نهاية فصل و آخر ليس ببعيد !

مروان مقديش – مونديال
فصل جديد ينضاف لمجلد تاريخ بدأت سنوات التسجيل فيه منذ زمن بعيد ، تغيرت الظروف و تبدلت و لكن الراوي أبى أن يكمل مسار تدوين إخفاقات البعض و نجاحات البعض الآخر بأحرف لن تمحى من الذاكرة الرياضية ..
موسم مر و لوح بكلمة الوداع حاملا معه أساطير لن نراها مجددا على الملاعب الأوروبية ؛ إمبراطور روما إختار أن يتقاعد بعد 25 سنة على تزينه بلون ال ” جالوروسو ” ، ” توتي ” ودع الملايين ممن يعشقهم و يعشقونه تاركا قلبه النابض بحب روما .. لم يكن الوحيد الذي رحل عن عالم الساحرة المستديرة فالجناح الأيمن للكتيبة الألمانية ” فليب لام ” و زميله في البايرن ” تشابي ألونسو ” وضعا حدا لمسيرة صبغت بالذهب الخالص منذ بدايتها حتى نهايتها .. رحلة أخرى وضعت آخر النقاط فيها كانت للمدافع الإنجليزي لتشلسي ، جون تيري لن يلبس أزرق الملوك مجددا !
وداع الكبار لم ينسي الجماهير في فرحة التتويج فهي لحظات يتوقف فيها الزمن لبرهة ليطبع أجمل الأحاسيس فيها على القلوب و في العقول ؛
ريال مدريد ، ملك أوروبا إلتهم الأخضر و اليابس بقرار من ” زيدان ” مفاده أن اللقب الأوروبي لن يغادر عاصمة « لاروخا » فأستسلم كل من أراد التمرد على ذلك حتى من غريمه برشلونة لم يقدر على المواجهة فتحول لقب الليغا من كاتالونيا لمدريد ..
السيدة العجوز فقدت هيبتها في نهائي كارديف و لكن حافظت على عنفوانها المحلي ؛ بطولة سادسة على التوالي و معانقة للكأس الإيطالية على حساب نسور ” تشيليستي ” ..
أجمل المفاجآت كانت لشبان الإمارة اللذين أزاحوا عملاق العاصمة الفرنسية و أطفؤوا أنوارها ليشع بريق لقب الليغ 1 في موناكو ..
عندما بدأ الصراع على البريميرليغ ، كانت النكهنات تصب في مصلحة مدينة مانشستر بلونيها الأحمر مع ” مورينهو ” و الأزرق مع ” غوارديولا ” و لكن هذا الثنائي رفعا العلم الأبيض أمام أندية لندن فأنحصر السباق بين تشلسي و توتنهام ليختار القدر تتويج فريق ” كونتي ” مكافئا إياه و منصفا لمجهوداته فدخل قلوب محبي البلوز منسيا إياهم أسطورة السبيشال وان .. أما الشطر الآخر للندن فقد كان الضباب حالكا فيها و بانت بوادر الفرج إلا في آخر السنة ؛ ” فينغر ” أنقذ موسمه الضعيف بكأس الإتحاد ممددا تواجده في قاعة عمليات المدفعجية لموسمين آخرين !
نجاحات أندية كانت على حساب البعض الآخر ففي بلد ” المانشفت ” لم يقدر ” أسود الفيستيفليا ” على إنهاء سيطرة العملاق البافاري التي تواصلت لسنتها الخامسة تواليا ؛ ذهب ” هايكس ” و رحل ” بيب ” ليخلفهم ” أنشلوتي ” في مهمة حصد الألقاب رغم بعض المضايقات من الصغير الخطير ” لايبزيج ” الذي كان مفاجأة البندسليغا ..
نهاية هذا الفصل ستكون غير عادية كحكاية ” مورينهو ” الذي فشل محليا فدخل اليوروباليغ مستهزئا و خرج منها متوجا بأميرة أوروبا و فاتحا أبواب العودة لبطولة الأمجاد ؛ دوري الأبطال !