الأخبار العربية

فزنا وان خسرنا !!

 هشام السلمان – مونديال

منذ ان تمت تسمية المدرب عباس عطية وجهازه المساعد لقيادة منتخب شباب العراق وانا اتابعه عن بعد , وما يجعلني اقف كثيرا امام هذا المنتخب هي تلك اللحظات التي كان فيها الجميع بانتظار السفر الى المنامة العاصمة البحرينية , يومها كان مساعد المدرب مهدي كاظم يتحدث عبر احدى الفضائيات المحلية , لم يتحدث الرجل عن شكوى او امتعاض وهو الذي يقود منتخبا عراقيا للشباب مع بقية الجهاز الفني وانما كان يجيب على اسئلة واستفسارات مقدم البرنامج الذي ساله هل سيسافر المنتخب العراقي للشباب غدا الى البحرين ؟ رد الكابتن مهدي كاظم بكلمات مقتضبة وقصيرة قال فيها بالنص ( اذا استطاع المدرب عباس عطية من اقتراض مبلع تذاكر السفر الى البحرين من احد الاصدقاء الذي يعمل بالصيرفة فاننا سنسافر غدا ) !! هذه واحدة من قصص طويلة مرت على منتخب الشباب , كان يفتقد فيها لابسط مقومات الاعداد الصحيح وهو يستعد للصعود الى نهائيات كاس العالم , كان يبحث عن ملعب للتدرب فهرب الى السليمانية لاجل تنظيم الفريق وعدم تركه وسط زحمة الظروف التي القت بظلالها عليه , حاربته الاندية ولم يتعاون معه الا القليل القليل والبقية وهو الاكثرية فضلوا الاندية على سمعة البلد والمنتخبات الوطنية عباس عطية ومن في معيته اراهم حفروا بالصخر بعيدا عن كل الضوضاء المفتعلة ليقدم للعراق منتخبا شبابيا لابد من الاعتماد عليه في البطولات والمشاركات الدولية على الاقل في البارالمبياد المقبل عام 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو .. كانت الامال معقودة عليه ليس عندما شكل او عند تسمية عطية مدربا له وانما بعد ان تصدر مجموعته الثانية في بطولة شباب اسيا ليقابل المنتخب السعودي لاجل الانتقال الى بطولة كاس العالم في كوريا الجنوبية العام المقبل .. لكن ركلات الحظ لم تقف مع حظ اللاعبين العراقيين لتقصى منتخب العراق من البطولة وتضيع احلامه واماله في التاهل والذهاب الى كاس العالم لا اعتقد ان المدرب او اللاعبين والجهاز الفني المساعد او الاداري يتحملون شيئا مما حصل , بالعكس هذا المنتخب ومدربه يجب ان يشكر بل ويستقبل ويعتذر منه للاهمال والتهميش وعدم الاهتمام به كمنتخب عراقي وبالتالي لايحق لاحد منا الاعترض والجدل والتوبيخ لان المنتخب خسر وودع البطولة بسبب القائمين على الرياضة في العراق , بسبب غياب المنهجية والعلمية في العمل , بسبب العمل بطريقة انية لا ينظر من خلالها الى غد جديد .. لذلك خسر المنتخب بالرغم من اني اراه لم يخسر بل كان فائزا دون تتويج او دون منحه تذكرة الرحيل الى كوريا الجنوبية نعم هكذا يجب الى ينظر الى منتخب الشباب على انه فاز وان خسر لان الفائز الحقيقي ليس من جلب الكاس وانما من جاء بالفكر والتجربة والبناء الصحيح وهكذا ارى عباس عطية المدرب الذي ظلم كثيرا و ليس اخر الظلم وداع البطولة .. الستم معي ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى