الدوري العراقي

كرتنـــا … من سيدفع المليون؟

 

علي المعموري – مونديال

لا يمكن انكار اهمية المال في تمويل المشاريع الرياضية على اختلاف احجامها وتنوع اهدافها ولايمكن اهمال المسالك التي يمكن ان تحصل من خلالها الفعاليات الرياضية على تلك الاموال و لعل الدولة هي المصدر الاكبر في هذه العملية من حيث قيمة ومقدار ما تستطيع ان تقدمه من دعم مادي لتحقيق اهداف تتصل بسمعتها وهيبة مجتمعها.

تتردد كثيرا هذه الايام عبارات قلة الدعم وعدم توفر الاموال اللازمة ونسمع اشتراطات تتعلق بقضية التعاقد مع المدرب الاجنبي للاشراف على منتخبنا الوطني في المرحلة المقبلة ورهن ذلك التعاقد على اهميته القصوى بما تجود به الحكومة من دعم مالي لغرض التكفل بنفقاته.

واذا كان الهدف من التعاقد مع المدرب الاجنبي هو تحسين صورة كرة القدم في البلد الذي يعشق شعبه الكرة حد الجنون, فليس صعبا ان تتكفل الحكومة بدفع اجوره كما تدفع في موارد كثيرة اخرى وتضعها ضمن احد ابواب الصرف في الموازنة العامة او لنقل لم لاتتكفل الدولة بالموضوع وتوفر الاموال اللازمة له اما بطريقة مباشرة عبر زيادة تخصيصات الاتحاد او عبر فعاليات اخرى كما تصرفت مع قضايا مشابهة عندما اقتطعت نسبة من رواتب الموظفين لتغطيتها؟

سلوك وتصريحات اتحاد القدم في هذه الجزئية هذه الايام يثير الكثير من علامات الاستفهام خصوصا ان هذه الاموال ليست للترف لانها معلومة الاتجاه وبالامكان مراقبتها لنفض اي شبهة عنها وخصوصا ان دولة بحجم العراق لايمكن ان تكون عاجزة توفير مليون او مليوني دولار لتغطية نفقات الكادر الفني المقترح للمنتخب

فلماذا يحاول الاتحاد الاعلان عن صعوبة تحقيق هدف التواصل مع الحكومة والحصول منها على نفقات شرعية كما تحصل جميع اتحادات المنطقة من حكوماتها؟

من الذي يتسبب في عدم توفير المال اللازم لتغطية اجور المدرب الاجنبي هنا الحكومة ام اتحاد الكرة؟

اعتقد ان اتحاد الكرة تحرك نحو الحكومة من خلال التنسيق مع السيد وزير الشباب الذي عرف عنه دعمه لكرة القدم ومن المؤكد انه سيسعى بشكل حثيث على زيادة الدعم في هذا المجال ولو ان التحرك كان متاخرا كثيرا الا انه سيكون مفيدا وسيسقط الحجة التي كثيرا ما كانت تساق عند الاخفاق والتي ترمي الاسباب على انعدام المورد او قلته.

كما ان اتحاد الكرة بتحركه على مجلس النواب من خلال لقاء رئيسه بالدكتور سليم الجبوري رئيس المجلس قد اسس لحالة جديدة من الدعم المادي من خلال ما وعد به السيد رئيس المجلس بزيادة تخصيصات كرة القدم وهي مؤشرات ايجابية على تفهم المسؤولين في البلد لاوضاع الكرة فيه وهي امور كانت غائبة سابقا بكل اسف.

اتمنى ان يتم تجاوز مسألة المال لكي لايشعر الشارع الرياضي ان دولته عاجزة عن تقديم مبلغ زهيد من اجل رياضتها قياسا بما يصرف من اموال في موارد اخرى على ذات الاهمية كما اتمنى ان لا تخضع قضية التعاقد مع المدرب الاجنبي لتقاطعات وتجاذبات ومصالح وان تخضع لمصلحة وطنية خالصة لنتجاوز هذه العقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى