الأخبار العربية

لا نلوم شنيشل انما نلزمه بما الزم به نفسه

 لا نلوم شنيشل انما نلزمه بما الزم به نفسه

علي المعموري – مونديال

لعل الحال الذي انتهت اليه كرتنا في رحلة التأهل لمونديال روسيا الصيف المقبل لم يكن مفاجئ للكثيرين ممن تابعوا مسيرة المنتخب وطريقة تحضيره وادارته وتوظيف لاعبيه فالصورة التي برزت في وقت مبكر من انطلاق التصفيات اشرت النهاية  واعطت قراءات واقعية عن حال تلك الرحلة وارتباط سيرها بمجمل اوضاع المنظومة الكروية العليلة منذ زمن ليس بالقريب.

الجانب المؤلم في النهايات الحزينة حتى بتوقع حدوثها واعتمادا على معطيات اداء كل طرف من اطراف اللعبة يتمثل في خراب المنهج والاسلوب وليس في المخرجات والنتائج وهذا اكثر الامور تأثيرا لانه اشر عمق الخراب الذي عانت وتعاني منه كرتنا, فعندما يتعدى السوء النتائج ويصل الى اساليب اللعب فهذا يعني ان الخلل كبير جدا وتاثيراته تحتاج الى معالجات مؤثرة لاصلاحه بمعنى ان الوضع تراجع الى الابجديات وترميمه يفترض حرق الواقع والانطلاق من جديد بمعطيات مختلفة تحاكي المشاكل الموجودة وتضع الحلول لها.

رغم ان حلم التأهل الى المونديال هدفا الا انه ليس حتميا في المطلق ففشل الوصول الى كأس العالم لا يلغي الجهود التي بذلت من اجل ذلك الهدف وهذا يحدث في دولا اخرى ويتطابق مع اوضاعا اخرى اما في وضعنا فالامور مختلفة فنحن لم نحقق على طريق محاولة الوصول الى المونديال ما كنا نحققه في بطولات بسيطة بعضها غير رسمي لان خسارة خمسة من اصل سبع مباريات في بطولة واحدة امرا لم يسبق له الحدوث على مدى عقود تمتد بامتداد الذاكرة ما يعني ان الامور في التصفيات تجاوزت مفهوم الاخفاق في التاهل لتؤشر حالة الخراب والتردي الذي ضرب كرتنا.

الان وبعد ان تبخر الامل وفشلت جميع الجهود في انعاشه يجب ان تكون هناك وقفة جادة للمراجعة الحقيقية وليس لاستيعاب ردود الافعال الغاضبة بما تعودنا ان نشهده في السابق وهذه الوقف تبدأ من السؤال التالي. من المسؤول؟

الجميع يلوم المدرب ويحمله مسؤولية الاخفاق والجميع له الحق فيما يرى من امور الا ان الواقع يحدد اكثر من طرف عند البحث في مسؤولية تدهور الوضع في المنتخب لعل المدرب احد اهم تلك الاطراف الا ان راعي الكرة هو المسؤول الاكبر في هذه الاوضاع لانه سمى المدرب وتركه بدون ادنى متابعة او محاولة تصحيح.

لوكنا خسرنا مباراة ختامية لما عتبنا على احد انما تختلف الامور عندما تأخذ الخسارة وضعا تسلسليا وتتحول الى منهج ثابت وفي هذا الحال فجميع اضلاعها مدين لجمهورنا بالاعتذر واقل تصرف يهدىء الغليان هو التنحي.

قد لايكون السيد راضي سيئا من الناحية الفنية لكن الحظ الذي يتعكز عليه عند فلتان النتائج منه لم يخدمه مع المنتخب وقد يجد لنفسه فرصة افضل مع فريق اخر او في وقت اخر.

لانلوم شنيشل انما نلزمه بما الزم به نفسه  بعد مباراة الامارات عندما قال ” اذا لم تتحسن النتائج ساستقيل” واظنها في حال لاسوء قبله او حتى بعده وعليه فقد آن اوان الرحيل اكراما لاسم العراق وجمهور العراق الذي كان له القول الاقوى في تسميته.

نعرف ان هناك اطرافا كثيرة تتمنى لمنتخبنا ولمدربه الفشل وبعضها كان بموقع المسؤولية فقصر في تقديم الدعم خلال التحضير فكان سببا من اسباب استفحال العلل بمنتخبنا .

همسة: ليس عيبـــا ان تفشل انمــــا العيب فــــــي ان  تعتقد انـــك لـــــــم تفشــــل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى