يعتبر الانسجام بين المؤسسات الرياضية من اهم عوامل نجاحها في مجال الخدمات التي تقدمها للرياضة في اي بلد ’فهذه المؤسسات تهدف لتحقيق اهداف متشابهة وتقدم خدمات كل بحسب اختصاصه وعليه فان التناغم بينها من ضرورات نجاح عملها كل بحسب مجاله.
وبما ان النهايات واحدة فلايهم ان اختلفت القنوات الموصلة اليها.. وبما ان الحافز متشابه بين الجميع فلا مشكلة ان اختلف الاسلوب او تفاوتت الهمم وطبقا لهذا الوصف نجد ان الحساسيات التي تنشأ بين بعض المؤسسات والتي لها اسقاطات ضارة على رياضتنا ما كان يجب ان تستمر وتستفحل لدرجة يصعب معها الحل.
كرة القدم العراقية وان احتاجت الى بنى تحتية كثيرة ومن بينها الملاعب الا ان تلك الملاعب لاتعتبر كل شي وتغير لوحدها من واقع كرة القدم المتردي لاسباب كثيرة انما نحتاج الى جانب تلك الملاعب الى تنشيط جميع مكونات منظومة الكرة والتي تشكل البنى التحتية احداها فتنشيط المكونات الاخرى بنفس القدر سيسهم في تحريك تلك المنظومة الى الامام وبالتالي يمكن ان تبدأ النهضة في هذا المجال الحيوي.
لعل اسقاطات الوضع الامني والظرف الاقتصادي ومستوى الدعم الحكومي المنخفض كان لها تاثيرا مباشرا على عملية النمو في مجال الرياضة العراقية عموما وكرة القدم خصوصا وقبلها على المجتمع العراقي بشكل اشمل حيث اصبح من الطبيعي ان تفرز هذه الاوضاع تحولا في مستويات الفكر والعطاء بالنسبة للشخصية العراقية المحبة للظهور بموقع السلطة المطلقة وتدفع بالكثير الى الابتعاد عن اهدافهم او تبديلها بعناوين اخرى تقلل من اهميتها وتحول الامور الى الرمزية.
من بعد هذه المقدمة البسيطة اردت الدخول الى لب الموضوع والاقتراب من المعاناة التي تتعرض لها كرتنا بسبب فقدان الانسجام بين مؤسساتنا الرياضية , الوضع الذي افرز العديد من التقاطعات والمشاكل ورافقه تخندق واضح وصل حد التقاطع!
لعل نسب المتحقق من المنجزات للاشخاص بحيث يدعي كل طرف احقيته بالاستيلاء على (تشكرات) الوسط الرياضي والاعلامي وحتى الشارع الرياضي هو ابرز ملامح الوضع الذي نعانيه اليوم, هذا الوضع الذي مسح الهوية الوطنية ودمرالمنجزات واحرق رغبة الفخر لدي المواطن بما تحقق.
ان كان السيد عبطان ساهم برفع الحظر عن الملاعب العراقية فهذا لايعني فضلا منه او منة فهو بالنتيجة مسؤول ومواطن ويعمل لاجل بلده.. او كان السيد عبدالخالق مسعود هو من سعى وحقق هدف رفع الحظر فهو الاخر لايمكن ان يمن على البلد لانه مواطن ومسؤول ويعمل بكل اخلاص من اجل وطنه وعلى هذا فلافرق بين الطرفين طالما يخدمان غرضا وطنيا واحدا وان تداخل الاختصاصات في هذه الجزئية لايسقط احدها ولايلغي مجهودات اي طرف فالجمهور يعرف تماما ان الموضوع ماكان له ان يتحقق بغير تعاون جميع الاطراف.
عندما نذكر قضية الحظر باعتبارها محور الاختلاف فهذا لايعني انها الوحيدة في شاشة عرض التقاطعات بل الكثير من الامور التي تركت تداعيات مؤثرة في رياضتنا..
وزارة الشباب ووزيرها … واتحاد الكرة ورئيسه الجميع محترمون عملوا باخلاص وجد واجتهدوا كثيرا رغم الظروف الصعبة والمرحلة تتطلب الكثير من العمل لتعويض الماضي المتعب لكرتنا ومن اولويات تلك المتطلبات ان يحصل تناغم ايجابي بين تلك الاطراف بدل الحساسية والتشنج فالعراق اكبر ويستحق ان نضحي له.
كمحايد ادعو والى جلسة حوار بين الطرفين تسودها الصراحة والودية وتعرض فيها جميع الامور وتحدد خلالها صلاحيات كل طرف وان تنتهي الامور الى تغليب مصلحة الكرة العراقية حتى يحفظ لكم جمهورنا الرياضي مواقفكم الطيبة وحتى ننطلق بقوة في عملية اصلاح واعية تستوعب جميع الظروف السابقة وتعالجها بنفس محبة حريصة من اجل النهوض بكرتنا والله ولي التوفيق.