الأخبار العربية

العين الثالثة

منتدى كوورة عراقية – ذو الفقار دوميز 

تعيش كُرة القدم العالمية تطوراً مستمراً,فعلى المستوى الخططي” التكتيكي”,شهدت الملاعب تطبيقات مختلفة لأفكار المدربين من الناحية التكتيكية وفق اساليب حديثة في التنظيم الدفاعي والهجومي,ويصاحب هذا التطور الخططي طفرة وقفزة في تنوع تنمية وزيادة ورفع الجانب أو العنصر البدني من خلال أحدث الأجهزة التقنية المستخدمة في التدريبات الخاصة بالحصص البدنية,ومنذ عهد قريب استحدث القائمون على اللعبة في الأندية الأوربية نظاماً يجمع محصلة أداء الفريق الخططي والبدني,تحت مسميات مختلفة ولكن بالمضمون ذاته وهو متخصص في تحليل الأداء الفني للفريق.

 

وانتشرت ثقافة المحلل الفني في أندية العالم كافة غير ان الأندية العراقية لم تمنح أي اهتمام لتلك الثقافة على الرغم من اهمية دور المحلل الفني في الطاقم التدريبي,وجود المحلل الفني في الاندية العراقية بات من ضروريات نجاح المنظومة التكتيكية في الفريق,لانه يمثل العين الثالثة للمدرب من الناحية الخططية,كما أنه يعد آلة قياس حقيقية لعمل المعد البدني,فالعمل يعتبر تكاملياً من الدرجة الأولى في الجهاز الفني,لذلك من غير المعقول ان تنعدم ثقافة المحلل الفني وأثره في انديتنا العراقية التي تعد بأمس الحاجة الى مضمون التحليل الفني,نظراً الى ضعف إمكاناتها المادية في توفير مدربين ولاعبين على مستوى فني عال,فدور المحلل الفني هنا يعتبر مهماً لجهة تكوين صورة أكبر لمواطن ومكامن القوة والضعف في الفريق وكذلك لدى المنافسين.

 

المحلل الفني في منظومة كُرة القدم التي يمكن من خلالها,تقليل وتبويب الأخطاء النمطية والكلاسيكية المتكررة الشائعة والمنتشرة والمتماثلة في دورينا,على مستوى المدربين واللاعبين,,من خلال دراسة التحركات الفنية والبدنية,التي يمكن مشاهدتها وتشخيصها على أشرطة الفديو,وتعديل الأخطاء التي يقع بها اللاعبون أثناء المباريات وحتى في التدريبات ودراسة الفرق المنافسة وامداد المدربين بتقارير فنية عن المنافسين وعن لاعبي الفريق من خلال مراجعة وتصحيح الأخطاء,بالتالي المساهمة في تطوير وتقوية وتحصين وترصين الدوري العراقي فنياً وبدنياً, وانعكاس وارتداد هذا الأمر على منتخبنا الوطني وأداءه الفني والبدني.

 

الثقافة التحليلية التي تعد من أهم عوامل النجاح في منظومة الجهاز الفني في أندية العالم كافة,وقد سبق ونجحت هذه الثقافة مع منتخب كوريا الجنوبية في كأس العالم 2002 كوريا الجنوبية واليابان,حيث كان المدرب الأيراني افشين قطبي متخصصاً في منهجية التدريب والتحليل الفني,والعين الثالثة للمدرب الهولندي “غوس هيدينك” آنذاك,والذي كان خير معول مساعد للمدرب الهولندي في تحليل وتفكيك المنافسين”فنياً وبدنياً” الذين قابلتهم كوريا الجنوبية في ذلك المونديال المنصرم والغابر,وابرزهم ايطاليا واسبانيا,بحيث جعل من كوريا الجنوبية تحصل وتظفر بالمركز الرابع بعد البرازيل والمانيا وتركيا,نعم لقد كانت تجربة مهمة وناجحة جداً بالنسبة لكوريا الجنوبية والتي كانت قاب قوسين او ادنى من العبور الى المباراة النهائية ومقابلة المنتخب الذهبي البرازيل”السامبا لولا عقبة وإصرار وعدم استسلام وشخصية المانشافت الالماني الذي أبى واستكبر واصر على التواجد في النهائي ,ليخسر أمام البرازيلي وبواقع هدفين نظيفين,هذه الثقافة التحليلية”العين الثالثة” التي لم تطرأ ويدركها منتخبنا الا اخيراً وحالياً والمتمثلة في “عبد الأمير ناجي”بأمر من راضي شنيشل,في حين أنها  ماتزال غائبة عن الأندية العراقية للاسف ونتمنى ان تُدركها انديتنا حتى لو متأخراً,وكما يقول المثل والحكمة”أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى