يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة اثر اخرى تتأكد صورة الخراب الذي تعيش وسطه كرتنا جراء السياسات الخاطئة وجراء القراءات الغير دقيقة لمعطيات الواقع وبسبب غياب الرؤية الواضحة عند تحليل عقد الواقع الكروي وتناول مشكلاته التي تفاقمت وترسخت حتى انتقلت الى خانة المستحيلات عند التفكير بوضع علاجات لها.
المقدمات المنحرفة تعطي نتائج منحرفة هذا امر مؤكد والبدايات الخاطئة لاتنتج نهايات صالحة والحال هذا ينطبق على وضع كرتنا تماما, فعندما لاينسجم الحل مع المنطق فانه من المؤكد سيعطي نتائج ترسخ الخلل بدل ان تعالجه.
تفكر لجنة المسابقات باتحاد الكرة وهي اللجنة التي من المفترض ان تكون مسؤولة عن رسم سياسات الدوري المحلي الكروية تفكر في العودة الى نظام المجموعتين في الموسم المقبل لعدم قدرتها على تنظيم المسابقة بشكل انسيابي وتجنب التاجيلات وفقا لمصدر الخبر الذي نشره احد المواقع نقلا عن مسؤول في اللجنة.
من هنا يبدأ تسطيح المشكلة والهروب منها عبر اعلان غير مباشر عن العجز وعن شلل الافكار التي من المفترض ان تساهم في استنهاض الواقع وتقويمه لا عبر ترسيخ البلاء فيه والتفرج عليه.
واذا تحركنا نحو القمة ستتضح لنا صورة الخراب باوضح اوضاعه فمنتخبنا الذي فشل كالعادة في الاعلان عن نفسه كاحد المنافسين على التاهل للمونديال المقبل وتحول الى مجرد رقم عادي في مجموعته وعجز عن حفظ هيبته واسمه رغم امتلاكه لافضل عناصر التفوق مقارنة بخصومه في المنطقة والقارة هذا المنتخب وبسبب المنهج الركيك في التخطيط والادارة ودقة الاختيار استمرت اوضاعه الى سوء . فمنذ اقالة مدربه السيد راضي شنيشل على خلفية خروجه من المنافسة في التصفيات المونديالية تلك الاقالة الغير مفهومة الاهداف خصوصا بعد فقدان الامل ووجود 3 مباريات متبقية لنا في التصفيات وخصوصا ايضا ان القائمين عليها لم يراعوا فيها اية مصلحة لاعلى مستوى الاشخاص ولاعلى مستوى الرياضة كمعبر عن حيوية المجتمع ومن ثم العودة الى ذات النهج القديم في تخدير الشارع الرياضي والالتفاف على ردة فعله التي خلفها الخروج الحزين من سباق المونديال عبر الاعلان عن التمسك بخيار الاعتماد على المدرب الاجنبي كحل اكيد لمعضلة الكرة العراقية وهذا الاستنتاج تاكد عبر اقالة المدرب المحلي التي يفترض انها جاءت عن قناعة القائمين عليها بصوابيتها.
وكما هي العادة قرانا كثيرا عن اسماء كبيرة وصغيرة من مدربي الخبرات العالية ومن ثم بدأت الخيارات بالتقلص مع مرور الوقت لتنحصر باسم واحد قبل ان تطغى مشكلة المال التي اوحوا بداية الى تدبيرها عبر تكفل بعض الاطراف الفاعلة بالحصول عليها من الحكومة.
اخيرا وبسبب ضيق الوقت تم اللجوء الى الخيار المحلي الذي فككوه قبل اسابيع باقالة شنيشل تماما كما حصل في المرات السابقة .. مشهد يتكرر بملل ويسوق بشكل سمج.
من بين عشرات المدربين المحليين وقع الاختيار على السيد باسم قاسم ليكمل مهمة شنيشل.
وبغض النظر عن دقة الخيار من عدمها وبغض النظر عن الحكمة المطلوبة في تغيير المدربين من دائرة واحدة والتي لم تثبت على مدى عقود قدرتها على الانتقال بكرتنا الى العالمية كما فعل غيرنا من دول الاقليم كايران والسعودية بغض النظر عن القناعة في الغاية من عدمها نجد ان الاختيار كمبدأ كان مستعجلا بالاعتماد على مبدأ غريب يقوم على نظام الاعارة وهي بدعة غير مفهومة!
مدرب المنتخب المعار الذي نتمنى له التوفيق في مهمته لديه مهمة تنافسية اخرى مع ناديه ولديه دورة في الاردن وهو مدرب بوصف طارئ .
الان المدرب الجديد للمنتخب مدرب لفترة انتقالية لغاية ايلول المقبل ان نجح مع المنتخب ستمدد مهمته وسيمجد اصحاب الاختيارانفسهم ويكرسوا الفضل في النجاح لعبقرية اختيارهم وان فشل فهو مؤقت ووزره على نفسه وبهذا يخرجوا انفسهم من مسؤولية الخيارات الفاشلة فمن باب استمالوا فيه الناقمين على سياساتهم الخاطئة من المتظاهرين عبر التضحية بالمدرب السابق ومن باب الادعاء بعدم توفر الاموال اللازمة لاتمام صفقة المدرب الاجنبي الذي رفعوه كخيار وحيد اول الامر ثم تراجعوا عنه بعد ذلك وفي كل الاحوال كسبوا الجولة واسقطوا كرتنا بالقاضية فلامدرب اجنبي ولاهم يحزنون وسيستمر ذات النهج الذي استنزف الوقت والاموال والسمعة ايضا.
السؤال الاهم هو: لماذا اختار اتحاد الكرة طريقا هو يدري سيوصله الى نهاية مسدودة؟