لماذا رفض شنيشل ودية ايران وتحول صوب الاندية القطرية؟
علي المعموري – مونديال
ينشغل الشارع الرياضي هذه الايام بمتابعة تحضيرات منتخبنا الوطني بكرة القدم للمواجهة المقبلة مع المنتخب الاماراتي العائد من السعودية بخسارة قوامها ثلاثة اهداف, مباراة الامارات بالنسبة لنا تمثل الخط الاخير في مستوى التفاؤل والاقناع بالمستقبل.
ومن محاسن الامور ان هذه المباراة هي الاخيرة في ذهاب التصفيات الاسيوية حيث ستتوقف بعدها المنازلات حتى نهاية اذار من العام المقبل وهذا الوضع يوفر للفرق المتنافسة – ومنها منتخبنا – فرصا افضل للتهيؤ لبعضها واعتماد برامج تحضير بعيدة عن الضغوطات كما لو ان الامر حصل في مراحل سابقة من التصفيات.
اتحاد القدم يتفق مع الجانب الاردني لتأمين مباراة ودية في عمان في السادس من تشرين الثاني المقبل ثم مع الجانب الايراني لاجراء مباراة اخرى مع المنتخب الايراني يوم 9/11 اي قبل مباراة الامارات بستة ايام.
وبحسب رواية الاتحاد العراقي فان الاتفاق مع الايرانيين ينص على اللعب في مدينة العين الاماراتية اثناء معسكر منتخبنا المغلق فعاد الايرانيون ليرفضوا اللعب في الامارات وطلبوا ان تقام المباراة في طهران وبعد مفاتحة المدرب رفض المباراة فتم بناءا على هذا الغاؤها ومفاتحة البحرين التي رفضت هي الاخرى مواجهتنا لضيق الوقت وعلى هذا فان الاتحاد مرغما سيتحول لقطر ومواجهة احد انديتها.
ان تلعب مع المنتخب الايراني احد افضل منتخبات القارة ومتصدر مجموعته في التصفيات فتلك فرصة لايمكن لاي عاقل رفضها مهما كانت الحجج والمبررات لان المستوى الذي سيظهر به منتخبنا بغض النظر عن النتيجة سيكون مناسبا لتقييم مدى تطوره وامكانيته على تجاوز مباراة الامارات!
لماذا رفض شنيشل مواجهة ايران وقبلها الصين وقبل بمواجهة نادي هندي في ماليزيا والان البحث عن نادي قطري ان وجد؟
لننسى جدلا عملية التنافس على مراكز متقدمة في التصفيات ونذهب مع جزئية بناء منتخب التي تبناها شنيشل اول الامر قبل ان يتحول الى تبني شعار المنافسة فعملية البناء تتطلب اقحام الفريق بمواجهات من العيار الثقيل ليتمكن من التعود على نمط متقدم من المنافس ومغادرة الانماط المحلية والاقليمية الضعيفة وعليه فلا اجد اي مبرر لرفض هذه المباراة سوى الخوف من نتيجة ثقيلة وهذا امر غير مؤكد الحدوث بل قد يحدث العكس .
كيف تطورت اليابان وكوريا وايران وغيرها من طليعة فرق القارة؟ تطورت عندما غادرت القالب المحلي وانتقلت الى العالمية عبر تهيئة فرقها مع منتخبات كبيرة وقدمت على هذا السبيل خسائر في الاموال وعلى مستوى النتائج لكنها ربحت مستقبلها عندما انتقلت الى الصفوف الامامية من منتخبات القارة وهنا تبرز قيمة المدرب الاجنبي صاحب النظرة ذات المستوى العالي فلايجوز ان يرضى اي مدرب اجنبي بما رضي به المدرب المحلي الذي يفكر بنفسه اكثر من تفكيره بمنتخب بلده.
الان على السيد شنيشل ان يعلن انه لاعلاقة له بالغاء المباريات الودية ان كان الامر كذلك وان لايضع وزر غيره في سجلاته وان لايكون بمواجهة الجمهور والاعلام, فالسيد شنيشل لم يسجل حتى اللحظة اي نقاط ايجابية تدعم موقفة او ادعاءاته وتبريرات الخسائر السابقة فخسر معركته مع الاعلام بسبب قلة خبرته والان يضعف من موقف الجبهة الداعمة له وكان عليه ان يصر على اللعب مع الفريق الايراني القوي بغض النظر عن النتيجة لان الفوائد الفنية التي سيجنيها تتجاوز نتيجة المباراة الرقمية خصوصا ان فرصه تتقلص مع الوقت وهو بحاجة الى دفعة اخرى قد تكون مباراة الامارات طوق النجاة الذهبي له.