الأخبار العربية

لاعبونا ضيعوا الفرص السهلة امام جنوب افريقيا وشجار في مقاعد البدلاء

الصباح – عدنان لفتة *
قبل مباراة منتخبنا الأولمبي مع جنوب افريقيا بيوم واحد عاد المدرب المساعد حيدر نجم للظهور في المؤتمرات الصحفية بعد ان تولى عبد الغني شهد مهمة الحديث قبل مباراة البرازيل وبعدها، وكعادته كان نجم صريحا واثقا من نفسه متمكنا من صياغة كلماته فأوضح مساعي منتخبنا في مواجهته مع جنوب افريقيا قائلا:  لن نختار سوى اللعب بأسلوب هجومي لحسم الأمور بأيدينا وتحقيق الفوز لأبعاد أنفسنا عن كل الاحتمالات الأخرى في المجموعة، مضيفا: اعددنا العدة واخترنا الأسلوب المناسب بحثا عن الفوز، فمن الطبيعي إجراء تغييرات متوافقة مع ذلك، وسنخوض المباراة بتوازن دفاعي هجومي ونتحلى بالصبر والهدوء كي نصل إلى غاياتنا.
وبين نجم أن لاعبيه تناسوا مباراة البرازيل  ولابد من إدراك الفوز الأول، فقال : مسؤولية مضاعفة أصبحت على عاتقنا بعد التعادل مع البرازيل ولابد ان نستثمر ذلك كي يكون حافزا لنا للنجاح والتأهل الى ربع النهائي.الأحاديث تلك منحتنا ثقة بان الجهاز الفني قادر على توظيف لاعبيه بشكل صحيح للنجاح في الخطوة الثالثة بعد تعادلين سلبيين مع الدنمارك والبرازيل والمؤشرات تفيد بأن المدرب شهد سيلجأ الى اختيار أفضل تشكيلة هجومية لديه للفوز بنتيجة المباراة، كما تحدث مع اللاعبين مطالبا إياهم  بالتركيز واستغلال الفرص التي تتوفر لهم، لكن للأسف كان بعض اللاعبين يتصورون أنهم وصلوا الى ربع النهائي  وان الفوز على جنوب افريقيا سيتحقق بسهولة مع ان سجلات الكرة العراقية مع الفريق الجنوب افريقي تؤكد اننا لم نفز عليه مطلقا ففي المباراة الأولى التي تقابلنا فيها معه بكاس القارات تعادلنا سلبا .

أحوال اللاعبين
اللاعبون كانوا أشبه بالمنومين مغناطيسيا اذ ان الفوز على جنوب افريقيا بدا محسوما في أذهانهم واقنعوا أنفسهم به بل وبدؤوا يفكرون بمن نواجهه في ربع النهائي ؟ وهل سنبقى في ساوباولو ام نغادر الى مدينة سلفادور في حال الحلول بالمركز الثاني ؟ وكان هناك تصور لدى اغلب الموجودين بان المباراة محسومة سلفا وبرغم تنبيهات المدرب شهد وزملائه في الجهاز الفني الى ان الموقف لم يحسم بعد ولابد من الحذر والتعامل بكل حرص مع دقائق المباراة كي نتوفق فيها ونحقق غاياتنا الا ان تلك الكلمات لم تجدي نفعا معهم فنتيجة التعادل مع البرازيل  لا تبرح ذاكرتهم ومن يقاوم البرازيل لن يقف أمامه اي فريق !!.

أجواء باردة
صبيحة يوم المباراة انخفضت درجات الحرارة في ساوباولو كثيرا واستمر اليوم باردا بدرجة لا توصف ثم وصلت الأخبار الى معسكر الفريق بوفاة والدة اللاعب مصطفى ناظم حيث اتفق الجهازان الفني والإداري على كتمان الخبر وعدم إشاعته لحين انتهاء المباراة حرصا على الأجواء العامة للفريق ولعدم التأثير على معنويات مصطفى الذي كان الوحيد الذي لا يعلم بالخبر حيث علم به اغلب أعضاء الوفد واتفقوا على عدم إخباره به ويبدو ان هذا الخبر قد دفع المدرب عبد الغني شهد الى عدم إشراك مصطفى في التشكيل الأساس حرصا عليه وعلى مشاعره.

توقعات مسبقة
قبل المباراة كنت أحاول استطلاع أراء البعض حول النتيجة المتوقعة وقد فاجأني مدرب حراس المرمى صالح حميد الذي فقال: لن نستطيع الفوز اليوم، فسألته عن السبب وقال: إحساسي ان المباراة صعبة علينا جدا.

تشكيلة مختلفة
وللمرة الثالثة لا تستقر تشكيلة منتخبنا الاولمبي اذ قرر المدرب خوض لقاء جنوب افريقيا بتشكيل مؤلف من محمد حميد لحراسة المرمى واحمد ابراهيم وسعد ناطق وعلاء مهاوي وضرغام اسماعيل للدفاع وسعد عبد الأمير وامجد عطوان ومهدي كامل وعلي عدنان وعلي حصني للوسط ومهند عبد الرحيم للهجوم.كم هائل من الفرص السهلة ضيعها لاعبونا، فضيعوا معها الحلم في الوصول الى  التنافس على الأوسمة الثلاثة، البعض من اللاعبين لعب لنفسه فقط رغبة في الحصول على عقد احترافي دون ان يفكر بمصلحة العراق او كرتنا او فريقنا في هذه المشاركة المهمة.

انتقاد سلوك علي عدنان
انتقد الحاضرون سلوك اللاعب علي عدنان الذي غادر الى غرفة تبديل الملابس مباشرة بعد تبديله  احتجاجا على قرار المدرب بالتغيير وكان عليه استحصال الأذن من مدربه مع العلم ان عدنان لم يقدم سوى مباراة واحدة مقنعة في هذه البطولة هي تلك التي جمعت العراق بالدنمارك، اما مستواه في مباراتي البرازيل وجنوب افريقيا فمال الى الفردية وعدم الالتزام بوصايا المدرب كما انه لم يقم بواجباته على نحو مقبول لاسيما في الشق الدفاعي اذ كان يتأخر كثيرا في العودة الى مساندة زملائه في خط الدفاع.

شجار على مقاعد الاحتياط
مساعدو المدرب دخلوا في جدال وشجار مع المعالج الاسباني خوزيه حيث طلب الحارس محمد حميد قنينة من الماء خلال المباراة  لكي يشرب بعد نفاذ القناني الموجودة قربه لكن خوزيه رفض الاستجابة لطلبه، ما أدخله في جدال مع المساعدين حيث ابلغهم مساعد الحكم انه لا يحق لأحد الاقتراب من الخشبات سوى المعالج ولرفضه القيام بهذا الأمر اضطر حبيب جعفر الى الإسراع  راكضا حاملا قناني الماء لإيصالها الى حميد الا ان الموقف كان متوترا ومتشنجا بين المساعدين والمعالج، حتى اخذت الأمور مناحي أخرى سنعرضها في حلقة أخرى!.

صراخ المشجعين
على المدرجات كان يجلس رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي ورئيس البعثة سرمد عبد الإله والى القرب منهم مساعد المدرب حيدر جبار ولاعبي الطوارئ الأربعة بشار رسن ومحمد معن وعمار عبد الحسين وكرار ابراهيم اضافة الى المعالج علاء خلف.. الجميع كانوا في قمة الاندماج مع المباراة وفرصها الضائعة.. انباء المباراة الثانية كانت تصل مرارا بتقدم البرازيل وتحقيقه لأربعة اهداف في شباك الدنمارك وهو ما دمر اللاعبين نفسيا الذين فقدوا السيطرة وغاصت أقدامهم في الأرض ثقلا وهم يجدون الطرق موصدة الى الشباك بينما ردت العارضة كراتهم على نحو غريب جدا.المشجعون العراقيون كانوا يحاولون بث الروح والشد من عزيمة اللاعبين وتقوية معنوياتهم لكن شيئا ايجابيا لم يحدث رغم الوقت الذي مضى سريعا  جدا.

بكاء الوداع
بعد المباراة انخرط الجميع بموجة بكاء شديدة غير مصدقين ما آل اليه وضع المنتخب الاولمبي الذي احسنت احدى الصحف البرازيلية وصف حاله بقولها: كنا نخشى من العراق ان يسرق الصدارة منا ويحرج البرازيل المنظمة وصاحبة الأرض والجمهور فاذا به يغادر المنافسة بطريقة دراماتيكية !!.اللاعبون لا يصدقون ما جرى.. المدربون في ذهول رغم محاولة التماسك والتخفيف عن لاعبيهم، حيدر نجم ظل يحاول الظهور بمظهر القوي في المؤتمر الصحفي رغم انهياره ولم نكن نحن بافضل حال منه ففريق مثل منتخبنا لا يستحق ان يغادر بهذا الطريقة وبهذا النزف في الفرص الضائعة، منتخبنا كان يستحق الوصول الى المربع الذهبي بل وحتى المنافسة على الوسامين الذهبي والفضي..لم تكن المنتخبات المتأهلة الى ربع النهائي بافضل منا الا ان الحظ خدم بعضها كما هو حال المنتخب الدنماركي الذي خسر بالأربعة وتأهل او الهندوراس الخاسرة امام البرتغال  ومع هذا تأهلت ..منتخبنا خرج بثلاثة تعادلات وثلاث نقاط وهدف واحد لا يغني ولا يسمن، مهاجمونا كانوا في خيبة حقيقية وهم يعجزون عن التسجيل واسعاد شعبنا وتجسيد أحلامنا ووضعها على ارض الواقع.

وهل يكفي الاعتذار؟
المدرب المساعد حيدر نجم قدم الاعتذار عن خروج فريقنا المأساوي من الاولمبياد قائلا في المؤتمر الصحفي  بعد مباراة جنوب افريقيا: نقدم اعتذارنا الشديد الى الشعب العراقي والجمهور الرياضي لعدم تحقيق حلمهم في التأهل الى الدور الثاني من اولمبياد ريودي جانيرو بعد التعادل مع منتخب جنوب إفريقيا «، اضعنا نحو 20 فرصة منها خمس كرات ردها القائم ولازمنا سوء الحظ منذ بداية المباراة وحتى نهايتها».وأضاف نجم، أن «منتخب جنوب افريقيا كان بمتناول اليد وكان يجب أن نهزمهم لولا الفرص السهلة التي ضاعت منا وأربكت حساباتنا،  حاول مداراة دموعه وحزنه بالتذكير بهذا الفريق الرائع : صنعنا جيلا جديداً ستفخر به الكرة العراقية زمناً طويلا».وبرر حيدر نجم التبديلات التي اجراها شهد   مرددا :استبدال اللاعب علي حصني كان بسبب وضعه الصحي إذ كان لا يستطيع إكمال المباراة، أما بخصوص اللاعب علي عدنان فقد قدم ما عليه لكننا أردنا تعزيز الدور الهجومي للفريق فتم الزج بشيركو كريم الذي كان بامكانه أن يسجل هدفاً غاليا «.وأشار نجم، الى أن «ضياع الفرص دفعنا ثمنه بخروجنا المؤسف من البطولة والتسرع من قبل اللاعبين في محاولة التسجيل وحمادي احمد أشركناه كونه لاعباً سريعاً ويمكن أن يسجل في أية لحظة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى