الأخبار العربية

مواجهة استراليا.. بيـــن شجاعــــة القـــرار والدخـــول بـــروح المهــــزوم|

منتدى كووورة عراقية – علي المعموري 

كرة القدم من الفعاليات التي لاتخضع لسلطة التوقعات بنحو دقيق وفي الغالب نتائجها مرتبطة بعوامل متنوعة تخص جودة الاداء وحسن القراءات, وانطلاقا من هذا الفهم فان اية رؤية او تحليل فني لمواجهة المنتخب الاسترالي في الاول من ديسمبر المقبل في المواجهة الاولى لمنتخبنا الوطني في التصفيات الحاسمة تعتمد على وقائع مسبقة هي رؤية قاصرة وفيها تجني على اصول التعامل الفني مع الخصوم بمعنى ان لاينظر الى الفريق الاسترالي الخصم رغم تفوقه الفني ورغم امتلاكه العناصر مميزة اعتمادا على تاريخ لقاءتنا السابقة معه لان هذه النظرة قاصرة وتتجاهل حركية تطور الفرق والمتغيرات التي تضرب مستوياتها صعودا ونزولا وكذلك الاخذ بالاعتبار ظروف اللقاء وامكانية المدرب في قراءة الخصم وبالتالي اجادة توظيف ادواته بطريقة تخدم تكتيكه العام للمباراة. مهمة منتخبنا الوطني امام المنتخب الاسترالي مهمة صعبة جدا وتحقيق نتيجة ايجابية فيها  لايفترض ان يترك للصدف  انما يتطلب تحضيرا متميزا يعتمد على العوامل البدنية والنفسية والفنية.

منتخبنا وخلال المرحلة السابقة من التصفيات تعرض لانتكاسات كادت ان تقضي على مستقبله في التصفيات لاسباب متعددة ومن المحتمل جدا ان تكون اثارها قد  امتدت الى الان لذا فان على الكادر الفني في مرحلة الاعداد والتحضير ان يراعي هذه الجزئية ويتعامل معها بحرفية بما يمكن عناصره من استحضار عوامل التفوق  والندية وتجاوز هذه المرحلة يحتاج الى تهيئة اجواء مثالية للتدريب ولعب مباريات بمستوى عالي وعدم الاكتفاء بالتدريبات الصباحية والمسائية لانها لاتعكس الصورة الحقيقية لمستوى المنتخب وقدرات لاعبيه على فهم وتطبيق مفردات الاعداد بطريقة تؤمن نتائج مطمئنة. المنتخب الاسترالي من اقوى منتخبات المجموعة ومن المرشحين الساخنين للحصول على احد بطاقتيها الموندياليتين الا ان هذا لايعني ان نستسلم له او نلعب امامه بروح المهزوم او حتى نفكر في اللعب على اقل الخسائر فالاعداد الجيد المثالي هو من يقلل الفوارق بيننا وبينهم حتى وان كنا نلعب على ارضهم.

فهل تحضيرات منتخبنا لهذه المباراة تتناسب واهميتها ؟

حتى الان لايمكن قراءة منهج الاعداد المعلن لمنتخبنا للفترة الاولى من التصفيات التي يستهلها بلقاء الكنغارو الاسترالي في بيرث الاسترالية قرائته بطريقة تبعث الطمأنينة فجميع ما سمعنا به لايتجاوز حدود الاعداد الروتيني في حين اهمية اللقاء وقوة الخصم و قيمة النتيجة تتطلب مفردات اقوى واكثر فاعلية , فمواجهة منتخب اوزباكستان لاتمثل نقطة اطمئنان لنا عندما نواجه استراليا مثلما يمثله لقاء نيوزلندا الملغى لانك عندما تريد مواجهة فريقا ما عليك ان تستعد له مع فريق يدانية او يتفوق عليه من حيث المستوى لا ان تواجه فريقا سهلا سيضيع عليك الفوز عليه فؤائد الاعداد بالكامل وعندها كانك لم تكن قد فعلت اي شيئ وبالنتيجة ربما سهلت الامور على خصمك في التغلب عليك.

نحتاج الى الشجاعة عند المنازلة مع الخصوم لكي نحقق الافضلية والتردد والجبن سيجعلنا ندخل تلك المواجهة بروح المهزوم وفي هذه الحالة يكون من الصعب توقع نتائج طيبة خصوصا ان الفوارق الفنية بيننا وبين المنتخب الاسترالي ليست كبيرة لدرجة مفزعة فجميع لقاءاتنا السابقة معهم حتى تلك التي خسرنا فيها كانت نتائجها متقاربة بمعنى اننا لم نخسر معهم بنتائج كبيرة وهذا لايجوز ان نعتمده كمقياس انما هو من باب الاعتراف بالمقدرة والندية وان لااحد يتفوق كثيرا على غيره لذا من الممكن ان نعد لاعبينا على كونهم انداد للاستراليين وبالتالي لهم مثل الذي عليهم ونزرع الثقة بهم مثلما كان يفعل فييرا في اسيا 2007 عندما كان يركز على رفع الجانب المعنوي للاعبيه من خلال افهامهم بامكانية الفوز على الخصم شرط ان يلتزموا بخطته.

لايمكن نكران انعكاسات المشاركة الاولمبية على تحضيرات منتخبنا الوطني خصوصا ان جل لاعبي الاول سيكونون من لاعبي المنتخب الاولمبي الامر الذي احدث ارباكا بدرجة ما على عمليات اعداد الفريقين ولو حصل وتعرض منتخبنا الاولمبي لمشاكل في لقاءاته خلال الاولمبياد فان تاثيرات تلك المشاكل ستنعكس على روحية اللاعبين وعزيمتهم ولقصر الفترة بين عودة الاولمبي وسفر الوطني لاستراليا تجعل من الصعب على الكادر الفني معالجة اثار تلك المشكلات لذا كان على مدرب المنتخب الوطني اعداد تشكيلته بعيدا عن لاعبي الاولمبي على الاقل في المباراتين الاوليتين من التصفيات , باختصار يمكن القول ان الاولمبي ابتلع الوطني وعقد مهمة شنيشل! منتخبنا الوطني وعلى مدى الشهرين القادمين سيلعب المباريات التالية:

-مع الاوزبك في طشقند يومي 21و24/ تموز المقبل

-مع قطر في 8/اب القادم

– مع كوريا الشمالية في ماليزيا في 16 و 21/8

مع نادي بيرث الاسترالي يوم 25/8

والان لو قمنا بترتيب المباريات طبقا لقوة كل فريق سنواجهه ودرجة تصنيفه سنحصل على التالي:

اوزباكستان

قطر

كوريا الشمالية

بيرث الاسترالي

وبالعودة لتواريخ مواجهتنا لتلك الفرق سنجد اننا سنبدأ من الاقوى نزولا وهذا الامر فنيا لايخدم الاعداد ويعطي صورة واضحة عن التخبط وانعدام العلمية في عملية التحضير التي يفترض ان تكون متسلسلة وفقا لقوة الفرق لا بالاعتماد العشوائي على مامتوفر دون دراسة. قد تكون ست مباريات كافية لاعطاء صورة طيبة عن منتخبنا وجاهزيته لو ان هذا الامر جرى بطريقة تراعي القيمة المرجوة من كل مباراة حيث لم تكن الاختيارات قد راعت تفاوت الحرارة والرطوبة والتوقيتات بين هذه الفرق ومنتخب استراليا.

بالنسبة لي اعتقد ان الوقوع في مجموعة قوية افضل من الوقوع في مجموعة (سهلة) لان قوة المجموعة وتقارب مستويات فرقها سوف توفر فرصا افضل للجميع بحكم ان النتائج قد تتغير كل دور خصوصا عندما ياكل الاقوياء بعضهم بعضا وبعيدا عن هذا علينا ان نهتم بطريقة افضل مما هو حاصل الا بتحضيرات منتخبنا خصوصا بعد قرار الحكومة الاخير بدعم الرياضة بشكل خاص لكي نكون منافسين على التاهل او على الاقل المركز الثالث.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى