كرتنـــــا ازمــــة عقـــول ام شحـــة حلـــــول

علي المعموري – مونديال
من الخطأ النظر الى ازمة كرة القدم في العراق من خلال نتائج المنتخب في التصفيات المونديالية لان تلك النتائج ماهي الا محصلة طبيعية لتراكمات متواصلة من الاخطاء الادارية المتعلقة بصناعة كرة القدم, فالقضية يجب ان تناقش ضمن اطارها العام وليس المجتزأ فشنيشل ولاعبيه ونتائجهم التي اثارت حفيظة الشارع الكروي وغضبه هم حلقات في مسلسل يشرف عليه مخرج فاشل وبالتالي لايجوز تحميل الامور لاطراف هي في الواقع ضحايا القصور في الرؤية لدى من اؤتمن على ادارة عملية الانتاج الكروي.
المشهد مرتبك كثيرا فجميع الاطراف وبضمنها الجمهور وبدرجة اقل الاعلام الملتزم تحاول رمي الكرة بملعب غير ملعبها دون التعمق في النظر الى المسببات الحقيقية.
المعني الاول في تبرير الاخفاق هو المخرج الذي بعهدته جميع الادوات والذي بعد ان فقد القدرة على الاقناع اخذ يتحول كما العصفور من غصن الى غصن في محاولة (للتشويش) على الرأي العام من خلال خلط الاوراق بالتعكز على مبررات واهية لم تعد مقبولة من جانب الشارع الكروي لتكرار تسويقها مع كل اخفاق.
اتحاد القدم وبعد ان طالته الانتقادات وعلت الاصوات المطالبة باستقالته لفشله في ادارة الكرة في العراق تحرك في محاولة لنقل الازمة التي تسبب بها اختياره الغير مدروس الى مهاجمة الاعلام والشارع الكروي باتهام البعض بمحاولة تسقيط المدرب او المؤامرة او امور اخرى مثل قول ان الضغط الاعلامي هو من اجبر الاتحاد على التعاقد مع شنيشل ولم يقل ان الاعلام لم يقل للاتحاد وقع شيكا على بياض مع شنيشل وتلاعب بسمعة العراق وبمشاعر الملايين من الجمهور ليعود بعد ثبت فشل اختياره وانعدام تعامله بشكل احترافي فينظر بسطحية لقضية المنتخب وخساراته ليقارن العراق بالصين وقطر في عملية تضليل مكشوفة فنحن نتعاطى مع اوضاعنا ونعمل وفق امكانياتنا التي على قلتها فهي فنيا افضل من الصين وقطر بحكم المتحقق من الالقاب قبل ان تتمكن هذه المجموعة من تفكيك منظومة الكرة تحت مبررات ورؤى ساذجة.
ان لم نكن قادرين على تهيئة منتخب ينافس للتأهل فعلى الاقل من الممكن ان يحقق نتائج تضعه في مربع التنافس لافي مؤخرة المجموعة.
شنيشل يقول انه سيستقيل في حال لم تتحسن نتائج الفريق في المرحلة الثانية التي عاد ووصفها بمرحلة الحصاد وهذا يعني ان شنيشل لن يترك المنتخب قبل ان يستنفذ جميع فرص المنافسة ليكتسب وصف المهمة الفاشلة وهو متمسك بمهمته مادام هناك امل كما يوهم نفسه ويحاول ان يوهم اتحاد القدم الذي يصدق كل شيئ.
ان من ابجديات المهنية والاحترافية في العمل القيادي ان يتحمل الاتحاد مسؤولياته ويسارع بتصحيح الامور وايقاف التدهور بدل اصدار البيانات التي تزكي الفاشل وتقذف الرأي العام بأوصاف غير واقعية كألتسقيط وخلافه.
همسة .. الناجح من يواجه الخلل بشجاعة الفرسان