الأخبار العربية
المنتخب العراقي.. بين الموت البطيء وإمكانية الإنعاش؟؟

فلورا رعد – خاص مونديال
بالرغم من كونها الخسارة الثالثة على التوالي,, الا انها قد تكون المباراة الوحيدة التي لم يستحق منتخبنا الخروج منها خاسراً. اُعجب اغلب المتابعين للمباراة بمستوى المنتخب العراقي الذي لم يكن مبهراً ولكنه على الاغلب جاء عكس التوقعات مما جعل المشجع العراقي يلحظ تغييراً في المستوى والاداء! . فبعد الخسارتين المستحقتين مع منتخبي استراليا والسعودية لاسيما بعد ان اجمع اغلب المحللين على قواسم مشتركة أدت على تلك الخسارات ومنها تكتيك المدرب وتبديلاته التي لم تحظى بالاعجاب والتمركز الخاطئ لأغلب لاعبي المنتخب .. الا ان أسباب خسارة هذه المباراة جاءت مختلفة. لم يخسر المدرب السيد راضي شنيشل مباراته اليوم للاسباب المدرجة اعلاه وإنما لأسباب تحكيمية بحته!
ذكرتُ بعد مباراة المنتخب السعودي بأن الخسارة في الشوط الثاني تكون على عاتق المدرب بشكل كبير. في الشوط الثاني لمباراة اليوم حدث العكس.. فالانتفاضة او الاستفاقة العراقية التي حدثت كان بطلها المدرب راضي. حيث لاحظنا التراجع المخيف الذي اقبل عليه منتخبنا الوطني بعد تسجيل هدف المباراة الاول لليابان في الدقيقة الـ 26. بانت ملامح الارتباك على محيا لاعبينا داخل ارضية الملعب مما ادى الى تباطؤ كبير في الاداء كاد ان ينهي شوط المباراة الاول بهدفين دون رد. لذا فإن اسباب الخسارة اليوم لا يتحملها المدرب بصورة مباشرة .. لكنه في المقابل يتحمل مسؤولية جزء منها كما هو حال باقي اللاعبين.
ينتابني الفضول حول أسباب استهداف الحكام للمنتخبات العراقية منذ وقت طويل وحتى هذه اللحظة. فسابقاً كنا نخشى حكام الخليج واليوم أصبحنا نخشى الحكم -مهما كانت جنسيته- اكثر من الخصم نفسه .
ففي مباراة العراق الاولى ضد الفريق الاسترالي كانت هناك ضربة جزاء صحيحة لاحمد ياسين لم يحتسبها الحكم الايراني الذي تغاضى عنها بصورة غريبة ليتقدم بعد ذلك الفريق الاسترالي بهدفين دون رد!
في مباراة السعودية اهدى الحكم القطري ضربتي جزء في اخر عشر دقائق من المباراة واحدة منها لم تكن مستحقة وغير عادلة سجلها السعودي نواف العابد في مرمى الحارس محمد حميد!
في مباراة اليوم ضد اليابان احتسب الحكم الكوري الجنوبي هدف من وضعية تسلل اتفق على عدم صحته حتى الاعلام الياباني الذي استضاف المباراة على ارضه وبين جماهيره عوضاً عن منحه 6 دقائق اضافية في الشوط الثاني وهو الوقت الذي لم تكن تتطلبه المباراة وحتى اطلاقه لصافرة النهائية لم يكن شرعياً حيث وصلت الكرة للاعبينا محاولين من خلالها بناء هجمة مرتدة منعها الحكم بصافرته الظالمة!
وكما يقولون تعددت الاسباب .. والخسارة واحدة.. ويبدو اننا سنبقى في كل مباراة نسرد اسباب عديدة نواسي بها انفسنا على الاخفاقات التي تطال تأريخنا والتي أصبحت تلوث ما بناه السابقون. فخسارة تسعة نقاط من اصلاً ثلاثون ليس بالأمر الهين وخصوصاً في هذا التوقيت والمرحلة الحرجة .. اما اذا ما نظرنا الى ما قبل التصفيات المونديالية فقد خسرنا ستة مباريات من اصل ثمانية بقيادة المدرب راضي شنيشل ولدينا مباراة قريبة جداً مع المنتخب التايلندي سوف لن تكون سهلة مطلقاً بالرغم من تواضع إمكانيات هذا المنتخب المتطور حديثاً اذا ما قارناه بمنتخبات استراليا والسعودية واليابان!
القادم اصعب دائماً .. وهناك مشاكل كبيرة يتوجب على الكادر التدريبي حلها بصورة عاجلها ومنها إيجاد البدلاء الاكفاء والذين يجب ان يكونوا ورقة رابحة للمدرب وليس العكس!
نحتاج الى لاعب يتكفل بمهمة حسم المباراة بشوطها الثاني كما كان يفعل سابقاً اللاعب كرار جاسم. كما ان هناك عجز تام لدى اللاعبين المتواجدين في الخطوط المتقدمة يكمن بحسم الكرة الاخيرة فغالباً ما نشهد تسديدات طائشة وضعيفة وتفتقر الى الارتكاز الصحيح والدقة .. عوامل كثيرة يجب العمل بها للتمكن من تحقيق المستحيل والابقاء على امل البقاء ضمن المنافسة!
يوم بعد يوم ومرحلة بعد اخرى تصبح مهمة العراق اكثر استحالة … الان فهمت ما يطلقه البعض على المصائب حينما يقولون ” الموت البطيء”.
اتمنى ان لا تكون هذه المقولة متطابقة مع وضع العراق ولنا امل بإستفاقة بعد الانعاش ولكنها تتطلب المزيد من الجهد والتحدي والاهم العزيمة والاصرار!
وبالرغم من الوضع المأساوي الذي نعيشه بعد الخسارات الثلاث, الا انني اتوقع تأهل العراق كأفضل ثالث لنعاود هوايتنا المعتادة وهي حسابات نتائج باقي الفرق التي يمكنها ان تؤهل منتخبنا من هذا الدور الحاسم.
كل شيء وارد لاسيما في مباريات الاياب والتي دائماً ما تصنع الفارق وتخلق المفاجئات وأحياناً (تنصف الظالم) فالمنتخب السعودي على سبيل المثال ومن وجهة نظر شخصية لم يكن يستحق الفوز في مبارتي العراق وتايلند كونه خطف الستة نقاط عن طريق ضربات الجزاء التي حصل عيها في اخر الدقائق من المبارتين .. واتوقع له انتكاسات كبيرة في جولة الاياب بحكم مستواه المتواضع وكما يقولون لا تسلم الجرّة في كل مرة!
لا اشفق سوى على الجماهير العراقية التي باتت تحلم بإحلام بعيدة المنال واقول لهم دمتم للوطن