الأخبار العربية

نعم لنلعب في السعودية و ليكن ما نريد

علي المعموري

مرة اخرى يثير اتحاد كرة القدم قضية اللعب مع الفريق السعودي على اراضي السعودية بقرار من محكمة التحكيم الكروية (كاس) بطريقة غير منسجمة مع المعطيات الواقعية فيلوح بالذهاب الى محكمة القضاء الفيدرالي السويسري لنقض قرار كاس في حركة لا يمكن للمتابع الا ان يضعها  اما في خانة  اشغال الشارع الكروي والهائه والايحاء بان الاتحاد يعمل بجد من اجل استعادة مايعتقده حق مسلوب – وهو كذلك – او في خانة ردة الفعل الغير مدروسة وفي كلتا الحالتين يعتبر تصرف اتحاد الكرة من التصرفات التي تلحق الضرر وتفتقر الى الواقعية والاتزان.

نعم لنا الحق في المعاملة بالمثل في ان نلعب مباراتنا خارج الاراضي السعودية مثلما اجبرنا السعوديون برفضهم اللعب في ايران على تغيير مباراة الذهاب ونقل ملعبنا الى ماليزيا لكن ليس كل من يعتقد ان له حق يحصل عليه خصوصا بوجود نزاع بين طرفين يعتقد كل منهما ان الحق معه.

كنا سنحصل على حقنا لو تعاملنا بطريقة اكثر احترافية مما جرى بدل ان نعتمد على نصائح لايمكن تصديقها بالحديث عن نسب النجاح الصفرية التي اوهم اتحادنا بها نفسه فاضاع حق العراق بطريقة كشفت سطحية التعاطي مع القضايا المصيرية.

الان وقد تحول كل شيئ الى واقع وبالقانون  لا ارى اية قيمة للذهاب الى المحاكم الفيدرالية السويسرية كما لوح احد اعضاء الاتحاد لان الذهاب الى سويسرا للتقاضي امرا لا  فائدة منه خصوصا ان ما تبقى من الزمن لا يسعف اي امل في النجاح واذا كان لابد من ذلك وعند التأكد بضمان نسبة معقولة من النجاح فيفترض الطلب من الفيفا تأجيل اللقاء حتى حسم الموضوع!

باعتقادي ان نسبة نجاح مسعى الاتحاد في كسب القضية ضئيل جدا ويترتب عليه اثار مادية ونفسية وبما ان اجراءاتنا كانت غير موفقة مقارنة مع خطوات خصمنا الاتحاد السعودي ولو كان القرار بيدي لتخليت عن هذا المسعى وركزت على اللعب في جدة لأستفدت من مبالغ الدعوى التي ستكون طائلة ووفرت بها مفردات اعداد لائقة للمنتخب ولتركت الرد في الملعب بدل المهاترة وتغليظ القلوب لاننا في النهاية لا يمكن ان نستمر في رفض اللعب على الاراضي السعودية كما لا يمكن للسعودية الاستمرار في مقاطعة الملاعب الايرانية و كما ان هذه المباراة ليست الاولى التي نخوضها مع المنتخب السعودي على ارضه ولن تكن ألاخيرة.

منذ عقود ومنتخباتنا تلعب في ملاعب الخصوم ماعوّد لاعبينا على التأقلم مع هذه الاوضاع فلا أهمية لمكان اللعب بالنسبة لنا حتى وان كنا نعتقد ان الحق معنا واغتصب فعلينا ان نتعاطى مع الامور بعقلانية وبقياس مقدار قوتنا مقارنة مع قوة خصومنا والتركيز بعد ذلك على طريقة تحضير منتخبنا لمبارياته ومنها مباراتنا مع المنتخب السعودي بطريقة تعيد الهيبة لكرتنا.

نعم لنلعب في السعودية وان نحصن انفسنا بالعلم والمشورة الطيبة عند تكرار قضية من هذا النوع فاللعب في جدة ليس هزيمة لنا بقدر ماهو امتحان لقدرتنا في تجاوز المحن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى