الأخبار العربية

منتخبنا الوطني لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد

علي المعموري

لا احد بمقدوره انكار دور الاعلام في صناعة وتوجيه الرأي العام وحتى التحكم بمزاجية الشارع عند التعاطي مع الاحداث بشكل عام, وفي مجال الرياضة يلعب الاعلام دورا محوريا في صناعة الانجازات من خلال الطرح والتحليل ومن خلال تهيئة الشارع الرياضي لتقبل النتائج سلبية كانت او ايجابية .

هذه الصورة المطلوبة لاعلام مثالي يعمل بشكل حيادي وبحس يطبع عليه الحرص على المصلحة العامة ,لكن هذه الصورة الوردية من الصعب رؤيتها في محيطنا لاسباب عديدة منها ارتباط بعض الوسائل بمرجعيات سياسية او حكومية او اجتماعية او غيرها مما يجعل من توجهها انعكاس لتوجهات تلك المرجعيات والحواضن ومنها الحرية المفرطة التي تؤدي احيانا الى الابتعاد عن الثوابت نتيجة عوامل مادية او اعتبارية اخرى.

لسنا بصدد تقييم الاعلام الرياضي لكنا وضعنا تلك المقدمة لتكون مدخلا لما سنعرضه من امر يهم كرتنا ومستقبلها.

في العادة ينتظر الجميع من  اعلام وجمهور ومتابعين ومحللين فشل المهمات الرياضية ليقوموا بتشريحها وانتقاد القائمين عليها فنجد بعضنا يتطرف في تحديد الاسباب وبعضنا الاخر يسمح لمخيلته بالاتساع لتمرير اسوء الصور والتحليلات بمعنى ان دور الاعلام او قسم كبير منه يبدأ بعد حدوث الانتكاسة فيما يفترض ان يكون من عوامل تجنبها لو ان الجميع تابع الحدث واشر رؤيته منطلقا من مبدأ الحريص, فانتظار الفريسه حتى تقع للانقضاض عليها امر يخلو من البطولة وتعوزه الشجاعة.

وما يحدث الان مع مسيرة كرتنا والخلل الواضح في اعداد المنتخب الوطني للتمسك بالأمل الضئيل المتبقي لنا في التصفيات المونديالية خير دليل على سلبية التعاطي  مع الاحداث الرياضية اذ حتى الان مفردات الاعداد غير واضحة ولم تحظى بالاهتمام المطلوب على خلاف ما يقوم به منافسونا من تحضيرات.

مدرب المنتخب حتى هذه اللحظة لم تستقر قناعاته على تشكيلة محددة وكالعادة فهو يحاول استبعاد واضافة عدد اخر من اللاعبين ويتحدث عن مباراة واحدة مع ايران قبل مباراة استراليا وحتى هذه المباراة لم يكن متيقنا من حصولها بحسب اخر تصريح له ما يرسم صورة مشوشه عن مستقبل الفريق في هذه التصفيات.

منذ اخر مباراة لعبها المنتخب مع الفريق الاماراتي ونحن نقرأ بين فترة واخرى تصريحات خجولة عن لقاءات واجتماعات بين الكادر الفني للمنتخب وبين الاتحاد او لجنة المنتخبات فيه ولم نلمس مخرجات تثبت اهمية تلك الاجتماعات وانعكاساتها على عملية اعداد الفريق بطريقة تتناسب واهمية المشاركة.

بالنسبة لي وربما للكثير من المتابعين لشؤون كرتنا لا نعول كثيرا على ما تبقى من فرص لمنتخبنا في هذه التصفيات لأننا نعتقد ان فرصتنا في التنافس قد تقلصت منذ ان خسرنا بعد الفوز في لقاء السعودية وان خسارة اربعة من خمسة مباريات في تصفيات المونديال مؤشر عجز حوّل تواجدنا في المجموعة من منافس الى مجرد مشارك كما نعتقد ان الكادر الفني والاتحاد اكثر ايمانا منا بهذه الحقيقة وان اجراءات بسيطة من الاعداد هي لتخدير الشارع الرياضي وتمشية الامور بطريقة تشبه كثيرا مبتلى بعلة هو هالك فيها نصحه طبيبه بتقضية ما تبقى له دون عناء يزيد من علته او ينقص من اموال وارثيه!

اذا كنا قد فقدنا الفرصة اوكدنا نفقدها فهذا لا يعني التخلي عن هيبة كرتنا واسمها من خلال تحقيق نتائج ايجابية تترك اثرا طيبا في التصفيات وهذا لايأتي الا عبر التحضير الجيد بوضع منهاج يهتم بادق التفاصيل بدل الركون الى اليأس تحت مبررات معادة من قبيل الظروف والدوري والحظر والتقشف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى