كرة القدم العراقية والدعم الحكومي الفقير!

علي المعموري – مونديال
في مطلع السبعينات من القرن الماضي ومع ظهور مدوي لمصارع اسمه (عدنان القيسي) وما شكله هذا الظهور من بلورة للوعي الاجتماعي وما احدثه من التفاف وتعلق كبير في مجتمع نامي ليس من اولوياته الرياضة بل جله لم يكن يأبه بها او يتعاطى معها.. القيسي كان الانطلاقة الاولى التي اشرت لولادة الوعي الرياضي تبعها ما تحقق في عام 1977 من فوز كبير لمنتخب الشباب على المنتخب الايراني حيث عمق هذا الفوز من الصلة بين الكرة قواعد كثيرة من المشجعين المحبين المهووسون بها.
ليس بمقدور احد من العراقيين باي مستوى كان ان ينكر اهمية كرة القدم في التعبير عن حيوية المجتمع وتلاحمه فهذه الساحرة المدورة تتجاوز في استقطابها للناس كل الخطوط والمسميات التي اجبر الناس على التعاطي معها في عهد ما بعد التغيير حتى اصبحت ترنيمة التوحد والايمان في مجتمع تداخلت فيه الامور واختلطت المحفزات وتغيرت المعطيات وتقريبا تقحط الوضع العام الا في كرة القدم التي وحدها من جعلت الجميع في اطار واحد هو الوطن.
هي الحقيقة التي لايطمسها مدع مهما كبرت حيلته وامتلك دهاء السلاطين!
وما دام الامر هكذا فان من المنصف ان يكون الاهتمام بكرة القدم في العراق منطلقا من كونها تمثل العباءة الوطنية التي يستظل بضلالها الجميع وان يتجاوز هذا الاهتمام حدود الشعارات والتبريكات وتبني الفوز والانزواء عند الخسارةّ.
كرتنا تمر الان بظروف صعبة وتعاني من وهن في جميع مفاصل منظومتها جراء السياسات الخاطئة التي انتهجتها الادارات التي تعاقبت على تخطيط وتنفيذ برامجها الامر الذي يتطلب عملا وطنيا شاملا لاصلاحها وحيث ان منتخبنا على ابواب مشاركة فاعلة في تصفيات قارية هي الاهم للتاهل الى كاس العالم فان هذه الفرصة لاتجلبها الاماني والصلوات بل تحتاج الى الى دعم شامل وسريع من جانب الحكومة بشكل مباشر فمن المعروف ان اية مشاركة تحتاج تحضيرات خاصة وهذه التحضيرات تتطلب اموالا لتدعيمها ولاسقاط الذرائع عن ذوي الشان الذي طالما تذرعوا بضيق ذات اليد ووضعوا نتائجهم السلبية تحت هذا العنوان!
الفرصة متاحة امام الجميع خصوصا وان التصفيات التي يخوضها منتخبنا طويلة تمتد لعام كامل مايتطلب اموالا كثيرة وتسهيلات اخرى للمساهمة بنجاح هذه المشاركة.
اي دعم تقدمه الحكومة لايعني منة منها انما هو واجبها .
على الاتحاد العراقي لكرة القدم ان لايستكين او يعتمد على وعود هذا الطرف او ذاك في عملية الاسناد المالي وان يبادر بالاتصال بالسيد رئيس الوزراء وعرض طلبه بشكل مباشر دون التوسط مع المالية والشباب لان الموضوع يختص بصميم واجبه.
نريد معسكرات تحضير عالية ومباريات مهمة تتناسب واهمية التصفيات وتتزامن مع توقيتاتها لكي لايكون منتخبنا متواجدا كمشارك انما منافس.