب اول مرة مع فريق زاخو عام ٩٧-١٩٩٨، وبعدها انتقلت لنادي صلاح الدين والخطوط، ومن ثم اعتزلت كحال أغلب اللاعبين والنجوم في ذلك الوقت كونهم لم يكونوا ينظمون مباراة اعتزال إلا لكم قليل من اللاعبين.
* كيف هي أجواء التدريب في قطر؟
– جيده جداً، وذلك لتوافر كل سبل النجاح من بنى تحتية يحلم بها كل لاعب ومدرب الى باقي التجهيزات الرياضية الأساسية، ولكن ما يعيب قطر رياضياً هو قلة اللاعبين والمواهب الشابة، الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة بالنسبة للمدرب لان الخيارات غالباً ما تكون محدودة أمامه عكس ما لدينا في العراق.
* كيف تصف مشاعرك وأنت تشاهد زملاءك وهم يلعبون في مونديال المكسيك وأنت غير موجود؟
– مشاهدة الفريق يلعب في المكسيك هي خليط من مشاعر مزدوجة ضمت الفرح والحزن في آن واحد، فمن المفرح مشاهدة منتخب العراق يلعب في نهائي المونديال، والأمر المحزن هو ابعادك قسرياً عن الفريق بأمر من رئيس اللجنة الأولمبية سابقاً، وذلك لعدم انضمامي لنادي الرشيد.
* ماذا تعني لك منطقة الحرية ومركز شبابها؟
– منطقة الحرية وملاعبها الترابية لها الفضل الأكبر على الكثير من اللاعبين، وأنا أولهم، فمركز شبابها هو من احتضننا وقضينا فيه أجمل أيام حياتنا، ولنا ذكريات جميلة فيها.
* رؤوف حميد، منذر الواعظ، عمو بابا.. ماذا يقول صادق موسى بحقهم؟
– روؤف حميد مدرب مركز الشباب والمربي وهو أول من صقل موهبتي، وكان بمثابة أب بمعنى الكلمة، وحتى الآن علاقتي به جيده جداً. أما محمد عثمان، مدرب نادي اربيل، فهو ايضاً ممن مدوا لي يد العون عندما كنت عسكرياً في اربيل، حيث كان أخاً وصديقاً لكل اللاعبين، ومنذر الواعظ إنسان محترم جداً، وكان صديقاً لنا جميعاً كلاعبين، وختاماً فالمرحوم عمو بابا مهما أقول بحق هذا العملاق فهو قليل، فقد أظهرني الى الواجهة وقام بدعمي وأعطاني النصائح، وكنت جنديا مطيعا له، حيث كنت أنفذ ما يطلبه مني بحذافيره.
* كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار؟
– شكري وتقديري لك ولكل العاملين على المجهود المبذول لتقديم ما هو أفضل، وكذلك لتسليط الضوء على النجوم الذين لم يأخذوا فرصتهم الكاملة بالإعلام، وتحية لكل العراقيين أينما كأنوا، وشكراً مرة أخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى