هزيمــــة اليابان فـــــــوز كبيـــــــر ومعانــــي اكبــــــــــر

علي المعموري – مونديال
لعل الفوز العريض الذي حققه منتخبنا الوطني للناشئين على المنتخب الياباني المنظم في نصف نهائي بطولة كأس اسيا هو احد اهم المحطات المضيئة في الكرة العراقية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا الكروي الذي يشهد انتكاسة مروعة على مستوى الكبار والنتيجة التي سجلها ليوثنا تعد – او هكذا نأمل – خط البداية لايقاف التدهور والانطلاق بعملية تصحيحية لانتكاسة المنتخب الاول واعادة الهيبة لكرتنا, اذ لم يكن الفوز على اليابان الفريق الاكثر تنظيما والذي لم يستطيع اي فريق من تدنيس شباكه لمدة زادت عن العام لم يكن هذا الفوز مجرد حالة رقمية انتهت اليها المباراة انما هو عملية فنية متكاملة من جميع النواحي تقريبا حضرت فيها جميع مقومات التفوق ومستلزمات الانتصار والتفوق واول هذه المستلزمات هو الحظور الذهني وارتفاع البناء النفسي اللذين شكلا اهم مرتكزات التفوق في منازلة مهمة.
الفريق لعب بروح المنتصر ولم يستسلم حتى عندما فقد السيطرة على المباراة في النصف الثاني من الشوط الاول بعد تسجيل الخصم لهدف التعادل ومن ثم التفوق اذ عاد لاعبونا ليفرضوا تفوقهم على الخصم برغم قوته واجباره على ارتكاب الاخطاء في منطقة القتل تسببت تلك الاخطاء بهدفين من ضربتي جزاء صحيحتين وطرد لاحد لاعبيهم.
الفوز مهم وتوقيته اهم ونتائجه رائعة اسهمت في عودة الروح والامل للشارع الرياضي الذي فقد ثقته بمستقبل الكرة العراقية ولكن هذا الفوز رغم اهميته يجب ان يصيب لاعبينا بالغرور ويفقدهم التركيز خصوصا انهم امام مهمة اخرى تتمثل في العودة بكأس البطولة الى بغداد حيث يحل ضيفا عليها لاول مرة في تاريخ هذه البطولة التي تعتبر الوحيدة التي لم تتشرف باسم العراق.
المنتخب الايراني الذي سنواجهه في النهائي الاحد رغم انه اقل مستوى من الناحية الفنية من المنتخب الياباني الا انه فريق محترم وسيحاول الحصول على نتيجة المباراة وعليه يجب نسيان مباراة اليابان والالتفات الى مباراة ايران المقبلة.
المنتخب العراقي يعاني من خلل واضح في التغطية الدفاعية في الجهة اليسرى اضافة الى تراخي اجنحة الفريق في الرجوع والمشاركة بالمهام الدفاعية كما يجب على مدرب الحراس ان يهتم بالحارس علي العبادي لان هذا الحارس بدا بالامس وكأنه يفتقر لابسط مواصفات حراسة المرمى وتسبب في الهدفين تماما وعلى الاخص الهدف الياباني الثاني.
المنتخب قدم لمحات فنية راقية اجبرت الجميع على احترامه وفرضت واقعا جديدا في الكرة العراقية وقد تكون لها انعكاسات على منتخب الكبار الذي تنتظره مباراة حاسمة امام كبار الساموراي الخميس القادم .
من المهم ان نذكر عامل اخر من عوامل التفوق في المباراة وهو القراءة الصحيحة لمجريات المباراة من قبل الكادر الفني والتي اسهمت كثيرا في استمرارية عوامل التفوق وتحقيق الفوز الكبير.
كل التوفيق لمنتخباتنا.