هشام السلمان – مونديال
قبل سنوات قليلة كان سوق السماسرة في ملاعب كرة القدم اكثر الاماكن انتعاشا بل ان السماسرة والدلالين هم من استفادوا من عملية بيع وشراء اللاعبين خلال المواسم الماضية , والغريب في الامر ان سماسرة فرق الاندية العراقية هم من ليس لهم لا ناقة ولا جمل في لعبة يطلق عليها كرة قدم فقط لأنهم يعرفون كيف يضحكون على بعض اعضاء الادارات ويسلبون منهم نسبة المبلغ المتفق عليه لانتقال اللاعبين وهكذا انتعش سوق السماسرة من الذين كانوا لايسمح لهم حتى الجلوس في مقعد يقال له في السبعينيات (ابو ثلاثة دراهم ) في الجهة المقابلة لمقصورة ملعب الشعب وجدنا هؤلاء يجالسون مشاهير الكرة العراقية وهم غير مصدقين انفسهم ويلتقطون الصور التذكارية معهم بعد ان كانت ارض الملعب تعد ارض الحرام لهم !
اليوم اخترق الفيسبوك كل دهاليز واسرار السماسرة وراح اللاعبون يعرضون انفسهم كبضاعة على الفرق عن طريق صفحاتهم الوهمية او الحقيقية وينشرون بواسطتهم او بواسطة من يعرفونه من الاعلاميين الذين ارتضوا نشر اخبار لا صحة لها عن انتقالات اللاعبين والمدربين وما ان يستقر اللاعب او المدرب في فريق ما بشكل رسمي ينشرون تكذيبا للاخبار السابقة وبطريقة باتت مفضوحة امام الجميع !
لنعيد الذاكرة قليلا ونستذكر كم من خبر نشر عن انتقال هذا اللاعب الدولي او ذلك المدرب او حارس المرمى من هذا الفريق الى ذاك وبالتالي لم تجد تلك الاخبار التأكيد القاطع من قبل اللاعب او المدرب او ادارة النادي التي يفترض انها وقعت معه , للأسف استخدم البعض شبكة التواصل الاجتماعي لترويج بضاعة كاسدة الهدف منها الربح وقطع الطريق على الاندية الاخرى في التعاقد مع هذا اللاعب او غيره بحجة انه انتقل او تعاقد مع الفريق الفلاني رغم التأكيدات بأنه لا صحة لما تنشره وسائل الاعلام التي بعضها تستمد معلوماتها عن طريق الفيسبوك
اليوم قد تختفي سماسرة اخذت تظهر بين مدة وأخرى في ملاعب الكرة بكروش كبيرة هدفها الربح بطرق بهلوانية على حساب تفريغ الاندية من محتواها من اللاعبين , وعلى مدى المواسم القليلة المقبلة سوف تتخلص ملاعب الكرة من مناظرهم لما في تعاملاتهم من ابتذال وعدم احترام لكن البديل سيكون اكثر وجعا من سابقة فانتقالات اللاعبين ستمر عبر الفيسبوك دون ان تمر بالسمسار ولكن سمسرة الفيسبوك وبرغم من سرعتها وتداولها وانتشارها السريع بين الاوساط الكروية من اندية ومدربين ومتابعين إلا انها تفتقر الى المصداقية في نقل الخبر فان نشر خبر انتقال اللاعب الفلاني من هذا الفريق الى ذاك سرعان ما ينفى الخبر في صورة وكأنها سوق للتبادل التجاري مدفوع الثمن مقدما , وما عليك إلا الترويج لانتقالات وهمية من اجل ( تصعيد ) سوق هذا اللاعب او ذاك المدرب وبطريقة تفوح منها رائحة الاتفاقات المبطنة والمدروسة وصولا الى تحقيق الهدف الذي تنشده اطراف اللعبة , الم اقل لكم احذروا سماسرة الفيسبوك الستم معي ؟