الأخبار العربية

أولهـــا العقـــل الاداري المنتــــج.. للفشـــــل رؤوس كثيــــــرة!

علي المعموري – مونديال

ينشغل الشارع الكروي والاعلام الرياضي هذه الايام بالحديث عن اخفاق منتخبنا الوطني لكرة القدم المشارك بالتصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا في اول مباراتين له في هذه التصفيات ومعظم احاديث الناس وضعت اللوم على الكادر الفني باعتباره المسؤول عن قيادة الفريق قبل واثناء المباريات , وبعيدا عن الجوانب الفنية للاخفاق نؤكد على حقيقة قد لم ينتبه اليها الكثيرين او انتبهوا ولم يتعرضوا لها بشيء من الجدية ذلك ان كرة القدم عمل تكاملي لمنظومة متكاملة من اهم حلقاتها هو العمل الاداري الذي يعتبر من ادوات الاسناد الهامة بالنسبة لمنظومة كرة القدم بل هي به تبتدأ واليه تنتهي.

الادارة الناجحة هي التي توفر مستلزمات النجاح لاي عمل من خلال اعتماد المنهج العلمي في الاسناد والبرمجة والتخطيط.

فهل توفر لكادر منتخبنا التدريبي الدعم اللوجستي الذي يتناسب وقيمة التصفيات؟

قبل الاجابة عن هذا السؤال لابد لنا ان نمر على تجارب الفرقاء في المحيط ليتبين لنا الفارق بين عمل المنظومات الادارية لكل فريق.

(( المدير الاداري للمنتخب السعودي مع وفد ذهب الى طوكيو لتحضير مستلزمات سفر منتخبهم الى اليابان وترتيب الاقامة والتدريبات والاكل وكل شيئ)) المباراة ستجري في 16/11 اي بعد شهرين!

مباراتنا مع اليابان بعد اقل من ثلاثة اسابيع وحتى اليوم لم يفكر الاتحاد في ارسال المدير الاداري الى اليابان للاستطلاع بل ترك الامور للصدفة معتمدين على قاعدة ان البلد صاحب الضيافة هو من يتحمل تكاليف الاقامة ويحدد مكانها متناسين ان من حقهم الاعتراض على تلك الامكنة ان لم تكن مناسبة.

في مجال التحضير والاعداد لم يضع الاتحاد منهاجا ملائما بالتنسيق مع المدير الفني بل اعتبر المعسكرات البسيطة التي حصل عليها رئيسه بالعلاقات الشخصية هي اقصى ما يمكن ان يقدمه من اسناد لمهمة تتطلب ان ينظر اليها بشمولية وعمق لابسطحية ساذجة.

التصفيات تمتد لنحو عام كامل فهل امن الاتحاد مباراة تجريبية مع منتخب كبير او صغير؟

اقتصار اللعب مع المنتخبات ذات المستوى المتواضع لايصنع هوية لمنتخبنا لاننا بحاجة الى جرأة لملاقاة الكبار وتجاوز رهبتهم حتى وان خسرنا معهم لان البقاء ضمن الاطار الاقليمي سيقزم كرتنا ويحصرها في اطار ضيق بينما اي نظرة على مستويات فرق الخط الاول في القارة توضح انهم نقلوا خطوطهم الى درجات اعلى من محيطهم وقارعوا الكبار فكونوا شخصيتهم وهيبتهم الكروية فضلا عن اكتسابهم للخبرات.

لايمكن تصور اي تطور في شكل كرة القدم العراقية دون تطور العقل الاداري الذي يقودها .

ملاحظة: المقال لايعطي حكم البراءة للكادر الفني بقدر توضيح الادوار في الاخفاق.

عيدكم مبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى