الأخبار العربية

ليوثنا أسود ..

علي الحسني – مونديال
الإنجاز الكبير والرائع الذي تحقق للكرة العراقية على يد منتخب الناشئين بفوزه بلقب بطل آسيا لعام 2016 لأعمار دون (16) عاماً، يعد إنجازاً تأريخياً ليس لأنه تحقق للمرة الأولى وتأهله لكأس العالم للناشئين (تحت 17 عاماً) في الهند 2017 فحسب، بل جاء لسببين آخرين معتبرين ومهمين أولهما طبيعية تجميع اللاعبين والتحضيرات والتدريبات والمباريات الودية المسبقة وكان بالإمكان تسميتها بالخجولة والمتواضعة لولا معسكر(الطوارئ) الذي أقيم في دولة قطر، قبل بدء منافسات البطولة في الهند بفترة قصيرة، وثاني الأسباب حجم وقوة المنتخبات المشاركة التي جاءت لخطف اللقب وفي مقدمتها منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وايران وأوزبكستان، وهي الفرق ذاتها التي تمكن ليوثنا الأبطال من تجاوزها والفوز عليها بدءً من كوريا الجنوبية في مرحلة المجموعات مروراً بمنتخبي أوزبكستان واليابان في ربع ونصف نهائي البطولة، انتهاءً بمسك ختامها على الجارة إيران بركلات الترجيح الجزائية في نهائي رائع كان فيها منتخبنا العراقي الأفضل والأخطر، فجاءت الألقاب وكأس البطولة الغالي تتويجاً لإبداع وتميز وعطاء لاعبينا الناشئين الكبار في روحيتهم ومثابرتهم وأداءهم الملفت، وعادوا بهذا الإنجاز التأريخي الرائع وبالعناوين الجميلة ذات الصلة بالتتويج، ذكريات 2007 التي أسعدت الشعب العراقي الصابر الجريح حينها، في وقت عزت فيها البهجة والأفراح، كان حينها هدف المهاجم الفذ يونس محمود برأسية في مرمى المنتخب السعودي الشقيق في نهائي البطولة، من اللحظات واللقطات والمشاهد التي لا تنسى في تأريخ الكرة العراقية التي خطت أسمها لأول مرة في سجل أبطال القارة الصفراء، استحوذ لاعبونا وقتها بقيادة المدرب الطيب الذكر البرازيلي الأصل جورفان فييرا، أغلب الألقاب عن جدارة واستحقاق في حفل تتويج ولا أروع لأسود الرافدين، وهاهم اليوم فتية العراق وليوثها الأبطال يكررون ذات الإنجاز في نوعه وحجمه وتميزه، وهذه المرة في الهند، فكانت ألقاب الروح الرياضية(اللعب النظيف) من نصيب المنتخب وجائزة الهداف وأفضل لاعب في البطولة للاعب الموهوب المهاجم محمد داوود مقدمة رائعة قبيل تسلم الكأس الغالي، فكانوا ليوثنا بقيادة المدرب المثابر والمجتهد قحطان جثير أسوداً في جميع مبارياتهم (6) وعند مستوى التحدي، وأرسلوا رسالة قوية بأن الكرة العراقية لن ترضخ للتحديات والصعوبات وقرار اللعب خارج الديار وصور الحرب والدمار، وإنهم يعشقون الحياة والسلام والكرة، وضخوا بإنجازهم الدماء الثائرة ونبض التحدي والعنفوان، وأوكسجين العطاء والإصرار في قلوب وأجساد وأقدام ورؤوس لاعبي منتخبنا الشبابي بقيادة المدرب عباس عطية في تقديم الصورة المشرفة والرائعة والملفتة في بطولة كأس آسيا للشباب المؤمل إقامتها في بداية الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول الجاري وخطف بطاقة التأهل لكأس العالم 2017 أولاً ثم التتويج باللقب السادس في تأريخ مشاركات منتخبنا الشبابي على مستوى القارة الصفراء، ليسجل عام 2016 عام التألق الكروي للعراق في الفئات العمرية من ناشئين وشباب وأولمبي وكأس الإتحاد الآسيوي وأمل القوة الجوية في خطف اللقب الأول للكرة العراقية في البطولة، على أمل استفاقة منتخب أسود الرافدين من غفوته في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 بعد كبوتي أستراليا والسعودية على التوالي، ليكون زئير أسود العراق مسموعاً في جميع أرجاء بطولات آسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى